اليونان-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تعيش قرابة 150 عائلة فلسطينية لاجئة من سوريا إلى اليونان، أوضاعاً مأساويّة قاسية في جزيرة "ميتيلني" جنوب شرقي البلاد، وذلك لتردّي ظروف الإيواء والإغاثة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، وغياب الخطط الأممية لتعزيز أوضاعهم المعيشيّة.
أحد اللاجئين في جزيرة "ميتيلني" نقل لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" واقع العائلات اللاجئة في الجزيرة، حيث يعيش اللاجئون في خيام قماشيّة، بدلاً عن الكرفانات التي كانت مخصصة لهم، لكن التوافد الكبير للاجئين والضغط الهائل، دفع السلطات إلى استبدال الكرفانات بالخيام، ما خلق واقعاً إيوائيّاً قاسياً خصوصاً مع اشتداد البرد كلّما اقترب فصل الشتاء وفق قوله.
وأضاف اللاجئ، أنّ بعض العائلات قد أضطّرت لشراء الخيام على نفقتها بسعر يصل 40 يورو للخيمة الواحدة التي تتسع لشخصين فقط، نظراً لكون الكميّات التي وزّعتها السلطات اليونانية غير كافيّة، كما لا تُسعف المساعدات الماليّة الشحيحة، المقدّمة للاجئين والبالغة 90 يورو فقط شهريّاً، هؤلاء اللاجئين من تلبيّة أدنى احتياجاتهم اليومية.
إلى ذلك، ينتقد الكثير من الناشطين والعائلات اللاجئة، إهمال الهيئات الدوليّة المعنيّة والأمم المتحدة، لملف العائلات اللاجئة في الجزر اليونانية، خصوصاً في جزيرة "ميتيلني"، ووفق اللاجئ الذي تحدث مع "بوابة اللاجئين" فإنّ الأمم المتحدة والهيئات العاملة، "تتعامل مع الواقع الإيوائي المزري بالكثير من اللامبالاة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، و الذي عادةً ما يكون عاصفاً في الجزر اليونانية، حيث تستمر الأمم المتحدة والهئيات الإغاثية على نفس النظام الذي تعمل به، دون إعداد أي خطّة تقي اللاجئين من البرد الشديد، الذي لا تردّه الخيام عنهم."
كما يشتكي اللاجئون الفلسطينيون وعموم اللاجئين من سوريين وسواهم، من البُطء الشديد في البت بمعاملات اللجوء العالقة عند السلطات اليونانية، ما جعل معظمهم يضطرون للعيش تحت رقبة تلك الظروف القاسية لفترات قد تمتد لأشهر طويلة، وأحياناً لسنة أو اكثر، نظراً لكونهم ممنوعون من التجوال خارج الجزيرة، قبل حصولهم على إقامة اللجوء، والتي تخوّلهم في حال حصلوا عليها، من التجوّل والعمل في كافة الأراضي اليونانية.
يشار إلى أنّ العائلات الفلسطينية اللاجئة في اليونان، قد وصلت إلى الجزر اليونانية بعد رحلة لجوء مليئة بالمخاطر، هرباً من الحرب الدائرة في سوريا، وبحثاً عن ظروف معيشيّة سليمة في الدول الأوروبيّة، إلّا أنّ قوانين الحد من الهجرة المعمول بها في معظم دول الاتحاد الأوروبي، أدّت إلى حصر الكثير من اللاجئين في عدد من الجزر اليونانية، وسط تعقيدات إجرائيّة وظروف قاسية، أدّت إلى استمرار معاناتهم.