فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شهدت الساعات الماضية ردود فعل ترحيبية عربية ودولية عقب اتخاذ الجمعيّة العامة للأمم المتحدة قراراً بالأغلبية لرفض تغيير الوضع لمدينة القدس المحتلة، الذي صوّتت لصالحه (128) دولة وضد القرار (9) دول، وامتنعت عن التصويت (35) دولة، من مجموع (193) دولة في الجمعيّة العامة، فيما غابت عن الجلسة (21) دولة.
المجلس الوطني الفلسطيني، قال أنّ العالم انتصر مرة أخرى لفلسطين وعاصمتها القدس بعد قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم في دورتها الطارئة تحت بند "مُتحدون من أجل السلام"، الذي رفض أي تغيير على الوضع القانوني للقدس، وأكّد بُطلان القرار الأمريكي.
وأكد المجلس الوطني الفلسطيني في بيان صدر عنه اليوم أن هذا التصويت ودعم الأغلبية الكبيرة لدول العالم للقرار، رغم الغطرسة العمياء والتهديد الذي مارسته مندوبة الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر إدانة جماعية وصريحة وبالغة القوة للقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة إليها، عدا عن كونه باطل ولاغي ومرفوض، صفعة مباشرة لسياسة الابتزاز والوعيد التي انتهجتها الولايات المتحدة.
ورحّبت الجامعة العربية بنتيجة التصويت الكاسح في الجمعية العامة ضد قرار ترامب، وأكّد الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، في بيان يوم الخميس، أنّ التصويت يكشف مُجدداً عن حالة من الإجماع الدولي الكامل، تأييداً للحق الفلسطيني، ويُسهم في تثبيت هذا الحق على المستوى القانوني والأخلاقي، مُضيفاً أنّ التصويت يُبلور حالة العزلة التي وضعت الولايات المتحدة نفسها فيها من دون مُبرر مفهوم.
من جانبه أكّد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوّض محمود عفيفي، أنّ المرحلة القادمة ستشهد عملاً عربياً مُكثفاً ومتضافراً من أجل تثبيت حالة الإجماع الدولي الرافض للقرار الأمريكي والتصدي للتبعات السلبية لهذا القرار، مضيفاً أنّ اللجنة الوزارية العربية المصغرة المعنية بهذا الموضوع سوف تعقد أولى اجتماعاتها في القريب للنظر في الخطوات القادمة وبما يبني على حالة التأييد الدولي الكاسح للموقف الفلسطيني.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر حسابه على موقع "تويتر": "نُرحّب بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار حول القدس"، وأردف: "نأمل من إدارة ترمب أن تتراجع عن قرارها المؤسف الذي أكدت الجمعية العامة عدم شرعيته بشكل واضح."
وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن ارتياحه الكبير للقرار، وذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي إيران، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف "إنّ القرار رفض واضح لعمليات التخويف العدوانية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب."
وفي مصر، رحبت مؤسسة الأزهر بالقرار، ورأته مُعبراً عن الإرادة الدولية الرافضة للقرار الأمريكي، داعيةً الإدارة الأمريكية إلى سحب قرارها.
من جانبٍ آخر، قال الشيخ أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "إنّ تصويت الجمعية العامة لمصلحة قرار القدس تعبير قوي عن دعم العالم للقضية الفلسطينية رغم تعرضها لضغوط وتهديد وابتزاز"، كما عدّه "رسالة إلى أميركا مفادها أن إسرائيل تعيش في وضع لا شرعي."
الاحتلال والولايات المتحدة
قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في بيان لمكتبه "نرفض هذا القرار للأمم المتحدة، ونتعامل بارتياح حيال العدد الكبير من الدول التي لم تصوت تأييدا لهذا القرار"، مُشيداً بما أسماه الدعم المتزايد لبلاده رغم القرار الأممي.
أما صحيفة "هآرتس" التابعة للاحتلال، قالت أنّ تصويت الجمعية العامة بشأن القدس "توبيخ معتدل لإسرائيل، وصفعة قوية على وجه ترمب."
والولايات المتحدة، من جانبها، قال متحدث باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة "من الواضح أن كثيراً من الدول فضّلت علاقتها مع الولايات المتحدة على محاولة لا جدوى منها لعزلنا بسبب قرار كان من حقنا السيادي أن نتخذه."