فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
جاء مشروع البيان الختامي للقمة الإسلاميّة الطارئة التي عُقدت، الأربعاء 13 كانون الأول، في العاصمة التركيّة اسطنبول، ما بين تصريحات مُكررة حول إيلاء الاهتمام بصمود القدس المحتلة وأهلها، وغيرها من الجوانب، وتصريحات أخرى مُخيّبة للآمال في ظل ما وصل له الوضع الحالي من تصعيد صهيوني وأمريكي تجاه الفلسطينيين وأرضهم وقضيّتهم، وليس القدس وحدها.
وضجّت وسائل الإعلام بما اعتبرته "انتصار" بإعلان القمّة الإسلامية القدس الشرقيّة عاصمة لفلسطين، والذي لا يُعتبر أقل إجحافاً بحق الفلسطينيين في أرضهم من الإعلان الأمريكي الذي اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، إذ تركت دول القمّة المجال للمُحاصصة في المدينة المُحتلة.
وبعد التصعيد الأمريكي الذي قَلبَ الموازين لصالح الكيان الصهيوني كعادته، جاءت القمّة الطارئة لتؤكد على رتابة وضعف مواقف هذه الدول، التي استمرت بتأكيدها على حل الدولتين بدلاً من رفع سقف المُطالبات والتحركات لتطال كافة القضايا الهامّة، إذ لم يقتصر تصعيد الاحتلال وداعميه على القدس فقط، بل طال أوضاع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها من استيطان واعتداء مباشر واقتحامات واعتقالات وأسرى وحصار وقصف، بالإضافة إلى قضيّة اللاجئين التي باتت تتفاقم مع مرور الوقت نظراً للمتغيّرات على الساحة العربية والإقليمية.
واعتبر مشروع البيان الختامي أنّ قرار ترامب تقويض مُتعمّد لجهود السلام، علماً بأنّ السنوات الماضية لم تحمل أي جهود حقيقية وعادلة تتعلّق بسلام حقيقي يضمن للفلسطيني حقّه في أرضه كاملة وعودة اللاجئين إلى بلادهم، إذ شهدت المنطقة حروب وعمليات عسكريّة ومحاولات لكسر صمود الفلسطينيين، التي طالتهم واستهدفتهم داخل فلسطين المحتلة وفي مخيّمات الشتات.
وطرحت القمّة مُطالبة بتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، علماً بأنّ أطراف فلسطينية وعربية حاولت ولا تزال، محاصرة محاولات الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال، الذي تجاهلت دول منظمة المؤتمر الإسلامي جيشه وعتاده العسكري، واستمرت في حديثها عن سلميّة التحرك.
وجاءت كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد غيابه عن الشاشات منذ الإعلان الأمريكي، ما دون التوقعات، بما لا يتناسب مع حجم الحدث، بالإضافة إلى قيامه بما يسعى الفلسطينيون على مدى سنوات لمناهضته، إذ دعا إلى العمل على زيارة القدس، واعتبر الأمر لا يُعد تطبيعاً، بما يتناقض مع الإجماع الفلسطيني على رفض الزيارات للقدس المحتلة في ظل وجود الاحتلال.
ويأتي قوله "لم يعد من الممكن أن يظل التعامل مع إسرائيل وكأنّ شيئاً لم يكن"، مُخالفاً لتصرفات السلطة على الأرض بما يتعلّق بالتنسيق الأمني.
كما تناول في خطابه مسألة إنهاء الانقسام وغزة، قائلاً "نحن مُصممون على إنهاء الانقسام ونقولها لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، هناك عقبات كثيرة تحتاج إلى حل لكننا مصممون لأنّ ذلك في مصلحتنا أن يكون وطننا وشعبنا موحداً سنصر على المصالحة ونستمر فيها"، وتأتي تلك التأكيدات في الوقت الذي لا تزال عقوبات السلطة مُستمرة على قطاع غزة، علماً بأنّ أوضاع القطاع مُستمرة في الانهيار خاصةً مع التصعيد الصهيوني على القطاع، بالإضافة إلى استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة، واستمرار مظاهر الانقسام في كافة الساحات.