سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحّة منذ يوم أمس الأربعاء 23 آب، تضييقها على حركة دخول المواد الغذائيّة، من أسواق بلدات جنوب دمشق " يلدا- ببيلا- بيت سحم" إلى مخيّم اليرموك، محددةً المواد التي تسمح لأهالي المخيّم بإدخالها، بكميّات قليلة من الخبز والحليب وقطعة ثلج واحدة.
هذا الإجراء غير المسبوق من قبل فصائل المعارضة، التي تسيطر على البلدات الثلاث، وتتحكم بالحاجز المؤدي إلى مخيّم اليرموك من جهة بلدة يلدا المحاذيّة للمخيّم، بررته فصائل المعارضة المسلّحة وفق ما أفادت مصادر محليّة مطلعة لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، بأنّه ردّ من قبل تلك الفصائل على إجراءات يمارسها تنظيم " داعش" و يمنع بموجبها إدخال المواد الغذائية إلى مناطق سيطرة تنظيم " أجناد الشام" في منطقة القدم، والمتحالف مع فصائل جنوب دمشق " شام الرسول واكناف بيت المقدس".
ووفق المصادر، فإنّ إجراء التضييق على حركة المواد الغذائية إلى مخيّم اليرموك، يدخل في سياق المعاملة بالمثل، حيث تهدف فصائل المعارضة، إلى حرمان المناطق التي يحكمها "داعش" سواء مخيم اليرموك أو الحجر الاسود ومنطقة العسالي، من الواردات القادمة من مناطق سيطرتها، كما يفعل تنظيم " داعش" تجاه مناطق سيطرة المعارضة السوريّة المسلحة في منطقة القدم وسواها.
تبرير فصائل المعارضة استهجنه الكثير من أهالي مخيّم اليرموك وجنوب دمشق، حيث يعتبره الأهالي وفق ما نقل ناشطون في جنوب دمشق لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بأنّه سياسة عقابيّة ضد سكّان المخيّم المحاصرين تقوم بها فصائل المعارضة، ولن يضر هذا الإجراء عناصر "داعش" الذين يتمونون غذائيّاً من مصادرهم، و التي لا يستفيد منها أهالي المخيّم، فسكّان المخيّم يعتمدون بشكل أساسي على ما يرد من أسواق البلدات الثلاث.
وحذّر ناشطون من تبعات هذا الإجراء على سكّان المخيّم المحاصرين من قبل قوات النظام، والذي قد يخلّف مجاعةً جديدة تساهم في صنعها هذه المرّة تلك الفصائل، خصوصاً أنّ إتجاهاً تصعيديّا في هذا السياق يلوح بالأفق، حيث تتجه الأمور إلى إغلاق نهائي للحاجز الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، من قبل فصائل المعارضة وتنظيم "داعش" على حدّ سواء، وذلك نتيجة للتوتر والتصعيد بين الطرفين، حيث أمهلت فصائل المعارضة السوريّة "داعش" أيّاماً قليلة لرفع إجراءاتها التضيقيّة على منطقة سيطرة " أجناد الشام" في حيّ القدم، وإلاّ ستعمد تلك الفصائل إلى إغلاق المعبر باتجاه مخيّم اليرموك بشكل نهائي.
واعتبر ناشطون ما يجري بأنّه "حرب معابر باردة" يخوضها الطرفان ضد بعضهما البعض، يدفع ثمنها المدنيون المحاصرون في مخيّم اليرموك، والتفافاً على جميع الإتفاقات التي جرت بخصوص تحييد المعبر الواصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا عن العمليات الحربية، خصوصاً الاتفاق الذي جرى يوم 19 نيسان من العام الجاري، حيث سيؤثر اغلاق المعبر بشكل نهائي، على أهالي المخيّم في جميع المستويات، الغذائيّة منها و الطبيّة وعلى طلّاب المدارس البديلة الذين يتوجهّون يوميّاً إلى مدارسهم في بلدة يلدا عبر المعبر المذكور.