لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: زينب زيّون
واقع مرير يعيشه اللاجئ الفلسطيني داخل مخيّمات الشتات، تحديداً في لبنان، رجل كان أم إمرأة. أوضاع إقتصادية وصحية مزرية، بطالة وحرمان من كافة الحقوق المدنية والاجتماعية تتربص بهم، بذريعة "رفض التوطين".
الصراخ والشكوى والمناشدات، صور تكرّست عن المرأة الفلسطينية في وسائل الإعلام، وهي منافية للواقع، فالمرأة الفلسطينية لعبت دوراً أساسياً في استراتيجية المقاومة من التنشئة السياسية والتعليم إلى دورها كعنصر فاعل ومؤثر في المجتمع على صعيد التكافل الاجتماعي ومقاومة الحصار.
وفاء إدريس، أول فلسطينية قامت بعملية تفجيرية في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، من أجل الوطن والقضية، فما هو دور المرأة الفلسطينية اليوم؟ وهل استطاعت أن تثبت نفسها كفرد أساسي في المجتمع؟
تُعدّ المرأة جزءاً لا ينفصل عن كيان المجتمع الفلسطيني، كما أنّها مكوّن رئيسي له، فقد شغلت أدواراً مهمة، وكانت فاعلة ونشيطة في وضع القوانين والسياسات، وفي تسيير حركة الحياة السياسية، وقد أثبتت وبشدّة قدرتها على مشاركة الرجل في بناء المجتمع، وليس هذا فحسب، بل تنافست معه في بعض الأحيان، وتفوّقت عليه في قطاعات مختلفة ومتنوعة.
وإذا كان الحظ قد حالف نانسي الحجة، مديرة ومدرّبة فرقة البيادر في مخيّم شاتيلا، فهو لم يحالف الكثيرات غيرها اللواتي أردّن إثبات أنفسهنّ في المجتمع.
ففي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قالت نانسي: " يعتقد كثيرون أن مسؤولية المرأة تقتصر على عملها في المنزل ورعاية أولادها، لكن هذا مفهوم خاطئ، فالمرأة قادرة على إدارة منزلها والاهتمام بأولاها، وفي نفس الوقت هي قادرة على إثبات نفسها وجدارتها على المستويين السياسي والاجتماعي، لتصل إلى مراكز صنع القرار".
وتابعت نانسي: "لطالما كانت المرأة الفلسطينية مكوّناً أساسياً من مكونات النضال والمقاومة، فهي التي شاطرت الرجل اللجوء والمنافي، الجوع والحصار، قضبان السجون والحرية، وحتى البندقية. وبالرغم من شتاتها عن أرضها ومعاناة اللجوء التي تربصت بها وبعائلتها، استطاعت الوصول إلى مراكز رفيعة رافعة أسم فلسطين عالياً".
أما سلوى أبو شلّاح، صاحبة كافيتريا في مخيّم شاتيلا، اضطرت للعمل من أجل تأمين القوت لأولادها الخمس، تقول لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إن المسؤولية تقع على عاتقها، إذ يجب عليها إدارة شؤون المنزل وتربية أولادها، وفي الوقت ذاته عليها تأمين المال حتى تتمكن من إدخالهم المدارس. وسلوى واحدة منهن.
فالواقع السيء الذي يسيطر على المخيّمات الفلسطينية في لبنان، انعكس سلباً على المرأة، كما على المجتمع ككل، حيث صرنا نجد النساء يعملن في فرن أو عاملات تنظيف في مؤسسة ما، محاولين إعالة الرجل في مصاريف المنزل.
ورغم هذا الواقع المرير، ما تزال المرأة الفلسطينية تحمل القضية نصب أعينها، فكثيرات لجأن إلى تعلّم التطريز ونقلها من جيل إلى جيل، فهي من جهة تستطيع تحصيل مردود مالي من خلال اتخاذ التطريز مهنة لها، ومن جهة أخرى تحافظ على فنّ توارثته عن أجدادها، ونقلته لبناتها. فلطالما شكّلت مقولة أول رئيس حكومة للاحتلال ديفيد بن غوريون: "الكبار يموتون والصغار ينسون" جوهر الاستهداف المنظّم للفلسطينيين، والذي يعمل الاحتلال لتحقيقه عبر تفريغ الذاكرة الفلسطينيّة من مخزونها الثقافي والفكري والتّراثي، لكنه عجز بعد حوالي سبعة عقود على النكبة، ومن هذا المنطلق تحمل المرأة قضيتها أينما كانت وبأي ظروف وضعت، ناشرةً الثقافة الفلسطينية للأجيال الجديدة.
شاهد الفيديو ►