مخيم درعا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يقول أحد اللاجئين في مخيم درعا:
كنا نعيش في أزقة وشوارع المخيم كالأسرة الواحدة، لا فرق بيينا وحالة من الإخوة تربطنا جميعًا، الهم الذي حمله ساكني المخيم العيش بحياة وسلام، أن يكون لدينا عمل كريم نعيش منه ومنزل يأويهم.
كنا نجتمع كل يوم في شارع المخيم الرئيسي الذي يوجد فيه معظم المحال التجارية والدكاكين، كان لهذا الشارع شعور مميز يجتاحني عندما أمر به، كان له ذكريات جميلة جدا لكل شخص سكن في هذا المخيم، أما اليوم بعد تغير الزمان والمكان جراء الحرب في سورية، تحولت ذكريات هذا الشارع الجميلة إلى ذكريات اليمة. فهذا الشارع أصبح خالٍ من السكان، والمحال التجارية قد أغلقت وهدمت وحرقت بفعل الحرب وتهجر جميع الأصدقاء والأقارب والأحبة. منهم من استشهد في هذا الشارع بالطيران أو بالهاون وأغلبهم قضوا نحبهم بعمليات القنص.
مع أن هذا الشارع كان ولايزال مقنوصا بعض الشيئ بعد ، ألا أنه الشارع المفضل لدي كشخص يسكن في مخيم درعا فهنا في هذا الشارع الذي كنت أجلس مع أحبتي وأصدقائي الذين سافروا أو أرى ظلال من اعتقلوا واستشهدوا، كنت ومازلت أجلس فيه حتى يومنا، إلى أن أصبت بعيار قناصة في خاصرتي أطلقها قناصة قوات النظام السوري، حيث أدخلت إلى المشفى الميداني وقد قاموا بعملية جراحية في معدتي لإخراج الرصاصة.
رغم معافاتي من تلك الإصابة وخطورة الشارع الرئيسي في مخيم درعا، إلا أنني أداوم النزول والتجول في هذا الشارع الجميل والمفعم بالذكريات. كل يوم أجلس وأتحدث مع بعض من بقي من أصدقاء وأشكو هموم الحياة اليومية والحربية وضك العيش وماذا حل بالمخيم من مصاب.
لذا قمت وعدد من شبان المخيم برفع ساتر ترابي في هذا المكان للتخفيف من عملية القنص المستمرة ضد أهالي المخيم الصامدين والمحاصرين، لإن كل من سكن في أزقة المخيم يعرف حلاوة ولذة وأهمية هذا الشارع.
لاجئ من مخيم درعا