إفريقيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يعتزم الكيان الصهيوني المشاركة في مؤتمر تحت عنوان "القمة الإسرائيلية الافريقية" في جمهورية توغو التي دعت (54) دولة افريقيّة للمشاركة في القمّة، ومن المتوقّع أن يُشارك (20-25) رئيس دولة أو حكومة افريقي، بالإضافة إلى عشرات الوزراء مع حقائب وزارية مختلفة في المؤتمر، حسب برونو فينل منظّم القمّة.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد استضاف الاثنين رئيس جمهورية توغو فور ايسوزيما غناسينغني في ديوانه بالقدس المحتلة، وناقشا شؤون القمة الافريقية المزمع عقدها، وسيكون الكيان الصهيوني ضيف على القمّة.
وكانت قد لفتت صحف الاحتلال إلى أنّ الكيان الصهيوني يُقيم علاقات دبلوماسيّة مع (40) دولة من أصل (48) في جنوب افريقيا.
بدورها ندّدت أوساط فلسطينية وعربيّة بالقمّة المزمع عقدها في الثالث والعشرين من تشرين الأول المقبل وتستمر لأربعة أيام في مدينة لومي بجمهورية توغو، ويسعى نُشطاء فلسطينيون في المغرب العربي وفي جنوب افريقيا لعرقلة القمّة، وأشارت مصادر الاحتلال إلى أنّ المغرب يقود المعارضة المخططة للقمّة الافريقية الصهيونية.
يُذكر أنّه في حزيران الماضي قرّر العاهل المغربي عدم المشاركة في اجتماع للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا بسبب مشاركة نتنياهو فيه، بالرغم من سعي الرباط إلى العضويّة في المجموعة، وقالت الخارجية المغربيّة آنذاك في بيانٍ لها أنّ العاهل المغربي "يُعارض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اجتماع المجموعة وانه لا يرغب أن يقوم بأول زيارة له إلى القمّة في سياق توتر وجدل."
في ذات السياق، أشارت مصادر إلى أنّ جمهورية جنوب افريقيا كذلك ترغب بعرقلة القمّة، فقد أصدر الحزب الحاكم في البلاد، المؤتمر الوطني الافريقي "وثيقة نقاش" الشهر الماضي، تدعو إلى مبادرات لعرقلة اقتراب الكيان الصهيوني من الدول الافريقية عامةً والمؤتمر في لومي بشكلٍ خاص، وقال البيان "لقد حافظنا على تضامننا مع شعب فلسطين وقضيّتهم لتحقيق الاستقلال، لا يمكننا تجاهل المبادرات الإسرائيلية لحشد افريقيا وغيرها من أجل تقويض القضيّة الفلسطينية."
من جانبها أشارت هند البوزيري رئيس جمعيّة تونسيات، إلى أنّ تونس لن تُشارك في هذه القمة ولن تحضرها، وهي قضية محسومة بالنسبة للشعب التونسي، فالقضية الفلسطينية موطن إجماع لدى التونسيين.
كما شددت على ضرورة صب الجهد العربي لدعم الدول الافريقية وضخ المال العربي للتنمية في هذه البلدان التي يستغل الكيان الصهيوني فقرها وحاجتها للتنمية.
المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج حذّر من إقدام نظام الاحتلال على تنظيم مؤتمر بهذا الحجم على أرض افريقيا، ما ينطوي على إهانة لنضالات أمم القارة واستهتار بكفاح أجيالها العادل للتحرر من الاستعمار والعنصرية.
ومن المقرر أن يقوم المؤتمر الشعبي بجولة لكل سفارات الدول التي تمثّل القارة الافريقية لثنيها عن المشاركة في القمّة الصهيونية.
بالعودة إلى جانب الكيان الصهيوني، قال نتنياهو خلال جلسة حكومته الأسبوعية الأحد "تُمارس ضغوط مختلفة على رئيس توغو كي يُلغي القمّة، وهذه الجهود هي خير دليل على نجاح سياستنا التي تقضي بدخول إسرائيل إلى القارة الافريقية."
وأضاف "تجري الإعدادات للقمّة بشكلٍ جيّد جداً وسوف تشارك حوالي 150 شركة إسرائيلية في أعمال القمّة، وحوالي 10 من افريقيا الغربية وأيضاً العديد من افريقيا الوسطى والشرقيّة."
أمّا برونو فينل مُنظّم القمّة، أشار إلى احتمال كبير لمشاركة مسؤولين رفيعين من دول لا تُقيم علاقات دبلوماسيّة مع الكيان قائلاً "نحن نريد تطوير شراكة حقيقيّة بين افريقيا وإسرائيل."
وقبل لقاء السياسيين ورجال الأعمال سوف يلتقي حوالي مائة طالب افريقي مع ثلاثين طالب "إسرائيلي" في أول قمّة شبابية "افريقيّة إسرائيليّة"، حسب برونو فينل.
من جهةٍ أخرى، أعلنت دولة الرأس الأخضر الأسبوع الماضي أنّها لم تعد تصوّت ضد الكيان في الأمم المتحدة، وخلال الأسبوع الجاري تُرسل السنغال وغينيا أول سفراء غير مقيمين إلى الكيان.
يأتي ذلك تتويجاً لجولة قام بها أفيغدور ليبرمان وزير الجيش الصهيوني الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية آنذاك عام 2009، حين زار اثيوبيا وكينيا وأوغندا ونيجيريا وغانا، وعاد عام 2014 ليزور رواندا وكوت ديفوار وغانا واثيوبيا وكينيا.