فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أكدت المرجعيّات الدينية في القدس المحتلة، الخميس 27 تموز، أنّ سلطات الاحتلال قامت بإزالة كافة الإجراءات التي اتخذتها سابقاً على أبواب المسجد الأقصى عقب العمليّة الفدائيّة التي نفّذها الشهداء جبارين في الرابع عشر من الشهر الجاري في الأقصى.
جاء ذلك في أعقاب اجتماع عقدته المرجعيّات الدينية التي تمثّلت برئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، مفتي القدس والديار الفلسطينية، القائم بأعمال قاضي القضاة، بعد أن قامت قوات الاحتلال بعد منتصف الليل بإزالة المسارات والجسور الحديديّة من منطقة باب الأسباط.
وتحدّث المُصلّون في ذلك الوقت عن أنّ إجراءات الإزالة جاءت بشكلٍ مفاجئ، ولم تشمل كافة الأبواب إنما اقتصرت على باب الأسباط، وإجراءات الاحتلال لا تزال مستمرة على بقيّة أبواب المسجد الأقصى.
في بيان المرجعيات الدينيّة، وافقت على دخول المُصلّين إلى المسجد الأقصى ودعت كل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وكل من يستطيع الوصول إلى الأقصى للدخول الجماعي إلى ساحات المسجد مُكبّرين.
كما طالبت في بيانها دائرة الأوقاف الإسلامية إغلاق كافة المساجد الجانبيّة في مدينة القدس المحتلة يوم الجمعة القادمة وضرورة توجيه المُصلّين إلى المسجد الأقصى المبارك، وأكّدت على رفضها تحديد أعمار الداخلين إلى المسجد فهو حق لكل المُصلين الصغير والكبير.
أشارت المرجعيّات كذلك في بيانها إلى أنّ قيام الاحتلال بسحب البوّابات الإلكترونية والكاميرات الذكية وإنزال ما نصبه من جسور معدنيّة ومسارات، هو جزء من مطالبهم العادلة والمتمثلة بإعادة مفاتيح باب المغاربة الذي يقع تحت سيطرة الاحتلال منذ عام 1967، لدائرة الأوقاف الإسلامية، ودخول المسلمين من كافة أبواب المسجد بحريّة ودون أي إعاقة.
كما أكّدت أنّ دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس هي المسؤول المباشر عن شؤون المسجد الأقصى وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة ولا يجوز للاحتلال أن يتدخّل في شيء من مهماها.
من جانبه، مدير الأقصى الشيخ عمر الكسواني صرّح بأنّ اللجان الفنيّة لم تنتهِ بعد من عملها والنضال سيستمر وسيكون من داخل المسجد الأقصى حتى إزالة كل ما أحدثه الاحتلال.
من جانبٍ آخر، كانت قد علت التكبيرات والهتافات بين المُعتصمين عقب قيام قوات الاحتلال بإزالة الجسور والمسارات، مُعتبرين ذلك انتصار جزئي لهم لا بد من استكماله حتى تحقيق ما تبقّى من مطالبهم، وبعد قرارات المرجعيّات الدينيّة علت الهتافات بالثبات وانتشرت الدعوات للتجمّع في وقت صلاة العصر أمام باب حطة لمحاولة الدخول منه، علماً بأنّه مغلق ويرفض الاحتلال فتحه.
ومنذ ساعات الصباح بدأت المرابطات بالتوجّه إلى باب حطة المغلق بمسيرة ضخمة في محاولة للدخول من خلاله، وحسب مواطنة مقدسيّة لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإنّ باب حطة مُغلق بشكل كامل ويستخدمه الاحتلال ممر للتفتيش ومفتاحه مع الاحتلال بعد العمليّة الفدائية التي نفذها الشهداء جبارين، وباب المغاربة فهو مغلق منذ عام 1967 ولا يدخله سوى المستوطنين خلال اقتحاماتهم اليوميّة، ويرفض الاحتلال فتحهما.
أما باب الحديد والغوانمة والناظر أغلقها الاحتلال مؤخراً ومفاتيحها مع الأوقاف، وباب السلسلة وباب القطانين كذلك مغلقة من قِبل الاحتلال ويتم فتحهما أحياناً، بينما باب الأسباط وباب المجلس فهما مفتوحان وسيكون الدخول اليوم إلى المسجد الأقصى من خلالهما، علماً بأنّ المُصلّين لا يعلموا بعد عن طبيعة إجراءات الاحتلال معهم في حال دخولهم.
فيما شهدت الأيام الأخيرة محاولات احتواء والتفاف من قِبل السلطة الفلسطينية وعدة جهات على صمود أهل القدس وخطوتهم بالاعتصام أمام أبواب المسجد الأقصى حتى تحقيق مطالبهم، لتنتشر تصريحات رئيس السلطة من وقت لآخر بشأن ما يجري ومُقابلته بعض المعتصمين، ولوحظَ ذلك في بيان المرجعيّات الدينية الذي شمل الشكر والتقدير لـ "القيادة الفلسطينية متمثلة بسيادة الرئيس محمود عباس"، وإعلانه قائلاً أنّ الصلاة اليوم في الأقصى.
وانتشرت الأنباء طوال فترة الاعتصام والرباط من عدة جهات عربيّة بمحاولتها نسب أي تراجع من الاحتلال عن إجراءاته، أن يكون بفضل اتصالاتها وضغوطها، وآخرها كان الأردني والسعودي، علماً بأنّ خطوة الفلسطينيين في القدس بالوقوف في وجه الاحتلال، لم تُقابل بدعم كافي وبشكل واضح وصريح، بل كانت محاولات التفاف وإضاعة فرصة مواجهة الاحتلال والضغط عليه.
تأتي خطوة الاحتلال تخوّفاً من أي تصعيد قد يحدث في القدس المحتلة أو باقي أراضي فلسطين المحتلة، التي تشهد مواجهات بالفعل في كل جمعة، ومع ما يجري في الأقصى والقدس المحتلة ارتفعت وتيرة التصعيد في أيام الجمعة، بالإضافة إلى انتشار الدعوات للاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه.