لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

شذى عبدالعال

يطرزن على القماش، ينقشن في الذاكرة خيوط الهوية، لذلك أعتبر فن التطريز رمز للهوية الفلسطينية وهو سلاح يمكن من خلاله مواجهة كل من يريد تفكيك وطمس وتذويب هذه الهوية ومحو أو تزييف أو سرقة  التراث، ففي مخيمات الشتات توارثت أجيال النسوة هذا الزي القروي الجميل المزركش ، كل نقشة فيه هي طقوس فريدة من طقوس المقاومة ، تخطها إبرة رفيعة وخيطان ملونة ، ترسمها خيطاً خيطاً ، لتحفظ حكاية شعب يعاند النسيان وذاكرة حيّة رغماً عن اللجوء.

ففي مخيم نهرالبارد شمالي لبنان، تُعلّم الخَيّاطة ندى شهابي فن التطريز في مشغل متواضع داخل المخيم، وتبيع الأزياء المطرزة بمردود مالي بسيط، ولكنها لا تعتبرها مهنة بقدر ما تحمل معنى للعمل الوطني وقيمة للتمرد الشعبي المقاوم الذي يتواصل من جيل إلى جيل.

عبرت شهابي لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، عن خوفها من تراجع هذا العمل أو من أن يمل الجيل الجديد من التقليد، وقالت:" نحاول دائما زخرفة الأقمشة بطريقة عصرية لنواكب العصر، ونتحدى كل عوامل الحداثة التي تريد منا التخلي عن تراثنا، في زمن نحن بحاجة إلى هذا التراث كهوية لنثبت بشرعية البقاء، فالتراث هو تأكيد الحضور وأنّ الصورة في كل ثوب ننسجه نقول إننا موجودون.

وتحدثت الخياطة ندى شهابي عن قطعة القماش، "إنّ لكل رسمة على قطعة القماش اسم وكل إسم يرمز إلى حكاية أو رمز فلسطيني أو معلم داخل قرية أو مدينة، فهناك نقشت أبواب مدينة القدس ومنها برتقال يافا، ونخل بيت لحم وأشجار السرو في البيره، وغيرها من تطريز يرمز إلى قرى صفد وعكا.

وقالت شهابي: "قمت على تطريز فستان عرس فلسطيني لعروس، وكنا فخورين بما قدمناه لإعادة إحياء التراث الفلسطيني والاعراس الفلسطينية في مخيماتنا ولنعيد تشبثنا بالهوية".

أخيرا وجهت شهابي رسالتها بالقول" أريد من النساء الحفاظ على هذا التراث وتقديمه لأنّه دورنا والمرأة الفلسطينية معروفة بنضالها من أجل القضية، فعلينا أن نرسل إلى أجيالنا رسالة التراث ومنه فن التطريز، وأضافت: أيضا أتمنى أن يكون دائما هناك من يدعم هذا الفن من مؤسسات فلسطينية، ورجال أعمال فلسطينيين، ولنتسلح بهذا التراث".

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد