سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يعاني أهالي مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، بريف العاصمة السوريّة دمشق، من أزمة خانقة في تأمين وسائل النقل، والتي تزداد حدّتها مع بدء العام الدراسي، حيث يعاود في كل عام مشهد تجمّع الطلبة والموظفين في الشوارع الرئيسيّة، لإنتظار وسيلة نقل تقلّهم الى جامعاتهم وأماكن عملهم.
فإلى جانب قلّة وسائل النقل العاملة على الخط الواصل بين منطقة المخيّم ومدينة دمشق، تبرز مشكلة تحكّم سائقو "الميكروباصات" بخطوط سيرهم وفق أهواءهم، دون الالتزام بالخط المحدد لهم من قبل مديريّة النقل العام، الأمر الذي يجعل وجود تلك " الميكروباصات" على قلّتها، أمرٌ مشابهٌ لعدمه وفق ما يقول الأهالي.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصدت شكاوى بعض أهالي مخيّم خان دنون، الذين ناشدوا بدورهم الجهات المعينّة، التدخل لحل أزمة المواصلات، والتي تمثّل عامل إرهاقٍ مضاف، الى جملة من العوامل المعيشيّة والخدميّة والأمنية التي يعانون منها منذ سنوات.
تقول غادة إبنة مخيّم خان دنون، وهي طالبة سنة ثانية في كليّة الآداب بجامعة دمشق، أنّ معاناتها مع أزمة المواصلات قد بدأت منذ العام 2016 الفائت، حيث كانت تضطر للخروج من منزلها في الساعة الخامسة صباحاً، لتتمكّن من تحصيل مقعد في أحد الباصات، بعد انتظار قد يمتد لأكثر من ساعة ونصف وأحيانا لساعتين.
وتضيف غادة، أنّ الازمة هذا العام تتجه الى مزيد من التفاقم، وذلك بسبب الإزدياد الملحوظ في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات، خصوصاً من الأخوة النازحين الى مخيّم دنون من المخيّمات المنكوبة.
أمّا عبد الحق، وهو طالب في معهد " دي تي سي" ، فقد أحال سبب الأزمة الى عدم التفات الجهّات الرسميّة المعنيّة، الى حال المخيّم ومتطلبّات أهله، خلافاً للمناطق الأُخرى المجاورة، وذلك لإعتبارهم منطقة المخيّم "منطقة ساخنة"، مشيراً الى "أنّ الوضع في منطقة المخيّم يعتبر مستقرّاً، ويماثل حال منطقة الكسوة المجاورة على سبيل المثال، التي تخصص لها الجهات البلدية العاملة فيها، عدّة باصات لنقل الطلّاب".
حلول فردية.. لكن مكلفة
وعلى سبيل التخفيف من وطأة الأزمة على طلّاب المخيّم، أطلق ناشطون من مخيّم خان دنون، عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك"، مبادرةً لتأمين حافلة من نوع "بولمان"، لنقل طلّاب المعاهد والجامعات من المخيّم، حتى منطقة اوتوستراد المزّة وسط العاصمة دمشق.
وقال القائمون على المبادرة، أنّ إنطلاق المشروع مرهونٌ بتأمين 40 راكباً يسجّلون أسمائهم ويلتزمون بالحضور بشكل يومي، وبتعرفة ركوب 500 ليرة سورية ذهاباً وإياباً.
المبادرة قوبلت أيضاً بالكثير من التحفظّ، رغم كونها الأولى من نوعها التي تُطرح في سياق أزمة المواصلات التي تتربص بأهالي المخيّم، وذلك لغلاء تعرفة الركوب، التي قد يعادل مجموعها شهريّاً أكثر من نصف الدخل الشهري لأسرة متوسطة الحال.
الى ذلك، أكّد العديد من أهالي المخيّم، على أنهم قد قدموا الكثير من الشكاوى إلى الجهات المعنية الحكوميّة والفصائل الفلسطينية ومنظّمة التحرير، إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح، مضيفين أنّ الكثير من مسؤولي الفصائل و القوى السياسية، يأتون الى المخيّم لحضور المهرجانات و إلقاء الكلمات المشيدة بصمود الأهالي، دون أن يقدّموا أيةَ مبادرةِ خدميّة من شأنها أن تحسّن الواقع المعيشي للأهالي، لا على صعيد أزمة المواصلات ولا أي من الأزمات الأخرى.
يشار الى أنّ، مخيّم خان دنّون، يعتبر الأشد فقراً من بين المخيمات الفلسطينية في سورية، ويعتمد اهله على المساعدات المالية والإغاثية الشحيحة، التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" بين الحين والآخر.