لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: زينب زيّون
يتمسك الفلسطيني بخيط رفيع يسميه الأمل، باحثاً عن مكان لطموحه أو عن ملجئ لأحلامه الكبيرة، كي لا تضيع في زحمة المساحات الضيقة والقوانين العنصرية. ولأن الحياة تستحق أن يعيشها أو بالحد الأدنى يحاول عيشها فهو يبتدع وسائل تبقيه على قيدها، ليصل صوته الذي أخفاه صوت الرصاص وربما ليذهب بحلمه نحو الممكن.
محمد عوض، فلسطيني مُقيم في مخيّم عين الحلوة، جنوبي لبنان، طالب يتخصص في مجال "الغرافيك ديزاين" ويعمل مصوراً فوتوغرافياً، قال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أعمل مصوّراً فوتوغرافياً، كي أستطيع تأمين الأقساط الجامعية لأكمل تعليمي، تعلّمت المونتاج وتصوير الفيديو، وهذا ما يضفي رونقاً خاصة على مهنتي".
اشتهر محمد بتقديمه حلقات على موقع "يوتيوب" تحكي عن الواقع الفلسطيني في لبنان بأسلوب نقدي ساخر، يقول: "كنت أتابع قناة يوتيوب بشكل دائم، وأشاهد العديد من البرامج التي تُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولأنّ إنتاج تلك البرامج لا يحتاج إلى إمكانات مادية، قررت تصوير حلقات، مع مجموعة من أصدقائي مستلهماً مواضيعها من واقع المخيّمات أومعاناة أهلها".
"صوّرنا في البداية حلقات تجريبية، وضعتنا أمام سؤال مهم: "ما هي الفكرة التي يجب أن نبني عليها السيناريو؟" ليستقر العمل على انتاج حلقات تعنى بالواقع المعاش للاجئين داخل المخيمات خاصة في مخيم عين الحلوة حيث يقيم، على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت فريق العمل، وأهمها الجانب المادي، حيث أن المشروع يقوم على عاتقهم دون مساندة أو مساعدة من أحد.
وبما يخصّ الموضوعات التي صوّرت وعرضت على "يوتيوب"، قال عوض: "نبني الفكرة إستناداً إلى مشاكل يواجهها أهالي المخيّم، كالإعلام العام والخاص وطريقة تعاطيه مع المخيّمات الفلسطينية، تقليصات خدمات "الأونروا"، الاشتباكات المتكررة في مخيّم عين الحلوة وإقفال المدارس، الجدار الاسمنتي الذي سوّر المخيّم والبوابات الحديدية التي وضعت على مداخله".
يقول عوض أن النقد الساخر يوصل الفكرة بشكل أسرع، ويعجب المشاهدين، فهذه الطريقة كفيلة بإيصال الرسالة بشكل ساخر، المشاهد يعي حقيقة المعاناة، لكنّه يرغب بمشاهدة غيره يتحدث عنها ولو بطريقة ساخرة.
يحلم عوض بأن ينتشر هذا النوع من النقد وأن يجد إقبالاً من أبناء المخيّمات كافة، بالإضافة إلى أولئك الأشخاص الموجودين خارج المخيّمات والمغتربين، فمن وجهة نظره، هذا الموضوع مهم، ويجب الاستمرار به، لأنه يُتيح له إيصال رسالة إلى الفلسطينيين وغيرهم بطريقته الخاصة.
شاهد الفيديو►