سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

إزدحمت المخيّمات الفلسطينية في سوريا، خلال  شهر أيلول الفائت، بالأحداث والمناسبات المختلفة، فبالإضافة للأحداث الأمنية والقضايا المعيشيّة الضاغطة، في مخيّمات اليرموك ودرعا وخان دنون وسواها، واستمرار سقوط الضحايا، وتواصل الإعتقالات والانتهاكات، واكبت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فعّاليات عيد الأضحى في مناطق جنوب دمشق، كما رصدت بداية العام الدراسي الجديد للاجئين. 

أخبار الأسبوع الاوّل من شهر أيلول:

مخيّم اليرموك

في أوّل أيام شهر أيلول الفائت، واكبت كاميرا "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فعّاليات أهالي و أطفال مخيّم اليرموك سواء المهجّرين في البلدات الجنوبيّة الثلاث، أو المتبقّين داخل مخيّم اليرموك، في ساحات العيد جنوبي دمشق، بأوّل أيام عيد الأضحى، رغم ظروف الحصار وضيق الأحوال المعيشيّة.

حيث أقيمت عدّة ساحات للعب الأطفال في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، ونُظّمت عدّة فعّاليات ترفيهيّة من قبل بعض الجمعيّات المدنيّة والأهليّة العاملة في جنوب دمشق.

كما جرى في اليوم الأوّل للعيد، توزيع مئات الحصص من أضاحي العيد على العائلات الفلسطينية المهجّرة من مخيّم اليرموك إلى بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا- ببيلا – بيت سحم"، بتنظيم من المكتب الإغاثي لأهالي مخيّم اليرموك وعدّة فعّاليات مدنية وأهلية.

أمنيّاً، حصلت معارك وصفت بالعنيفة، دارت يوم الأحد 3 أيلول بين "داعش" و"جيش الاسلام" التابع للمعارضة السورية المسلحة،  في حي الزين الواقع ضمن منطقة الحجر الأسود، المحاذية لمخيّم اليرموك، وذلك عقب استهداف عناصر "جيش الاسلام" مواقع للتنظيم بقذائف الهاون، أدّت الى سقوط 4 قتلى في صفوف تنظيم "داعش".

 وقضى على إثرها،  عنصراً فلسطينيّاً في صفوف "داعش" يدعى، عمر سرحان. كما نقلت مصادر محليّة في مخيّم اليرموك لـ"بوابة اللاجئين"، أنّ الطفلة الرضيعة لانا علاء طه، قد توفيّت عقب ساعات قليلة من ولادتها، وذلك بسبب عدم توّفر حاضنة أطفال وطبيب مختص يتابع حالتها في المخيّم المحاصر، بعد أن فشلت عائلتها من نقلها من المخيّم الى مستشفى في العاصمة دمشق، بسبب إجراءات حواجز النظام السوري.

وكانت مصادر محليّة أكّدت، دخول نحو 66 سيّارة تابعة للهلال الأحمر السوري، إلى مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في غرب اليرموك، فجر الخميس 7 آب، وذلك في سياق تنفيذ بنود اتفاق "المدن الأربع" الذي وقّع قبل أشهر بين الهيئة والنظام السوري.

وعقب ذلك، نشرت منظّمة الهلال الأحمر السوري، صوراً تُظهر عمليّات إدخال المساعدات الإنسانيّة التي جرت يوم الخميس 7 آب،  إلى منطقة غرب اليرموك الخاضعة لسيطرة " هيئة تحرير الشام".

وبيّنت الصور حجم الدمار الواسع، الذي حلّ بالأبنية في منطقة غرب اليرموك "شارع راما –جادات عين غزال- ساحة الريجة" جرّاء المعارك بين تنظيم "داعش" من جهة وعناصر "هيئة تحرير الشام" من جهة ثانية.

ومع قرب  بدء العام الدراسي، بدأ تنظيم "داعش" بتكثيف إجراءاته التضييقيّة بحق العمليّة التعلميّة، مستهلّاً ذلك بتنفيذ قراره بمنع طلّاب مخيّم اليرموك  من تلقي التعليم في مدرسة الجرمق البديلة الكائنة في بلدة يلدا جنوب دمشق، بالإضافة إلى منع الأساتذة المقيمين في المخيّم من التوجه إلى تلك المدرسة.

ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق،  فإنّ عناصر التنظيم قد أوقفوا حركة مرور الأهالي عبر معبر العروبة المؤدي إلى بلدة يلدا في فترة الصباح حتّى أذان الظهر، وهي فترة الدوام الرسمي في مدرسة الجرمق البديلة، وذلك للحؤول دون عبور طلبة المدارس والأساتذة من المخيّم إلى يلدا.

وفي ظل مناخ التسويات في منطقة جنوب دمشق، كانت أنباء قد وردت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، عن إتمام صفقة " تسوية وضع" بين تنظيم "داعش" في منطقة الحجر الأسود والنظام السوري، شملت نحو 400 عنصر من التتظيم، تمركزوا في منطقة محيط معمل بردى الفاصلة بين بلدة سبينة والحجر الأسود.

جنوب دمشق

في الأسبوع الأوّل، وفي ظل أجواء عيد الأضحى،  وتأثيرها على حركة السوق والأسعار، رصدت "بوابة اللاجئين" لائحة جديدة لأسعار السلع الاستهلاكيّة، في بلدات جنوب دمشق " يلدا – ببيلا – بيت سحم"، أظهرت  التزايد الملحوظ في أسعار بعض السلع الغذائيّة الرئيسيّة بنسبة تزيد على 20 و 30 % كالسكّر والطحين والعدس الأسود، و50% لبعض الخضراوات الأساسيّة كالبطاطا والباذنجان والبندورة وسواها، مقارنة بأسعارها خلال شهر آب الفائت.

ضحايا ومعتقلون

في الأسبوع الأول لشهر أيلول، وثّقت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قضاء لاجئين خلال مشاركتهما بمعارك إلى جانب قوّات النظام السوري. حيث قضى اللاجئ الفلسطيني، أحمد محمد المصري من أبناء مخيّم السيدة زينب بريف العاصمة دمشق، كما قضى في مدينة ديرالزور شرقي سوريا، اللاجئ الفلسطيني نور الدين جمعة شاويش.

وفي التاسع من شهر أيلول، أطلق  أمن النظام السوري سراح اللاجئ الفلسطيني، محمد ماضي الخطيب، من أبناء مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب شمالي سوريا،  بعد اعتقال دام لخمس سنوات.

 

أخبار الأسبوع الثاني من شهر أيلول:

مخيّم اليرموك

مع بدء أوّل أيّام السنة الدراسيّة الجديدة 2017/2018، في المدارس البديلة لأبناء مخيّم اليرموك في جنوب دمشق، واكبت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بتقرير مصوّر،  توجّه مئات الطلبة من أبناء المخيّم، سواء المهجّرين منهم في بلدات جنوب دمشق الثلاث، أوالمتبقّين في مخيّم اليرموك المحاصر، لتلقي التعليم في مدرسة الجرمق البديلة قي بلدة يلدا الجنوبيّة، بعد تراجع تنظيم "داعش" عن قرار منعه لطلبة المخيّم من التوجه إلى المدارس.

وحول سير العمليّة التعليمية، نقل مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، عن أعضاء الكادر التعليمي، أنّ العام الراسي الحالي أعدّ له بأن يكون أفضل من الأعوام السابقة، رغم استمرار الصعوبات والتحديّات التي تواجهها العملية التعليمية في ظل الحصار، وعدم كفاية الدعم اللوجستي، الذي تقدّمه وكالة "الأونروا" للمدارس البديلة، حيث تبرز في كلّ عام خصوصاً في فصل الشتاء، مشاكل تتلعق بالتدفئة، فضلاً عن النواقص الأساسيّة في مستلزمات الصفوف والشعب من أدوات وقرطاسيّة وسواها.

ومن داخل مخيّم اليرموك، نشر تنظيم "داعش" صوراً تظهر استهدافه لمنازل واقعة في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في مخيّم اليرموك، بالقنابل الحارقة والمتفجّرة، يتّخذ منها  عناصر"الهيئة"  نقاط تمركز عسكريّ لهم، وأظهرت الصور احتراق عدد من المنازل، الواقعة بمحاذات شارع حيفا وسط المخيّم، والحاق دمار في واجهاتها.

جنوب دمشق

وكان مراسل  "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، قد أفاد بأنّ عبوة ناسفة قد انفجرت يوم الأحد 10 أيلول، أمام المكتب الإغاثي الموّحد لأبناء مخيّم اليرموك في بلدة يلدا جنوبي دمشق، ولم يؤدي الإنفجار إلى حدوث إصابات.

كما أوضح المراسل، أنّ حوادث من هذا النوع قلّما تحدث في بلدة يلدا، حيث لم يسبق أن استهدفت مقرّات المراكز الإغاثيّة، في حين لم تُعرف ملابسات الانفجار.

وفي بلدة يلدا أيضاً، نقل مراسل "بوابة اللاجئين" بأنّ شجاراً حصل بين بعض المدنيين في منطقة شارع بيروت في البلدة، تطوّر إلى اطلاق نار متبادل بين الطرفين المتشاجرين، أصيب على إثرة شابّ فلسطيني وآخر من أبناء البلدة، جرى نقلهما إلى المستشفى الميداني في البلدة.

وفي إطار التفاعلات الجاريّة في ملف التسويات ببلدات جنوب دمشق، أعلنت فصائل المعارضة السوريّة المسلحة، في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا – ببيلا- بيت سحم"، رفضها لكافة الاتفاقات والتسويات التي من شأنها أن تُهجّر قاطني البلدات الثلاث من مناطقهم.

وجاء ذلك الإعلان، في بيان رسمي وقّعت عليه الفصائل التي تسيطر على تلك البلدات، وهي "حركة أحرار الشام، جيش الاسلام، أكناف بيت المقدس، جيش الأبابيل، شام الرسول، و فرقة دمشق".

مخيّم النيرب وحندرات

رصدت بوابة اللاجئين مع بدء العام الدراسي في سوريا، واقع المدارس في مخيّم النيرب للاجئين شمالي البلاد، وأعدّت تقريراً يسلط الضور على واقع تلك المدارس، بعنوان مدارس بلا كادر ولا خدمات وانتقادات كبيرة "للأونروا"     

سلّط التقرير الضوء، على جملة من المشاكل التي فاجأت الأهالي والطلبة، كتقريب وقت الدوام الصباحي وعدم كفاية الكادر التدريسي وتأخّر المعلمين عن الحضور، فضلاً عن إنعدام الخدمات الأساسيّة للتلاميذ ومنها  ما هو الأكثر إلحاحاً، كمياه الشرب والنظافة في المرافق الصحيّة للمدارس.

وفي شمالي سوريا أيضاً، أمهلت سلطات النظام السوري، 17 عائلة مهجّرة من أهالي مخيّم حندرات للاجئين شمالي سوريا، أسبوعين لاخلاء الوحدة التاسعة بالمدينة الجامعية في حلب، دون تقديم بدائل للعائلات المهجّرة عن مخيّمها منذ أكثر من أربع  سنوات.

يذكر أنّ سكّان مخيّم حندرات المهجّرين عن مخيّمهم، قد توزعوا على  أماكن متفرقة، إذ أقيمت لهم على عجل مساكن مؤقتة في المدينة الجامعية في حلب، بينما ذهب بعضهم نحو بعض القرى ومخيّمي النيرب والرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقيّة. 

مخيم خان دنون

أهالي مخيّم خان دنون بريف دمشق: الأوضاع لا تتطوّر إلاّ نحو الأسوأ

عرضت "بوابة اللاجئين" مجموعة من الشكاوى وردت من بعض سكّان مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، حول الأوضاع المعيشيّة والخدميّة المزريّة التي يعاني منها أهالي المخيّم، والظواهر الدخيلة على حياتهم والتي انتشرت بشكل مخيف خلال السنوات الخمس الماضيّة.

وقال أحد شبّان المخيّم، أنّ الأحوال المعيشيّة لسكّان المخيّم لا تتطور إلّا نحو الأسوأ، فمعظم الشباب في المخيّم يعملون بأجور بالكاد تكفي لتأمين قوت يوم عائلاتهم، أمّا في الشتاء فيصبح الوضع كارثيّاً بسبب غلاء مادة مازوت التدفئة، واحتكار التجّار للمادة والتحكم باسعارها وبيعها "للمدعومين" أولاً على حدّ قوله، في إشارة منه لأصحاب النفوذ.

مخيّم خان الشيح

وفي مخيّم خان الشيح، أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بإطلاق أمن النظام السوري سراح كلّ من السيّدة مطيعة أحمد مبارك، والسيّدة أمنة حوران، بعد اعتقال دام لأكثر من أسبوعين لدى فرع الأمن العسكري التابع للنظام، مع الإبقاء على عشرات المعتقلات الفلسطينيّات في سجونه، قدّرت بعض المصادر عددهم بمئة إمرأة، لا يزال مصيرهنّ مجهولاً منذ سنوات.

الأونروا

وكانت مصادر إعلاميّة قد نقلت في الرابع عشر من أيلول، عن لسان رئاسة وكالة "الأونروا" في العاصمة السوريّة دمشق، أنّ الوكالة الدولية قد أمهلت جميع المدرسّين الذين غادروا سوريا، حتى نهاية العام الجاري، للعودة والالتحاق بعملهم، ولوّحت للمتخلّفين عن الالتحاق بالإقالة أو العمل دون أجر.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تواصلت مع القسم الإعلامي للوكالة في دمشق، الذي بدوره لم ينفي الخبر ولم يؤكّده، رافضاً اعطاء أي تصريح دون العودة للمسؤولين الاقليميين في الوكالة.

ضحايا ومعتقلون

للأسبوع الثاني في شهر أيلول، تواصل سقوط الضحايا الفلسطينيون في سوريا، سواء خلال المعارك أو في معتقلات النظام، أو جرّاء الحصار وعدم التمّكن من الخروج لتلقي العلاج.

حيث نعت عائلة النابلسي في مخيّم اليرموك، إبنها الشاب عامر محمد خير النابلسي، بعد أن علمت مؤخّراً أنّه قد قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، بتاريخ 4 كانون الثاني عام 2014.

كما نقلت مصادر إعلاميّة، أنّ اللاجئ الفلسطيني رائد سامر عودة، قد قضى أثناء مشاركته بمعارك إلى جانب قوّات "الفرقة الرابعة" في جيش النظام السوري، على جبهة حي جوبر على اطراف العاصمة دمشق.

وفي ألمانيا، قضى اللاجئ الفلسطيني، محمد عبد الناصر نصر، من أبناء مخيّم درعا للاجئين قتلاً في ألمانيا هو وإثنين من اللاجئين السوريين، دون معرفة ملابسات حادثة القتل حتّى إعداد التقرير.

وفي بلدة يلدا جنوبي دمشق، كان مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد أفاد، بأن اللاجئ الفلسطيني عبد الله صالح " أبو اياد" قد قضى يوم الأحد 10 أيلول، وذلك بعد أيّام من إصابته برصاص قنّاص في بلدة يلدا جنوبي دمشق.

كما أكّد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق الخميس 14 أيلول ، وفاة اللاجئ الفلسطيني "محمود دانيال فاضل" 31 عاماً، في جنوب دمشق، وذلك جرّاء عدم الاستجابة لمناشدات كان قد أطلقها لمنظمة التحرير والهيئات الدوليّة والانسانية، من أجل السماح له بالخروج وتلقي العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة دمشق.

 

أخبار الأسبوع الثالث من شهر أيلول:

تستمر " بوابة اللاجئين الفلسطينيين"  في رصد ومتابعة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات سوريا   على ضوء الظروف الراهنة التي تعصف بها، حيث تتواصل معاناة اللاجئين الفلسطينيين على إمتداد الجغرافيا السورية أمنيّاً ومعيشيّاً وإنسانيّاً.

مخيّم اليرموك

 تصدر مخيّم اليرموك للاجئين بالعاصمة دمشق، واجهة الأحداث الأمنية في الأسبوع الثالث،  بفعل الصراع المستمر بين تنظيم "داعش" الذي يسيطر على نحو 80 % من أحياء المخيّم من جهة، وتنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي يسيطر على مناطق غرب المخيّم وبعض الحارات الداخليّة.

وفي السياق، قام عناصر تنظيم " داعش" يوم الثلاثاء 19 أيلول، باستهداف مناطق غرب مخيّم اليرموك الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" بعدد من قذائف الهاون، أسفرت عن وقوع أضرار ماديّة في منازل المدنيين.

ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإنّ القصف تزامن مع حالة استنفار عسكري  شديد لعناصر التنظيم على  إمتداد خطوط التماس بين "داعش" والهيئة" في غرب ووسط مخيّم اليرموك.

كما أفادت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم اليرموك، بأنّ عناصر تنظيم "داعش" قاموا بإعتقال لاجئ فلسطيني داخل المخيّم، يبلغ من العمر 22 عاماً، بتهمة التعامل مع تنظيم "هيئة تحرير الشام" في المخيّم.

وفي مخيّم اليرموك أيضاً، نقلت مصادر محليّة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تنفيذ تنظيم "داعش" لجملة من الإجراءات الأمنية المشددة، وذلك بعد  انشقاق وهروب عدد من عناصره  من المخيّم إلى منطقة المأذنيّة في حي القدم المجاور.

ومن تلك الإجراءات، نصب عناصر التنظيم حاجزاً، على الطريق المؤدي إلى حيّ المأذنية في منطقة القدم جنوبي دمشق، لمنع هروب عناصر التنظيم وعائلاتهم إلى المنطقة المذكورة، بهدف الخروج مع مسلحي المعارضة السوريّة إلى الشمال السوري.

جنوب دمشق

وفي بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا – ببيلا – بيت سحم" حيث تعيش نحو 5 آلاف عائلة فلسطينية نازحة من مخيّم اليرموك، تمّكن الطلّاب الفلسطينيون أخيراً من الخروج إلى العاصمة السورية دمشق للتسجيل بالمعاهد والجامعات، بعد عرقلة خروجهم من قبل حواجز أمن النظام السوري المتمركزة على مداخل تلك البلدات من جهة الجنوب.

حيث عُمّمَ في تلك البلدات بوقت متأخّر من ليل الإثنين 18 أيلول، إعلاناً للطلبة الفلسطينيين المهجّرين فيها ، يدعوهم للتوجّه صباح اليوم التالي إلى حاجز الأمن السوري عند مدخل بلدة ببيلا، لتسجيل أسمائهم من أجل الخروج نحو العاصمة دمشق،  لتقديم طلبات الإلتحاق بالجامعات والمعاهد.

وفي بلدة يلدا الجنوبية أيضاً، تواصلت فعّاليات البطولة الرياضيّة المقامة تحت عنوان "شهداء مخيّم اليرموك"، والتي جرى افتتاح فعّاليّاتها يوم 16 من شهر أيلول، بتنظيم من نادي وتد ونادي جنين الرياضي في جنوب دمشق.

إنسانيّاً، قامت  "مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية"، يوم الأحد 17 أيلول، بتوزيع السلل الغذائيّة على أهالي مخيّم اليرموك، في بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا – ببيلا – بيت سحم"، وذلك بتدقيق وإحصاء المكتب الإغاثي لأهالي مخيّم اليرموك.

وفي رصدها الأسبوعي لحركة الأسواق والأسعار في جنوب العاصمة دمشق، نشرت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريرها الذي بيّن  انخفاضاً  ملحوظاً بأسعار بعض السلع الغذائيّة والإستهلاكيّة في أسواق بلدات جنوب دمشق الثلاث" يلدا – ببيلا – بيت سحم"، مقارنة بأسعارها خلال الأسابيع الماضيّة.

وأظهر قائمة حديثة للأسعار، رصدها مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، الإنخفاض الملحوظ مقارنة بما كانت عليه قبل أسبوعين، لاسيّما أسعار الخضراوات والحبوب، حيث إنخفض سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الخيّار من 350 ليرة سورية إلى 150، أمّا سعر الكيلوغرام من الباذنجان فإنخفض إلى 75 ليرة سورية بعد أن تجاوز في الفترة الماضية عتبة 250 ليرة، بالإضافة لعّدة مواد بين خضراوات وحبوب إنخفضت أسعارها بنسب تراوحت بين 30 الى 40 % مقارنة بما كانت عليه في الأسبوع الأوّل من أيلول.

مخيّم خان دنون

عاودت أزمة المواصلات في مخيّم خان دنون للاجئين بريف دمشق إلى الواجهة، حيث تشكل بالنسبة للاجئين الفلسطينيين إحدى أبرز المصاعب الحياتية خصوصاً مع بدء الموسم الدراسي، فكان لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريراً يرصد معاناة وشكاوى الأهالي ومعالجاتهم :

 مخيّم خان دنون: أزمة مواصلات خانقة مع بدء العام الدراسي وحلول فردية  مكلفة

يعاني أهالي مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، بريف العاصمة السوريّة دمشق، من أزمة خانقة في تأمين وسائل النقل، والتي تزداد حدّتها مع بدء العام الدراسي، حيث يعاود في كل عام مشهد تجمّع الطلبة والموظفون في الشوارع الرئيسيّة، لإنتظار وسيلة نقل تقلّهم إلى جامعاتهم وأماكن عملهم.

فإلى جانب قلّة وسائل النقل العاملة على الخط الواصل بين  منطقة المخيّم ومدينة  دمشق، تبرز مشكلة تحكّم سائقو "الميكروباصات" بخطوط سيرهم وفق أهواءهم، دون الإلتزام بالخط المحدد لهم من قبل مديريّة النقل العام، الأمر الذي يجعل وجود تلك "الميكروباصات" على قلّتها، أمرٌ مشابهٌ لعدمه وفق ما يقول الأهالي.

لاجئون ضحايا

شهد الأسبوع الثالث من شهر أيلول سقوط عدد من الضحايا الفلسطينيين في سوريا، جلّهم في معارك خاضتها ميليشيات حليفة للنظام السوري في مناطق بعيدة عن مخيّمات اللجوء.

حيث نعت ميليشيا " قوّات الجليل" الجناح العسكري لحركة "شباب العودة الفلسطينية"، يوم الأحد 17 أيلول، 7 لاجئين فلسطينيين من عناصرها، قضوا خلال مشاركتهم في معارك، إلى جانب جيش النظام السوري.

وقالت الحركّة، أنّ كلّاً من، عصام أحمد خفاجة"،  نضال مصطفى رستم، محمد أحمد المحمد، عبد الحفيظ مصطفى، محمد جمال يونس، أحمد سعيد خربطلي، حافظ علي اسماعيل، قد قضوا في معارك  بريف مدينة الرقّة شمال شرق سوريا.

كما قضى الطفل الفلسطيني، أحمد عبد المنعم وحش، إبن مخيّم خان الشيح للاجئين بريف دمشق، جرّاء إصابته برصاصة طائشة أثناء تواجده في أحد شوارع مدينة دمشق، أدّت الى مقتله على الفور.

وفي حين لم تُعرف ملابسات إطلاق النار الذي أدّى إلى قتل الطفل، تناقلت تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي، أنّ تفلّت السلاح في العاصمة دمشق وانتشار الميليشيات المدنيّة المسلّحة، والتي تعرف باللجان الشعبية والدفاع المدني، أدّى إلى بروز ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تهدد حياة المواطنين.

ملخًص الأسبوع الرابع من شهر أيلول:

استمرّت الأحداث في المخيّمات الفلسطينية في سوريا، في الأسبوع الرابع من أيلول، بالدوران على وتيرة غير مستقرّة، حيث بقيت الأوضاع الأمنية متأرجحة من مخيّم اليرموك إلى مخيّم درعا، مع تواصل سقوط الضحايا على امتداد الجغرافيا السورية، في حين طرح الحراك المتصاعد في ملف التسويات جنوب دمشق، تساؤلات حول مصير آلاف العائلات الفلسطينية المهجّرة في بلدات جنوب دمشق.

مخيّم اليرموك

 في مخيّم اليرموك، اندلعت اشتباكات عنيفة، ليل الأحد 24 أيلول، بين فصائل فلسطينية مدعومة بقوّات النظام السوري من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة ثانية، على محور قطّاع الشهداء في المخيّم.

 وجاءت تلك المعارك وسط أجواء تحريكيّة، لملف التسويات بين المسلحين في بعض مناطق جنوب دمشق، وقوّات النظام السوري في حين تحدثت بعض المصادر، عن استثناء عناصر "داعش" في الوقت الراهن من مفاوضات التسوية.

وفي خضم تلك الأجواء، أفادت مصادر محليّة من مخيّم اليرموك لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بأنّ قيادة تنظيم "داعش" أصدرت قراراً ملزماً لجميع عناصر التنظيم، بوجوب حمل السلاح بشكل دائم و البقاء بحالة تأهب مستمر، خاصّة أثناء ذهابهم إلى المساجد، تحت طائلة معاقبة العناصر المخالفين، وأضافت المصادر، أنّ التنظيم كثّف خلال اليومين الماضيين من إجراءاته الأمنية، على جميع مداخل ومخارج الحارات والأحياء الداخليّة للمخيّم، وشملت تلك الإجراءات، عمليات تفتيش للمارة وتدقيق بالهويات والهواتف النقّالة، وزيادة عناصر "الحسبة النسائيّة" لتفتيش النساء.

وفي سياق إستمراره في التضييق على العملية التعليمية في مخيّم اليرموك ، قام عناصر تنظيم "داعش" صباج  الأربعاء 27 أيلول، بمصادرة دفاتر طلاب المدرسة البديلة عند جاجز العروبة، وذلك بهف التدقيق في محتواها. وأضاف المراسل، أنّ عناصر التنظيم قاموا بمصادرة دفاتر الطلّاب التي تحمل شعار منظّمة "اليونيسيف"، بالإضافة إلى تصوير الدفاتر الأخرى بواسطة الهواتف النقّالة، مشيراً إلى أنّ إجراء التنظيم يأتي في سياق التضييق على العملية التعليميّة في مخيّم اليرموك، بحجّة أنّها تجري وفق مناهج "كافرة" في المدارس البديلة، حيث يقوم بمصادرة الدفاتر والكتب التي تدرّس مواداً يعتبرالتنظيم انها لا تتوافق مع "الشريعة".

وعلى ضوء الحديث المجتمعي المتصاعد حول مصير مخيّم اليرموك، وأفق الحل الذي يترقبه الأهالي والجهود المبذولة من قبل الجهات الرسميّة الفلسطينية، أجرت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إتصالاً مع رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السفير أنور عبد الهادي، الذي قال  أنّه "لا يمكننا في الوقت الراهن وضع سقف زمنيّ محدد لإنهاء أزمة مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السوريّة دمشق".

وأضاف السفير عبد الهادي، أنّ منظمة التحرير "تبذل جهوداً في سياق حل أزمة المخيّم وإخراج العناصر المسلّحة منه، وذلك بالتنسيق الكامل مع الحكومة السوريّة" وأشار إلى عدّة أفكار تصب لصالح تحقيق هذا الهدف، رافضاً بذات الوقت الإدلاء بأي تصريح حول طبيعة تلك الأفكار بدعوى أنّ ذلك قد يضر عمليّة إنضاج الحل في الوقت الراهن.

جنوب دمشق

وفي جنوب دمشق حيث يتفاعل ملف التسوية، محرّكاً بذات الوقت جملة من التساؤلات حول مصير آلاف العائلات الفلسطينية في البلدات الثلاث، تناقلت مواقع إعلاميّة تابعة للنظام السوري، عن مصادر من داخل إجتماع لجان المصالحة في بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا- ببيلا- بيت سحم" الذي جرى يوم الأربعاء 27 أيلول، أنّ ملف التسوية في المنطقة الجنوبيّة تمّ تحويله إلى قاعدة حميميم الروسيّة، لوضع خطط تأمين ممرات للمسلحّين و العائلات  "الراغبة" بالتوجّه إلى الشمال السوري.

مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، تابعت الأمر، وأفادت ، أنّ تسارعاً في الحراك تشهده المنطقة في إطار ملف التسوية، وتباين في وجهات النظر المحليّة والأهليّة برزت، بين مؤيّد للمبادرة، ورافضٍ لها بإعتبارها ستفضي إلى تهجير الأهالي عن مناطقهم، وسط تخوّف الأهالي من عمليّات عسكريّة قد تشنّها قوّات النظام للضغط على الفصائل المسلحّة للقبول بالمبادرة.

وضمن أهدافها، في الإضاءة على نجاحات اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً القابعين تحت ظروف الحصار والتهجير في مخيّمات سوريا، أضاءت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في تقرير لها على نجاح طالبين من أبناء مخيّم اليرموك، لم تَحُل ظروف التهجير والحصار وأثقاله المعيشيّة والنفسيّة، دون إتمامهم لتحصيلهم العلمي حتّى التفوّق والتميّز، وتحقيق أحلامهم في اقتحام أبواب الكليّات العليا في الجامعات السوريّة.

محمد دهشان وهاني غنّام، طالبان فلسطينيّان من أبناء مخيّم اليرموك للاجئين، يقيمان في جنوب دمشق منذ سنوات إثر تهجيرهم عن مخيّمهم مع آلالاف من سكّانه،  تمكّنا مؤخرّاً من دخول كليّة الطب البشري بعد حصولهما على أعلى درجات، في إمتحانات الثانوية العامّة بفرعها العلمي، على مستوى منطقة جنوب دمشق.

مخيّم درعا

وفي مخيّم درعا جنوبي سوريا، بدأت بعض مظاهر الحياة، تُبعث بشكل تدريجي، بعد إعلانه منطقة منكوبة، جرّاء القصف والعمليّات العسكرية التي شهدها خلال شهر حزيران الفائت، والتي أتت على قرابة 80 % من أبنية المخيّم، فضلاً عن تهجير كامل لسكّانه إلى المناطق المجاورة.

فمنذ أن أبرم اتفاق الهدنة بين قوّات النظام السوري وفصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، في شهر تمّوز الفائت، بدأت بعض العائلات بالعودة إلى المخيّم، رغم الخروقات الطفيفة بين الحين والآخر واستهداف المخيّم، برشقات الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، والتي كان آخرها ليل الثلاثاء 26 أيلول.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد