سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نقل ناشطون فلسطينيون في جنوب دمشق لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" شكاوى عدد من العائلات التي مُنعت من إخراج أبناءها ممن يعانون من حالات صحيّة طارئة، تستوجب إسعافها إلى مستشفيات خارج البلدات الجنوبيّة الثلاث " يلدا- ببيلا- بيت سحم" والسبب كونهم فلسطينيون!.
حالتان أعادتها تسليط الضوء على هذا الملف، الذي يُعامل فيه الفلسطينييّ بالكثير من التمييز من قبل حواجز النظام السوري، المتمركزة على تخوم تلك البلدات باتجاه مناطق سيطرة النظام، حيث تستثني تلك الحواجز الفلسطيني من العبور، إلا من خلال إجراءات استثنائيّة وأوقات محددة، لا تراعي ظروف الحالات الصحيّة الطارئة التي لا تعرف وقتاً ولا تنتظر إجراءات.
حالة نقلها ناشطون، لطفل فلسطيني من أبناء مخيّم اليرموك، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تعرّض لوضع صحّي خطير بعد منتصف ليل الأربعاء 26 تموز، وهو ما يستوجب نقله على الفور إلى مستشفى خارج بلدة يلدا، لعدم توّفر مستلزمات العناية الطبيّة اللازمة في النقطة الطبيّة في البلدة.
وحين توّجه أهل الطفل إلى المسؤولين عن التنسيق مع حواجز النظام لإخراج الحالات الطبيّة الطارئة، صُدموا بسؤال من قبلهم، " هل الطفل فلسطيني أم سوري؟" وذلك للبتّ في ما إذا كان بإمكانهم إخراجه عبر حواجز النظام، التي تضع قيوداً خاصّة على إخراج الحالات الصحيّة الطارئة للفلسطينيين، وتحصر التنسيق حولها بشخص واحد مسؤول عن إخراج الفلسطينيين من أصحاب تلك الحالات، لم يكن مُتاح حينها التواصل معه من أجل القيام بإجراءات إخراج الطفل، في حين أنّ المسؤولين عن إخراج أصحاب الحالات الطارئة من السوريين، لا يمتلكون صلّاحيّة من قبل حواجز النظام للقيام بهذه الإجراءات للحالات الفلسطينيّة، ولم يبذلوا جهداً من أجل ايجاد حلّ لإخراج الطفل إلى المستشفى.
حالة ثانيّة، تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي للطفل جهاد ذو الأربع سنوات، الذي فوجئ أهله بانتفاخ وتصلّب في بطنه، عجزت الكوادر الطبيّة المتواجدة في النقطة الطبيّة ببلدة يلدا، عن تشخيص حالته التي تستدعي بعض التحاليل والصور الاشعاعيّة غير المتوفّرة في البلدة، ما استوجب ضرورة نقله إلى مستشفى خارج البدات الجنوبيّة.
حالة جهاد أيضاً لم يُسمح لها بالعبور باتجاه المستشفى، الذي فصله عنها حاجز لقوّات النظام، لم يسمح لهم بالعبور، بحجّة أنه يتوقف عن تمرير الحالات بعد الساعة السابعة مساءً، الأمر الذي وضعه ناشطون في البلدات الجنوبيّة في إطار التضييق الخاص و المتعمد على الفلسطينيين من أبناء مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدات جنوب دمشق.
وفي خضّم ذلك، لا ينفك الفلسطينيون من أبناء مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدات جنوب دمشق، عن توجيه انتقادات للمسؤولين الفلسطينيين في منظّمة التحرير والفصائل الفلسطينية، التي لم تبدي أيّ تحرك من أجل تسهيل شؤون المهجّرين من أبناء المخيّم في البلدات الثلاث، والمحاصرين داخله، خصوصاً في ملف الحالات الإسعافيّة وتذليل العقبات الموضوعة أمام عبورها عبر حواجز النظام.
كما تلقّت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مناشدات من قبل الأهالي لوكالة "الأونروا"، أن تقوم بواجباتها في تأمين الرعاية الصحيّة للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والتي تتقاعس الوكالة الدوليّة عن أداءها في حين يقول ناشطون، أنّ لا موانع أمنية أو لوجستيّة ممكن أن تحول دون عمل الوكالة في مناطق جنوب دمشق، خصوصاً في الميدان الطبّي، أو على الأقل توظيف حصانتها كمنظّمة دوليّة في الضغط من أجل تسهيل نقل الحالات الطبيّة الطارئة للفلسطينيين عبر حواجز النظام.
يشار إلى أنّ تلك الإجراءات التمييزية بحق الفلسطينيين في جنوب دمشق، تسببت في قضاء العديد من الحالات التي تعثّر إخراجها، من بين تلك الحالات 3 أطفال رضّع في آذار المنصرم، من بينهم الطفل الرضيع جعفر أبو خليل الذي ولد في بلدة يلدا، مصاباً بقصور في الكلى وكسر في جمجمة الرأس، حيث سمحت قوّات النظام بعبوره إلى المستشفى برفقة أهله، بعد تدخل وجهاء من البلدات الثلاث ، لكن بعد فوات الآوان، ما أدّى إلى قضاءه في المستشفى بسبب وصوله متأخرّاً.