جنيف-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
اتفقت عدد من الدول على زيادة نسبة مساهماتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، للمساعدة في حل الأزمة الناجمة عن القرار الأمريكي بتخفيض مُساهماتها للوكالة.
وقال المفوّض العام لـ "الأونروا" بيير كرينبول، أنّ سبع دول "سويسرا، فنلندا، الدنمارك، السويد، النرويج، ألمانيا، روسيا" حوّلت أموالاً مُبكراً بالفعل عن موعدها، بينما تعهدت أربع دول أخرى هي بلجيكا والكويت وهولندا وإيرلندا بتحويل الأموال قريباً.
وفي تصريح صحفي للمتحدث باسم وكالة الغوث سامي مشعشع، فإنّ الوكالة تُطلق مناشدتها لجمع مبلغ يتجاوز (800) مليون دولار، وهو الحد الأدنى اللازم للوفاء بالتزامات الوكالة الطارئة للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح أنّ (409) مليون دولار من المبلغ المطلوب ستذهب إلى سوريا، فيما تذهب (399) مليون دولار إلى فلسطين. كما تُغطي المناشدة حوالي (50) ألف لاجئ فلسطيني من سوريا فرّوا إلى لبنان والأردن.
وقال كرينبول، خلال حفل إطلاق المناشدة الذي جرى في جنيف، أنّ غالبية لاجئي فلسطين في الأراضي المحتلة وسوريا، يعتمدون على "الأونروا" لغايات تقديم المساعدة التي هي حرفيّاً مُنقذة للأرواح والتي تشمل الغذاء والمياه والمسكن والمساعدة الطبية.
وأضاف "إن مناشدتنا تعمل على تمكين الأونروا من مواصلة تقديم الإغاثة التي هنالك حاجة ماسة لها لدى أولئك المتضررين جراء الأوضاع الطارئة المتفاقمة. وعلى أية حال، فإن الأزمة المالية المزمنة التي تعاني منها الوكالة في أعقاب التقليص في التمويل الأمريكي تعمل على تهديد قدرتنا على تقديم هذه الخدمات الحيوية."
وأشار إلى أن الأونروا داخل سوريا تقوم بالوصول إلى أكثر من (400) ألف من لاجئي فلسطين لتقديم معونة نقدية، وهي واحدة من أكبر هذه البرامج في العالم التي تقدم في سياقات نزاع نشط، وعلى الرغم من التحديات الأمنيّة الهائلة، تعمل "الأونروا" على توفير التعليم لأكثر من (47) ألف من لاجئي فلسطين، وتعمل على استكمال الفصول العادية بدعم نفسي اجتماعي وتدريب على التوعية بأمور السلامة. ولأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الفصول الدراسية، فقد عملت "الأونروا" على تطوير مواد للتعليم عن بعد.
حول وضع غزة، قال كرينبول "مع اختناق فرص التوظيف جراء عقد كامل من الحصار – حيث أنّ معدلات البطالة لا تزال واحدة من بين الأعلى عالمياً – فإنّ حوالي مليون لاجئ من فلسطين يعتمدون على الأونروا لغايات الحصول على المساعدة الغذائية الطارئة، وهذا الرقم يشكل زيادة بمقدار عشرة أضعاف عن رقم الأشخاص الذين كانوا يطلبون الحصول على تلك المساعدة في عام 2000 والذي كان يبلغ 100,000 شخص."
وأضاف "بعد ثلاث سنوات ونصف من الأعمال العدائية التي حدثت عام 2014، والتي تسببت بدمار غير مسبوق وخسائر في الأرواح، لا تزال آلاف العائلات من اللاجئين الفلسطينيين مشردين ولا يزال ينبغي العمل على إتمام عمليات إصلاح أكثر من خمسين ألف منزل."
وعن الوضع في الضفة الغربية، قال المفوض العام بأنه "لا يزال هشاً، ولا يزال لاجئو فلسطين يعانون من ظروف اجتماعية اقتصادية صعبة متجذرة في السياسات والممارسات المرتبطة بالإحلال والتي تفرضها السلطات الإسرائيلية. علاوة على استمرار فرض القيود التي تقيد الحركة وسُبل الوصول وهدم المنازل، فإن لاجئي فلسطين في الضفة الغربية يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي."
كما شدّد كرينبول على أنّ "دعم مناشدة الأونروا الطارئة ليست بديلاً للحل السياسي الذي هنالك حاجة ماسة له للنزاع الكامن، ومع ذلك فإنّ هذا الدعم أساسي للمحافظة على الكرامة والقدرة على الصمود الملازمين لمجتمع لاجئي فلسطين."