لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
د.رمزي عوض
الفلسطينيون في سوريا هم جزء من الشعب الفلسطيني الذي لجأ من فلسطين إلى سوريا بعد النكبة عام 1948، وشكلوا جزءاً من نسيج المجتمع السوري، إذ بلغ عددهم قرابة 581,000 نسمة، قبل عام 2011، أي قبل الأزمة السورية، ويحملون وثائق سفر خاصة بهم.
النزوح إلى لبنان وتشكيل لجنتان
بعد الازمة السورية والنزاع المسلح الحاصل هناك، تشتت الفلسطينييون من سوريا إلى عدة مناطق، داخل سوريا وخارجها، وكان لبنان من الدول التي هٌجٍر اليها عدد كبير منهم، تشتتوا ما بين تجمعات في المخيمات الفلسطينية وما بين أقرباء لهم في لبنان.
عانى النازحون الفلسطينيون من سوريا مشاكل متنوعة أهمها، الشكل القانوني لوجودهم في لبنان، مشكلات اقتصادية واجتماعية وصحية وتربوية، وللتخفيف من هذه المصاعب تشكلت لجنتان لمتابعة قضاياهم وشؤنهم، الأولى "لجنة متابعة المهحرين الفلسطينين من سوريا" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية والثانية "لجنة فلسطينيي سوريا" تابعة لحركة حماس.
أعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا
بلغ عدد الفلسطينيين المهجرين من سوريا بحسب احصائيات وكالة "الأونروا" عام 2013 حوالي 85 آلف، وفي عام 2015 وصل العدد إلى 42350، أما في سبتمبر/ أيلول 2016 فكان العدد 31250، والان بحسب توقعات لجنة متابعة الفلسطينيين المهجرين من سوريا التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وصل العدد إلى 23 ألف مهجر.
حل اللجنتين
1- في 11/9/2017 أعلنت لجنة متابعة الفلسطينيين المهجرين من سوريا، حل نفسها وأصدرت بياناً قالت فيه: "أنها خلال السنوات الخمس الماضية عملت بشكل طوعي في كافة المجالات التعليمية والطبية والقانونية والإغاثية، وإتبعت أسلوب التوجيه والإرشاد والتشبيك مع كافة الجهات الفلسطينية واللبنانية".
وعللت اللجنة حل نفسها أنه جاء بسبب تناقص أعداد المهجرين وندرة الإمكانيات المتوفرة لهم وأنهم أصبحوا على دراية بكافة الجهات الممولة والتي يستطيعون التوجه إليها للمساعدة.
2- أما لجنة فلسطينيي سوريا التابعة لحركة حماس فقد حلت نفسها منذ شهرين تقريباً، دون أي بيان وأخبرت أعضائها تباعاً بحلها، ومنهم من علم بحل اللجنة منذ أسابيع قليلة.
أسباب حل اللجنتين غير المعلنة
هناك ثلاث أسباب غير معلنة لحل اللجنتين، الأول تشغيلي، والثاني منعاً لاستغلال أسماء اللجنتين والثالث قد يكون سياسي.
1- فيما يتعلق بالشق التشغيلي فهو يكمن بالميزانية التي كانت تتلقاها اللجنتين، فلجنة متابعة المهجرين الفلسطينيين من سوريا، كانت تتلقى من منظمة التحرير الفلسطينية، مبلغاً تشغيلياً بقيمة 2500 دولار توزع على عشرة لجان، تصرف بدل تنقلات وإتصالات، إلا أن هذا المبلع أوقف منذ بداية العام، حيث قدمت المنظمة على دفعتين مبلغ 5000 دولار أمريكي، لم تكفي طيلة ثمانية أشهر المصاريف التشغيلية للجنة.
أما لجنة فلسطينيي سوريا التابعة لحركة حماس فلم تتلقى أي مبلغ تشغيلي منذ عام تقريباً.
2- السبب الآخر هو أن عدداً من الجمعيات الإغاثية المعنية بشؤون الفلسطينيين السوريين، كانت تستخدم إسم اللجنتين المتابعة لشؤونهم، بهدف جلب تمويلات لم تصب في مكانها الصحيح، وهذا بحسب تأكيد من أعضاء في اللجنتين.
3- في الشق السياسي، يبدو غريباً أن حل اللجنتين التابعتين لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس جاء بنفس الوقت تقريباً، وهذا يفرض تساؤلاً مشروعاً، هل هناك قرار سياسي لترك المهجرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان دون رعاية حقيقية تضمن خصوصية تواجدهم في لبنان؟ ولماذ؟
الجهات المعنية بالنازحين الفلسطينيين من سوريا
بعد حل اللجنتين ترك المهجرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، دون جهة واضحة تتابع مشاكلهم وقضاياهم، وبذلك أصبحوا بلا مرجعية، والجهات المخولة متابعتهم هي:
1- الأونروا التي تقول إنها تعاني من نقص في تمويلها أدى إلى تقليص الخدمات المقدمة منها للمهجرين الفلسطينيين من سوريا، بالإضافة إلى تقليص خدماتها للفلسطينيين في لبنان.
2- الفصائل الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في بيروت، فليس سهلاً على النازح العادي الذي لاحول ولاقوة له التواصل مع هذه الجهات، التي يتهمها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، بالتقصير اساساً بمتابعة قضاياهم، فما بالك بفئة المهجرين الفلسطينيين من سوريا.
3- الجمعيات والمؤسسات والهيئات الإغاثية المعنية بمتابعة أوضاعهم ضمن برامجها، والتي لا تتميز بالشفافية، وتتهم بين الحين والآخر بالفساد.
قضايا عالقة
هناك عدة مشاكل يعاني منها النازحون الفلسطينيون من سوريا، ومنها التسجيلات المدنية لدى وكالة الأونروا، الملف التربوي والصحي، الاقامة ، وتشتت العائلات.
كل تلك المشاكل وضعت المهجّر الفلسطيني من سوريا أمام البحث عن حل لمشاكله بمفرده دون أي هيئة أو مرجعية معنيه به.