النمسا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أقيمت في العاصمة النمساوية فيينا ندوة بعنوان "القدس في عاصفة التطهير العرقي" بمناسبة الذكرى المئوية لوعد "بلفور" ألقاها البروفسور مصطفى كبها.
وخلال الندوة التي نظمها المركز الثقافي العربي النمساوي "عكاظ" تناول الأكاديمي الفلسطيني القادم من أراضي عام 1948 المحتلة، الظروف التاريخية لوعد "بلفور" والنتائج المترتبة عنه.
وركز كبها على المعاناة الفلسطينية المترتبة نتيجة قرار تقسيم فلسطين الذي مر عليه نحو 70 عاماً ووعد بلفور الذي مر عليه 100 عام، حيث تجسد هذه الفترة التاريخية بداية المأساة الفلسطينية. مشيراً إلى أن بريطانيا لم تكن قد احتلت فلسطين حين صدر وعد بلفور، بهدف جعله أمراً واقعياً، وبذلك تكون قد كرست إقامة دولة لليهود وجعل الفلسطينيين مجموعة من الطوائف الدينية.
ولفت إلى أن سبب نجاح قيام دولة الاحتلال يعود إلى امتلاك الحركة الصهيونية خطة منهجية للسيطرة على الارض خطوة تلو الأخرى، إضافة إلى الدعم الاستعماري وخصوصاً بريطانيا، فيما كان العمل الفلسطيني والعربي يعتمد على رد الفعل، وعلى أسلوب الهبّات التي ما تلبث أن تهدأ.
وأشار الأكاديمي الذي يعمل محاضراً في جامعة تل أبيب المفتوحة إلى تغيير أسماء القرى والبلدات العربية إلى أسماء عبرية، موضحاً أن الحركة الصهيونية اعتمدت على توظيف المهاجرين اليهود، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية تحت شعار "إنقاذ الأرض".
وذكر كبها أن الاحتلال سيطر على المقامات الدينية وغيّر معالمها إلى يهودية، حيث بلغ عدد المقامات المسيطر عليها نحو 80، إضافة إلى طمس ومحو الآثار الفلسطينية، وجعلها "إسرائيلية".
وحول المخاطر المحدقة التي تتهدد مدينة القدس قال كبها ان الاحتلال يعمل على عزل القرى الفلسطينية عن القدس لمنع تواصلها مع الضفة الغربية، ليجعل من مسألة السيطرة عليها امراً واقعاً، إضافة إلى المحاولات المكثفة لتعزيز وجودهم داخل البلدة القديمة.
كما تحدث عن عزل بعض الأحياء والمناطق العربية في "غيتوهات" للحد من التنقل بين الأحياء العربية، لافتاً إلى أن بعض التقديرات الإحصائية ترجح وجود نحو 220 ألف فلسطيني في القدس.
من جانبه شدد الناشط الفلسطيني وديع أبو هاني على ضرورة العمل من أجل إعداد مشروع فلسطيني جامع، ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل على ضرب الهوية الفلسطينية. وطالب الشباب الفلسطيني بإيصال المعاناة الفلسطينية للأوروبيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فالاحتلال غير قادر على السيطرة عليها.
بدوره أكد منسق مركز عكاظ، محمد أبو الروس، أن هذه الندوة تأتي للتأكيد على التمسك بحقوقنا التاريخية في فلسطين وفي مقدمتها حق العودة، ورفضاً لوعد بلفور.
وذكر أبو الروس، أن الغاية من الندوة هو التركيز على المخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، فهناك سياسة "إسرائيلية" ممنهجة ترمي إلى استهداف والسيطرة على المدينة المقدسة والمسجد الاقصى على حد السواء.
وعن المحاولات "الإسرائيلية" لاغلاق المؤسسات الفلسطينية في النمسا أكد على استمرار الانشطة والفعاليات بالرغم من كل الضغوطات "الاسرائيلية" لوقفها.
ويقام هذا الاسبوع في مركز عكاظ عرضاً لكتاب 100 عام من الوعود الكاذبة للكاتب النمساوي فريتز ايدلنغر وهو ايضاً رئيس جمعية الصداقة العربية النمساوية، الذي صدر مؤخرا باللغة الالمانية، وستتم ترجمتة لاحقا الى اللغة العربية.
يذكر أن نادي عكاظ تأسس عام 2004 بمبادرة من ناشطين عرب ونمساويين