سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
فصل شتاء جديد، و بداية متجددة للمعاناة التي تطغى على يوميّات اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من مخيّم اليرموك إلى بلدات جنوب دمشق، فبالإضافة إلى الهموم المعيشيّة والصحيّة التي تجثم على صدور اللاجئين والجري نحو تأمين الحدّ الأدنى منها طوال العام، يقضي اللاجئون في فصل الشتاء جلّ يومهم بالبحث عن وسائل التدفئة في الشوارع والأزقّة والأراضي الزراعيّة، علّهم يظفرون بما يتيسيّر من مواد بلاستيكية وأقمشة وبعض الأخشاب والغصون اليابسة، تشعل مدافئهم لعدّة ساعات.
نحو 3700 عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّم اليرموك إلى بلدات جنوب دمشق، تتشارك مع عموم أهالي تلك البلدات المعاناة الشتائيّة، لكن للفلسطيني ظروف أقسى، بعد أن فقد منزله و موارد رزقه المحصورة داخل المخيّم، فتحمّل في تهجيره أعباءً أكبر. فما يحصّله من رزق قليل لا يكاد يكفي لدفع إيجار منزله وتأمين لقمته اليوميّة، فكيف بتأمين كيلو غرام واحد من الحطب الذي تجاوز سعره 300 ليرة سوريّة، ومعظم العائلات لا يتجاوز مدخولها اليومي قيمة هذا المبلغ ؟!.
أحد اللاجئين المهجّرين الذين التقتهم كاميرا "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ، خلال جولتها لرصد معاناة الشتاء المستجّدة لهذا الموسم، لخّص حال معظم العائلات الفلسطينيّة في المنطقة، من حيث عدم القدرة على شراء كسوة الشتاء لأطفاله لغلاء ثمنها وشحّ الدخل، بل تجاوز الأمر إلى العجز عن شراء مواد التدفئة والتي تقتصر فقط على الحطب، حيث تحتاج العائلة يوميّاً إلى قرابة 15 كيلوغراماً بسعر 4500 ليرة سوريّة وهو مبلغ قد يتجاوز قيمة الدخل الشهري بأكمله للكثير من العائلات.
أكياس نايلون ومواد بلاستيكيّة وكراتين، وبعض الأخشاب والغصون اليابسة، هي أدوات التدفئة غير التقليديّة التي يلجأ إليها الأهالي، فتقضي إحدى اللاجئات جلّ يومها في الشوارع البساتين، تلتقط ما يوفّقها الحظ لإيجاده، من أجل تدفئة أبنائها وزوجها الطاعن في السنّ وفق ما روت أمام كاميرا البوابة، عارضةً أمامها ما تمكّنت من جمعه في منزلها الفاقد للتجهيز الشتوي، ويقتصر فقط على الجدران والأبواب.
إنّه فصل الشتاء السادس الذي يمرّ على أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدات جنوب دمشق المحاصرة، في ظل استمرار التهميش من قبل الهيئات الفلسطينيّة المسؤولة وعلى رأسها "منظمّة التحرير الفلسطينية"، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حيث لا يتذكرهم أحد إلا بكيس حطب واحد وفق ما أكّد الأهالي، ولا يكاد يكفي ليومين باردين من أيّام الشتاء القارس في ريف العاصمة السوريّة دمشق.
شاهد الفيديو ►