السويد - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
انطلق الناشط السويدي بنيامين لادرا، أمس الأحد 6آب، سيراً على الأقدام في رحلة استثنائية وجهتها النهائية فلسطين، ونقطة البداية فيها مدينة يوتيبوري السويدية، ويتخللها العديد من المحطات الأوروبية والفلسطينية، وذلك في إطار مبادرة فردية مفرداتها المحبة والسلام والتعايش بين الشعوب، وهدفها التعبير عن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني، ولفت أنظار العالم إلى قضيته الوطنية العادلة، ونضاله المرير في سبيل حريته واستقلاله ودحر الاحتلال.
لا يحمل بنيامين في جعبته سوى قناعته الراسخة بعدالة القضية، التي شكلت دافعاً لرحلته الطويلة، ودعوة لإنهاء معاناة شعب طال أمدها وتشعبت خيوطها وأرهقت سلسلة من الأجيال المتعاقبة، فضلاً عن راية فلسطين مرفوعة على الظهر وكوفية على الكتفين، وإرادة صلبة لمواجهة تحديات الطريق الطبيعية منها والإنسانية على حد سواء، في محاولة منه لإيصال الصوت الفلسطيني، إلى أكبر عدد ممكن من الناس، ممن يمكن أن يلتقيهم أثناء مسيره الذي من المتوقع أن يستغرق مدة عام كامل، عندما يخطو خطوته الأخيرة نحو شاطئ خليج العقبة في أقصى الجنوب الفلسطيني.
مدينة انديغيلاندي الألمانية، هي أولى محطات رحلة الناشط السويدي، والتي تستضيفه فيها مجموعة من الناشطين تعرف باسم"مجموعة حرق الفحم"،التي تنشط في ميدان حماية البيئة والحد من التلوث وتنظم مهرجاناً لهذا الغرض أثناء مروره فيها، الأمر الذي يعد فرصة لمخاطبة فعاليات هذا المهرجان، واستعراض مفاصل القضية الفلسطينية أمام المشاركين فيه، ومن هناك يعتزم بينيامين التوجه إلى النمسا، حيث سيشارك بعدد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني قبل أن يعبر الحدود باتجاه عدد من بلدان أوروبا الشرقية، مثل سلوفينيا والجبل الأسود وبلغاريا، وصولاً إلى مدينة أدرنة التركية، ليتوجه بعدها إلى جزيرة قبرص عن طريق البحر ومنها إلى ميناء حيفا، قبل أن يواصل رحلته سيرا على الأقدام إلى آخر بقعة في جنوب فلسطين التاريخية.
يستلهم بنيامين هذا الأسلوب في الكفاح السلمي، من القائد الهندي المهاتا غاندي (1869-1948)،رائد فلسفة اللاعنف في الحياة السياسية، و يأمل في أن تشكل مبادرته السلمية هذه نقطة البداية لمشاركة المزيد من الأشخاص في رحلات مماثلة قادمة، على غرار حركة"سفينة إلى غزة"أو "اسطول الحرية"،الذي يسعى منظموه منذ سنوات، إلى فك الحصار عن قطاع غزة، وفضح ممارسات دولة الاحتلال والترويج لعدالة القضية الفلسطينة، حيث يقول بنيامين إنّ مبادرته تصب في السياق عينه مع فارق بسيط يتمثل في أنّ ناشطي اسطول الحرية يركبون البحر لتحقيق غايتهم، بينما اختار هو السير على الأقدام برّاً لتحقيق الغاية ذاتها.
كما يؤكد بنيامين، الذي سيعرج على مدن وبلدات فلسطينية عدة من بينها القدس والناصرة ورام الله،إدراكه لحقيقة أنّ مشروعه الفردي لن يعيد فلسطين بين ليلة وضحاها، لكن يقول إنه يعطي بصيص أمل لتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير في معادلة صعبة، مفرداتها القوة التي تستحوذ عليها دولة الاحتلال من جهة، والإرادة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني من الجهة الأخرى، حيث يعتقد الناشط السويدي أنّ الوصول بالقضية الفلسطينية إلى نهاياتها المنشودة، يتطلب عملية كفاحية تراكمية طويلة الأمد.