بريطانيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"تذكّروا ماذا كان يقول لنا البطل الذي كافح ضد الأبارتهايد، ديسموند توتو: ليس هناك حياد في حالات الظلم"، ما قاله المخرج البريطاني كين لوتش مُخاطباً فرقة "راديو هيد" البريطانية التي تعتزم إقامة حفل موسيقي في "تل أبيب"، قائلاً "على راديو هيد أن تُقرر هل تقف في صف المظلوم أم الظالم، والخيار بسيط."
يُواصل المخرج البريطاني لوتش دفاعه ومناصرته للقضية الفلسطينية والفلسطينيين ومقاطعة الكيان الصهيوني، إذ وجّه انتقاداً في مقال كتبه ونشرته صحيفة "إندبيندنت" البريطانيّة، لفرقة "راديو هيد" البريطانية التي تعتزم إقامة حفل موسيقي بـ "تل أبيب" في فلسطين المحتلة.
يقول لوتش في بداية مقاله "فوجئت عندما قرأت في مجلة رولينغ ستون قول توم يوركي من فرقة راديو هيد بأنّ مُنتقدي إقامة الفرقة حفلاً في تل أبيب، كأنّهم يقومون بإلقاء البراز على الفرقة في العلن، دون التحدث إلهم بشكلٍ خاص، وهذا ليس دقيقاً، وإن كان دقيقاً فهو ليس مهماً."
موضحاً أنّ عدد من الفنانين تحدثوا مع الفرقة بشكلٍ خاص على مدى خمسة أشهر بما في ذلك فنانون فلسطينيون و"إسرائيليون" تقدميّون، وطلبوا منهم لقاء لتوضيح الحاجة لاحترام المقاطعة الثقافية، إلّا أنّ الفرقة تجاهلت هذه الدعوات.
تابع قائلاً "حاولت أن أتواصل مع إدارة راديو هيد لأعرض عليهم اللقاء مع فنانين فلسطينيين، وتم عرض هذا عدة مرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وإلى الآن لم يصلني أي رد من الفرقة أو إدارتها"، واعتبر لوتش ذلك مخيّباً للآمال.
يُضيف المخرج البريطاني أنّه "سواء كان نظام الأبارتهايد أو التمييز العنصري في جنوب إفريقيا سابقاً، أو نظام الأبارتهايد في إسرائيل اليوم، فعندما يطلب مجتمع مظلوم من فنانين عالميين مشهورين ألا يسمحوا للظالم بأن يستخدم أسماءهم ليغطي على انتهاكاته ضد حقوق الإنسان، يكون واجبنا الأخلاقي هو أن نستجيب لطلبهم، ويجب أن يكون الأمر يتعلق بهم وبحقوق الإنسان الخاصة بهم، ولا يتعلق بنا أو بشعورنا بالفخر."
كما أشار لوتشي إلى أنّ "الموسيقيّون الفلسطينيون والفنانون والكُتّاب وصانعو الأفلام والمنظمات الثقافية قاموا بدعوتنا للمشاركة في مقاطعة ثقافية ومؤسساتية لإسرائيل، بالضبط كما فعلنا خلال وجود نظام الأبارتهايد في جنوب افريقيا، وطلبوا منّا على الأقل أن نمتنع عن تقويض كفاحهم لإنهاء الاحتلال، واستعماره لأراضيهم ونظام الأبارتهايد الذي يُسيطر على جوانب حياتهم كلها."
يقول لوتش أيضاً "يعرف الفلسطينيون أنّ الفنانين الذين يتجاوزون خط احتجاجهم بغض النظر عن نيّتهم، ينتهي بهم الأمر بأنهم حسنوا صورة الظلم، وساعدوا على إطالته، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في الضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة."
يُذكر أنّ المخرج العالمي كين لوتش كان قد جدّد دعوته لمقاطعة الكيان، في افتتاح الدورة الثانية من مهرجان السينما الفلسطينية في باريس قبل عام، وهو واحد من (600) شخصية ثقافية وفنية وأكاديمية وقعت في شباط من عام 2015 على دعوة تُطالب بمقاطعة الكيان الصهيوني.