فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"دعونا نستمد قوتنا من اللاجئين الفلسطينيين والذين يعلموننا في كل يوم بأن اليأس ليس خياراً وأن الأونروا لن تيأس أيضاً. أنني أدعوكم للوقوف إلى جانبنا"، هكذا اختتم المفوّض العام لـ "الأونروا" بيانه الذي صدر في أعقاب تعليق الولايات المتحدة (65) مليون دولار من مساهمتها للوكالة.
دعا المفوّض العام في بيانه الذي صدر، الأربعاء 17 كانون الثاني، جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لاتخاذ موقف والانضمام للوكالة في رسالتها للاجئي فلسطين، بأنّ حقوقهم ومستقبلهم تحظى بقدر كبير من الأهميّة. مُشيراً إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها "الأونروا" تحدياً كبيراً في التمسك بتفويضها والدفاع عنه.
وللمحافظة على عمليّات "الأونروا" بينما تواجه الأزمة المالية الأكبر في تاريخها، دعا كرينبول بصفته المفوّض العام، شركاء "الأونروا" من الدول المُضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييداً للوكالة والانضمام لها في خلق مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على التعليم في مدارس الوكالة، والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع الخدمات.
كما دعا "جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالم، حيث تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين لنا، والاستجابة لهذه الأزمة عبر #تبرع_للأونروا لضمان أن يتمكّن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء."
وأوضح أنّه لمواجهة الأزمة سيتم إطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة، لتُشكل تمثيلاً وإطارات للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارس الوكالة وعياداتها مفتوحة خلال عام 2018 وما بعده.
وخاطب كرينبول جميع اللاجئين الفلسطينيين في كافة أقاليم العمليات وقال لهم "إننا نعمل بتصميم مُطلق لضمان استمرارية خدمات الأونروا"، وتابع "بالنسبة لطلابنا في كافة مدارسنا وعلى سبيل المثال في حلب ودمشق في سوريا وبرج البراجنة والرشيدية في لبنان وفي الزرقاء وجرش في الأردن، وفي جنين والخليل في الضفة الغربية وفي جباليا وخانيونس في غزة، ولجميع الأولاد والبنات في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين ومجتمعاتهم، أقول أنّ أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى تتمكنون من الحصول على التعليم الذي تقدرونه عالياً، ولتكونوا على ثقة بأنكم تمتلكون مستقبلكم."
وأضاف "إلى جميع المرضى في عياداتنا والمنتفعين من الخدمات الاجتماعية والإغاثية ومن برنامج التمويل الصغير وكافة أشكال الدعم الأخرى، أقول بأنكم سوف تتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم."
وخاطب كذلك "30 ألف من موظفي الأونروا الدائمين والمتمرسين من الأطباء والممرضين والممرضات ومدراء المدارس والمعلمين والمعلمات وموظفي الحراسة وعمال النظافة وموظفي الدعم النفسي والاجتماعي وموظفي الإدارة ووحدات الدعم، أقول لهم بأن يستمروا بالعمل من مواقعهم لخدمة المجتمع بنفس العزيمة التي طالما ميزتهم وبنفس الإصرار. هذه لحظة للتلاحم الداخلي والتضامن فيما بيننا. هذه أوقات صعبة ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا وطاقتنا لحمايتكم."
قال كرينبول في بيانه أيضاً "نحن نشهد صراعاً وعنفاً واستقطاباً مستمراً في منطقة الشرق الأوسط مما يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص. ونشهد على عالم يسوده الغضب عوضاً عن الثقة وهو عالمُ تتحكم فيه القوة، في معظم الأحيان، وليس العدالة. إنه عالم يولي قيمة أكبر لما يفرق عوضا عن ما يوحد ويشمل الكل ويجمع بينهم."
وأوضح أنّ الحالة التي يعيشها العالم وأوضاع لاجئي فلسطين حساسة للغاية وعلى قدرٍ من الأهمية "لا تسمح لنا بأن ننغمس في السخرية والتشاؤم أو اليأس. إن الأونروا تمثل الأمل واحترام الحقوق والكرامة. عندما تصعب الأمور، فإن تصميمنا سيزداد بالمقابل. وعندما يبدو أنّ الطريق مجهولة فعلينا أن نُسخّر كل طاقاتنا للبحث عن مسارات جديدة. وحتى عندما تصبح بعض الأمور المسلَّم بها غير مؤكدة، فإننا ننظر إلى الأفق ونبحث عن حلول مختلفة."
كما أشار المفوّض العام إلى المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائياً.
وأوضح كرينبول في بيانه أنّ حصول (525000) طالب وطالبة، في (700) مدرسة لـ "الأونروا" على التعليم ومستقبلهم يواجه خطراً، ويدخل في دائرة الخطر أيضاً كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين، والذي هم بحاجة للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة. إن حقوق وكرامة مجتمع بأكمله في خطر.
كما أشار إلى أنّ هذه المساهمة المُقلّصة ستؤثر أيضاً على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ذلك الخطر المتمثل في ازدياد التطرف.
وكانت قد حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من عواقب تقليص الدعم الأمريكي لها، في أعقاب تعليق واشنطن مساهمات بقيمة (65) مليون دولار تُقدمها لوكالة الغوث، وأبقت على (60) مليون دولار. واعتبرت "الأونروا" أنّ خفض التمويل الأمريكي لها يُهدد مهمّتها ويضر بالأمن الإقليمي.
المتحدث الرسمي باسم "الأونروا" كريستوفر غونيس، وصف القرار الأمريكي بأنه أمر مؤسف وضار، وأكّد أنه يُعرّض للخطر تعليم نصف مليون طفل، وأكثر من مليون ونصف المليون شخص، ممّن لا يُمكنهم الحصول على الغذاء والنقود. وأضاف، أنّ (1.7) مليون لاجئ قد لا يستطيعون الحصول على غذاء وأموال بسبب قرار الإدارة الأمريكية.
وتابع قائلاً "نأمل ألا تتأثر خدماتنا، ونعمل بلا هوادة مع الجهات المانحة غير التقليدية، مع جمعيات خيرية، مع مؤسسات إسلامية، مع مموّلين، مع أفراد أيضاً. في الأيام القليلة المقبلة سنطلق حملة عالمية لجمع تبرعات ونأمل أن يتصفّح الجميع موقعنا الإلكتروني للتبرع من خلاله، سنطلق هذه الحملة العالمية لملء هذه الفجوة، هذا أمر عاجل."