لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
اعتصم العشرات من ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني، أمس الثلاثاء 6 آذار، أمام مكتب مدير خدمات "الأونروا" في الشارع الفوقاني لمخيّم عين الحلوة، معلنين رفضهم للقرار الأميركية، خصوصاً القرار المتعلّق بتقليص المساعدات المالية للوكالة، وما ينتج عنه من تقليصات في الخدمات.
الاعتصام الذي دعا إليه "اللقاء التشاوري للجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني"، رفعت خلاله اللافتات التي طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة في رعاية شؤون اللاجئين وتوفير حياة كريمة لهم حتى يحين موعد العودة إلى فلسطين.
وقال ممثل "الهيئة302" سامي حمّاد: "شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والبؤس والحرمان منذ 70 سنة نتيجة اقتلاعه من أرضه، وتجريده من أبسط حقوقه الانسانية، المادية منها والمعنوية". متابعاً أنّه "وبالرغم من ذلك كله ما زال الشعب الفلسطيني ثابتاً صابراً محتسباً".
وشدد حمّاد على "رفض اللاجئين كلّ سياسات الإبتزاز والضغوط التي تمارس عليه، من قبل الإدارة الأميركية التي تتماهى مع مصالح الكيان الغاصب".
وأكّد حمّاد عن تمسك الفلسطينيين، شعباً وفصائلاً، بوكالة الأونروا، الشاهد الوحيد على حق اللاجئين في العودة إلى أرضهم، مشيراً إلى أنّ "الوكالة أنشأت لتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني".
مشيراً الى أنّ "تعطيل عمل الوكالة هو اعتداء لا يقل بشاعة ومخالفة للأنظمة الدولية عن الإعتداء الذي قامت به الإدارة الأميركية على الشعب الفلسطيني، عندما أعلنت أن القدس هي عاصمة لدولة الكيان الغاصب".
ووجه حمّاد، باسم اللقاء التشاوري، رسالة إلى الإدارة الأميركية، طالبها بـ "التراجع عن قرارها المجحف، فتوقيف خدمات الوكالة سيسفر عن نتائج كارثية على شتى الأصعدة، الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية وصولاً إلى المس بأمن المجتمع الفلسطيني والبيئة المحيطة به".
وتوجّه إلى وكالة "الأونروا" طالباً منها "عدم الرضوخ للضغوطات الصهيو-أميركية، الرامية إلى إنهاء دورها"، ودعاها إلى "بذل المزيد من الجهود للمحافظة على التقديمات والحماية للاجئين الفلسطينيين، ومواكبة الحاجات المتزايدة لهم الناتجة عن الزيادة الطبيعية في الأعداد".
ودعا حمّاد الأمم المتحدة لـ "تخصيص صندوق مستقل بوكالة "الأونروا"، يموّل بشكل إلزامي من قبل الدول الأعضاء، بما لا يدع مجالاً لتعريض الوكالة لأي ابتزاز سياسي".
وتوجّه حمّاد إلى كافة الدول العربية، طالباً منها الضغط على الإدارة الأميركية بغية التراجع عن ممارسة عدوانها على شعبنا، وتشكيل قوة ضاغطة ورادعة في مواجهة الاعتداءات.
وعن المرجعية الفلسطينية الرسمية، قال حمّاد: "عليها تحمل مسؤوليتها والتحرك على كافة الأصعدة الدبلوماسية والمحافل الدولية، لمواجهة هذا الاعتداء الجديد على أبناء شعبنا الفلسطيني والقيام بما يلزم لحمايته وتخفيف الضغط عنه".
وأشار إلى أنّ "اللقاء التشاوري يدعم مؤتمر إنقاذ الأونروا، الذي سينعقد في روما في 15 آذار الجاري"، داعياً كافة اللاجئين في شتى أماكن شتاتهم للقيام بالفعاليات ورفع الصوت عالياً، حين انعقاد المؤتمر.
وفي ختام الاعتصام، سلّم المشاركون رسالة، موجهة إلى مدير عام وكالة "الأونروا" كلاوديو كوردوني، عبر مدير خدمات الوكالة عبد الناصر السعدي.