لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعاً مأساوية صعبة، في ظل حالة الفقر وتردي الوضع الخدمي والمعيشي وغياب الحقوق في مخيّمات لجوئهم على إمتداد الجغرافيا اللبنانية.
لبعض أولئك اللاجئين قصص معاناة استثنائية، لاسيّما كبار السنّ الذين يقسو عليهم بشكل أكثر خشونة ومرارة، واقعٌ اجتماعيّ، لا يرحمّ الشبّان ممن هم أكثر قوّة وقدرة على مواجته، فكيف الحال مع المسنيّن الفاقدين للسند والرعّاية الاجتماعيّة، في ظل غياب الحقوق والضمان الصحي والاجتماعي والمعيشي لأهالي المخيّمات الفلسطينية في لبنان ؟.
الحاجة كاملة حسين حليمة، إحدى أولئك المسنين، الذين أضحوا في شيخوختهم وحيدين بلا رعاية ولا حقوق، أطلّت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على واقعها الحياتي ووثّقت معاناتها، بما استطاعت هي أن تعبّر.
تعيش الحاجة كاملة ذات الـ 96 عاماً بمفردها ، في منزل صغير بمخيّم عين الحلوة، مؤلّف من غرفتين صغيرتين تملأهُما "الكراكيب" وفق ما تقول. منزلٍ فقير تحوّل من خيمة إلى بناء إسمنتي بمساعدة من "أصحاب الأيادي البيضاء" عقب فترة وجيزة من لجوئها بعد نكبة فلسطين عام 1948.
تفتقر الحاجة كاملة لأبسط حقوقها في الحياة الكريمة، التي تحرص معظم شرائع الأرض، والقوانين الدوليّة على تأمينها لكبار السن في شيخوختهم، فالمعاناة تتربص بها من كل جانب وعلى كل صعيد.
تقول الحاجة كاملة، أنّها لا تمتلك المال لشراء طعام، إذ تأكل وجبة واحدة يومياً عند جيرانها، كما تحدد موعداً للاستحمام عندهم، فمنزلها الفقير لا يوّفر لها أبسط متطلبات الراحة والكرامة الانسانيّة.
حالة اللاجئة المسنّة حليمة كامل، ما هي إلّا نموذج للعديد من اللاجئين في مخيّمات لبنان، الفاقدين للحقوق الاجتماعية والإنسانية، في سنّ الشيخوخة، وهي مشكلة عمرها من عمر نكبة فلسطين، لا تزال تلف واقع حال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فمن المسؤول؟