فايز أبو عيد
تعيش العائلات الفلسطينية المهجرة من سورية إلى منطقة البقاع اللبناني حياة معيشية قاسية، حيث تواجه العائلات الصقيع والبرد القارس وسط الجبال الجرداء، ويتهدد البعض منهم الموت برداً في أية لحظة، وخاصة مع هطول الأمطار مما جعلهم عرضة للفيضانات وتجمع مياه الأمطار بين الخيم، يأتي ذلك وسط غلاء في المعيشة وانعدام الموارد المالية وعدم توفر فرص العمل وارتفاع ايجارات المنازل، الأمر الذي زاد في معاناتهم.
محمود، اللاجئ من مخيم السبينة بريف دمشق، اضطر لأن يحرق ملابس قديمة ليستخدمها في التدفئة، قال إنه يستخدم هذه الملابس التي يقوم بجمعها خلال الصيف من الحاويات والجمعيات ليضعها في المدفئة "ليؤمن التدفئة له ولأطفاله الخمسة"، موضحاً إلى أنه يستخدم أيضاً الأحذية القديمة وكل ما يتوفر، ليتم إحراقها والتدفئة بها.
أما فريد لاجئ مهجر من مخيم اليرموك وجد في حرق فوط الأطفال طريقة جديدة لتوفير المال، وأضاف أن سعر فوطة الأطفال أرخص بكثير من ثمن ليتر المازت الذي لا يملك ثمنه، وأردف فريد صحيح أن له رائحة كريهة إلا أننا تأقلمنا مع ذلك.
من جانبه، قال سامر من سكان مخيم درعا إن "كميات الحطب الموجودة والتي تستخدم للتدفئة قليلة جداً"، لافتاً الى أن أهالي المخيم "يستخدمون كل شيء يمكننا إحراقه من أجل تأمين التدفئة".
بدوره أشتكى بهاء من أبناء مخيم اليرموك مهجر إلى البقاع من شح المساعدات الاغاثية والشتوية التي تقدمها الجمعيات الخيرية والأونروا، مطالباً الفصائل والسلطة الفلسطينية في لبنان بتحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين الفلسطينيين السوريين المهجرين في لبنان.
فيما انتقد حمد من أبناء مخيم السيدة زينب حل اللجان الأهلية التي كانت تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين السوريين، متهماً الفصائل الفلسطينية بالتخلي عن اللاجئ الفلسطيني السوري وتركهم يواجهون مصيرهم المأساوي بأنفسهم، ووفقاً لحمد أن تلك الفصائل تمارس الرياء على أبناء شعبها لأنها تستطيع أن تنفق آلاف الدولارات على المهرجانات والاحتفالات والندوات، إلا أنهم يعلنون إفلاسهم عندما يتعلق الأمر بمساعدة الفلسطيني السوري.
وعن واقع فلسطينيي سورية في منطقة البقاع، يقول أحد الناشطين الإغاثيين "إن أوضاع اللاجئين في تفاقم وتزداد مأساتهم مع قدوم فصل الشتاء، وخاصة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
وأشار إلى أن العائلات اللاجئة في تلك المنطقة بحاجة ماسة إلى مواد المحروقات، وخاصة منها مادة المازوت التي يبلغ سعر العشرين ليتر حوالي 9 دولار ، حيث يبلغ استهلاك العائلة وسيطاً 10 ليترات مازوت يومياً نتيجة البرودة الشديدة.
وعن واقع فلسطينيي سورية في منطقة البقاع، قال "محمود الشهابي" أحد الناشطين الإغاثين "إن أوضاع اللاجئين في تفاقم وتزداد مأساتهم مع قدوم فصل الشتاء، وخاصة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
وأشار الشهابي في تصريح سابق لمجموعة العمل إلى أن العائلات اللاجئة في تلك المنطقة بحاجة ماسة إلى مواد المحروقات، وخاصة منها مادة المازوت التي يبلغ سعر العشرين ليتر حوالي 9 دولار ، حيث يبلغ استهلاك العائلة وسيطاً 10 ليترات مازوت يومياً نتيجة البرودة الشديدة.
بدورها طالبت العائلات الفلسطينية السورية مجدداً عبر رسائل عديدة وصلت لمجموعة العمل تسليط الضوء على مأساتهم، بغية نقل معاناتهم وإيصالها لأصحاب القرار والجهات المعنية خاصة منها وكالة الأونروا ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية المتواجدة في لبنان والجمعيات والهيئات الإغاثية.
تشير الإحصائيات إلى أنّ عدد العائلات الفلسطينية المهجرة من سورية في منطقة البقاع اللبناني يبلغ نحو (950) عائلة، في حين تشير احصائيات وكالة الأونروا بلغ (31) ألفاً.