مصر - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بيير كرينبول أنّ اللاجئين الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ولن يستسلموا حتى يتم تحقيق العدل لهم، واعتبر أنّ اللاجئين لديهم احتياجات لا بد من اكتشافها وحقوق يجب الدفاع عنها.
وتحدث كرينبول عن أهميّة التعليم الذي توفّره "الأونروا" لأكثر من (25000) طفل، مؤكداً أنّ اللاجئين الفلسطينيين متمسكون بالتعليم وكرامتهم، الوكالة تنظر أيضاً للشباب الذي ينتظرهم مستقبل مجهول، فالوكالة تتذكّر إخفاق المجتمع الدولي والنظم الدولية والفاعلين الدوليين في حل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، والذي تم التوقّع إنهائه لكثير من اللاجئين الفلسطينيين.
كما تناول المفوّض العام لـ "الأونروا" في برنامج "لقاء خاص" على فضائية "الغد"، الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة والتي اعتبرها تُشكّل تحدياً، فغزة تُعاني نقصاً حاداً في المياه والكهرباء، ولا يُمكن تجاهل جراح الفلسطينيين ووضعهم النفسي، حيث يُعانون بسبب عزلهم.
وتحدث كرينبول عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، قائلاً "إنّ أحد الأمور التي صدمتني عندما ذهبت لسوريا، هي أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وهم جيل آخر من الفلسطينيين الذين فقدوا سُبل المعيشة وأصدقائهم وجيرانهم وأسرهم، والأوضاع تتدهور هناك بشكلٍ كبير."
وتطرّق أيضاً للحديث حول المناهج الفلسطينية، قائلاً أنّ "الأونروا قامت بمراجعة المناهج للتأكد من أنها تتماشى مع أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأنّ الأطفال الفلسطينيين يتعلّمون ثقافاتهم وحضاراتهم الفلسطينية، والتأكد أيضاً من تماشيها مع القيم العالمية، وتم إضافة بعض المواد التكميلية إليها، ويتم مراجعتها وعقد لقاءات دورية مع وزارة التعليم الفلسطينية."
وأشار كرينبول أنّ لـ "الأونروا" لديها لقاءات دوريّة مع وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، وأيضاً قوات الاحتلال، ويتناقشون في الأمور المتعلقة بالاحتلال والحصار، وأضاف أنّ المجتمع الفلسطيني هو أكثر المجتمعات على مستوى العالم الذي عانى جراء هذا الصراع.
وتابع كرينبول أنّ عواقب الصراع على غزة تؤدي إلى دمار الاقتصاد، فتسعى "الأونروا" خلال اللقاءات مع سلطات الاحتلال التأثير من أجل تغيير بعض الأوضاع.
وحول علاقة "الأونروا" بمصر قال "لدينا علاقات وثيقة مع مصر، لأنّ لها باع كبير في دعم الصراع الفلسطيني، وهي تقوم بمثابة الاستشاري من أجل الأونروا، وبالطبع قطاع غزة من العناصر الأساسية التي نتحدث عنها ونتناقش حولها، خاصة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، لأنّ كرامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أولوياتنا، ولا بد أن نجد حلاً لتخفيف الضغط على هذا القطاع، لهذا نقوم بعقد لقاءات دورية."
وفي تعقيبه على تسييس الولايات المتحدة لمسألة تمويل "الأونروا"، قال كرينبول "لا بد أن نتجنب تسييس التمويل الإنساني، لأنه يذهب للمدنيين ولتعليم اللاجئين وعلاجهم في عياداتنا، وعدم الاتفاق بين الأشخاص شرعي لكنه يُعرّض حياة الناس للخطر."
وأضاف "عقدنا لقاءات من أجل خلق تحالفات لجمع التبرع، وشعرنا في العديد من الدول على مستوى الأفراد والمؤسسات والقطاع الخاص، وأيضاً الفلسطينيين يتواصلوا معنا من أجل الدعم والتبرع."
وأشار كرينبول في مسألة التمويل قائلاً "نحن كأونروا لن نجلس ونبكي على اللبن المسكوب، سنتوجه إلى الدول والأشخاص والقطاع الخاص، ورجال الأعمال الناجحين من الفلسطينيين"، وتابع "كل مدرسة وكل عيادة ساهمت في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين لن تنسى أنهم يتمتعون بالكرامة ونحن ندعمهم في ذلك ونصارع من أجل ذلك فعلى الجميع أن يشاركنا في هذه الجهود، وإنني أتطلع لمشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال، وعلى استعداد لانتهاز هذه الفرصة من أجل زيادة دعم الأونروا."
ونوّه أنّه في أحد اللقاءات التي قام بها والاقتراحات التي اقترحها، واقترحها اللاجئون والموظفون في الأونروا أيضاً، أن يكون هناك حصة كبيرة تغطيها الأمم المتحدة في ميزانية "الأونروا."
وتابع "ميزانية الوكالة 3.3 مليار دولار، وهي ميزانية كبيرة لا تساهم فيها فقط الولايات المتحدة، وإذا ساهمت فيها أيضاً الأمم المتحدة سيكون هناك نوع من الاستقرار، وتكون مسؤولية الأونروا محميّة من الأمم المتحدة وتتمتع بالاستقرار، وأيضاً تمنح المانحين الثقة."
وأشار إلى حل آخر "أن يكون هناك صندوق ائتماني في البنك الدولي أو بنك إسلامي من أجل دعم هذه المنظمة."