مظاهرات ضمت الآلاف في بروكسل، يوم الثلاثاء، قرب مقر المؤسسات الأوروبية، رفضا وتنديدا باتفاق التبادل الحر عبر الاطلسي (تافتا) الذي يتفاوض الاتحاد الاوروبي عليه مع الولايات المتحدة، واتفاق آخر مشابه له قد يوقع مع كندا (سيتا).
وهتف المتظاهرون رفضا للاتفاقين ورفعوا لافتات كتب على احداها "من اجل الديموقراطية والخدمات العامة والاجتماعية: اوقفوا اتفاقية الشراكة عبر الاطلسي".
هذا الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه منذ منتصف 2013 بين الحكومة الاميركية والمفوضية الأوروبية، ويهدف إلى الغاء الحواجز التجارية والعراقيل القانونية على جانبي الأطلسي، لخلق منطقة واسعة للتبادل الحر، ولكن منتقدي الاتفاق يخشون إنشاء آلية تحكيم موازية للمستثمرين الاجانب ستضعف صلاحية سلطات الدولة العامة حيال المؤسسات الكبرى.
وتأتي مظاهرات بروكسل بعد ثلاثة ايام على التظاهرات الكبرى المناهضة لمفاوضات "شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي" التي جمعت ما بين 163 الفا و320 ألف شخص في سبع مدن المانية السبت، وهو الاتفاق الذي تؤيده المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، لكنه يثير تحفظات في اوروبا وتسعى فرنسا الى تعطيله
كما كان المتظاهرون في المدن الألمانية قد عبروا، أيضا، عن معارضتهم لمعاهدة التبادل الحر مع كندا التي يتوقع ان توقع نهائيا نهاية الشهر المقبل.
وتثير المعاهدتان قلقا كبيرا لدى الكثير من الالمان، منذ فترة طويلة، بينما تؤكد ميركل على الدوام دعمها لهما مشددة على انهما تضمنان "تأمين مزيد من الوظائف"، بالرغم من أن المفاوضات حول المعاهدتين تتسبب بانقسام في حكومتها حتى أن نائبها الاشتراكي-الديموقراطي سيغمار غابرييل انتقد المعاهدة علنا، مؤكدا أن "مصيرها الفشل".
وأفاد استطلاع للرأي لمعهد ايبسوس أن 52% من الالمان يعتقدون أن التبادل الحر يؤدي الى اضعاف برامج الدعم الاجتماعية ويسمح باستيراد منتجات قد تضر بالصحة.
وترفض دول اوروبية اخرى كالنمسا وخصوصا فرنسا، بشدة هذا الاتفاق، حيث كان وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فيكل قد أعلن أن المفاوضات بين المفوضية الاوروبية والولايات المتحدة لا تحظى بدعم سياسي فرنسي. كما طلب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بوقف هذه المفاوضات.
ولكن هدف واشنطن وميركل هو إنهاء المفاوضات قبل نهاية العام، اي قبل ان يغادر باراك اوباما البيت الابيض.