سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
رصاص كثيف فجائي، يدويَّ أزيزه في شوارع وحارات مخيّم خان دنون الضيّقة، وبعد موجة الهلع التي تصيب الأهالي، يتبيّن أنّ مصدره إحدى حفلات الأعراس، أو ربّما حفلة نجاح في شهادة تعليمية، أو ربّما حفلة طهور.!
ظاهرة غريبة عن مخيّمات اللجوء في سوريا، لم يألفها الأهالي كظاهرة محليّة، قبل اندلاع الأحداث السوريّة، وكونَ الأحداث جعلت من أزيز الرصاص ودوي القنابل، حالة مألوفة في المشهد اليومي لمخيّمات حلّت الحرب في شوارعها وساحاتها، فمن غير الطبيعي أن يحتل الرصاص ورعبه، حيّزاً كبيراً في حياة أهالي مخيّم خان دنون الذي بقي بمأمن عن الحرب، حتّى صار ملاذاً آمناً للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من مخيّمات فلسطينية تسببت الحرب في نكبتها.
يعزو ناشطون من أبناء مخيّم خان دنون هذه الظاهرة، لفوضى السلاح التي ترافقت مع فوضى التشكيلات الفصائلية المسلّحة التي ظهرت في المخيّم منذ سنوات بحجّة حمايته، وما مارسته من تطويع عشوائي لحملة السلاح بمعزل عن الحرفية العسكرية وقيمها وضوابطها.
ظاهرة باتت تمثّل وجهاً حقيقيّاً للخطر على حياة الأهالي وفق ناشطين، بشكل تكاد لا تنجو أي مناسبة سعيدة في المخيّم، من طعنات المرار والألم بسبب الاصابات التي تسجّل بالرصاص العشوائي، والذي كثيراً ما يكون مطلقوه صبيةً مراهقون، لا يتحلّون بأدنى مسؤولية تخوّلهم من حمل السلاح.
خطورة يفاقم فعّاليتها على الأرواح، حجم الكثافة السكّانية التي يعاني منها المخيّم بعد موجات النزوح التي استقبلها لسكّان المخيّمات، التي تعرضّت لأهوال العمليّات العسكرية والقصف المدمر، كمخيّمات سبينة و خان الشيح واليرموك، حيث بلغت أعدادهم نحو 17 الف نازح، أضيفو إلى نحو 12 الف من سكّان المخيّم، يعيش كثيرٌ منهم، في مناطق مكشوفة كالمدارس والأماكن العامة.