لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نشوى حمّاد
"عنا طاقات بنقدر نحنا نستغلها ولازم نطلّع هيدي الطاقات"، كلمات استطاعات من خلالها اللاجئة الفلسطينيّة إخلاص خربيطي، من سكان مخيّم برج البراجنة بالعاصمة اللبنانيّة بيروت، أن تضع عنواناً لمسيرتها وتلخصها.
بدأت خربيطي مسيرتها المهنيّة من خلال عملها في مجال الخياطة، حيث عملت في محل لبيع الفساتين لفترة من الزمن، في الوقت الذي كان يعمل زوجها في محل للمحامص، لكن هذا الحال لم يدوم، بعدما ترك الأخير عمله في المحامص.
هذا الحال الجديد، جعل خربيطي تبدأ مغامرة جديدة، بتأسيس مشروعها الخاص من الصفر، وبالكثير من روح القوة والمثابرة، فإنشاء مشروع تجاري داخل مخيّم عبر أخذ قرض مادي كبير، يعتبر مغامرة لعائلة فلسطينية لاجئة، تعيش في وضع إقتصادي غير مستقر، إلا أنّ خربيطي أصّرت على الكفاح والمحاولة.
المشروع بدأ، وتم إفتتاح منذ حوالي شهر، محلاً كبيراً لبيع المواد الغذائية داخل مخيّم برج البراجنة، الذي تسكنه، و تتعاون خربيطي مع زوجها في العمل داخل المحل، اذ تبدأ يومها بتجهيز أولادها الأربعة للذهاب إلى مدارسهم ومعاهدهم، تهم بعدها إلى ذلك المحل لتباشر بالبيع ومساندة زوجها.
ولا يقتصر عمل هذه الإمرأة المكافحة فقط، على تنظيم أمور أسرتها والعمل مع زوجها، فهي أيضاً كرست مهارتها في مجال الخياطة لبيع قطع من الأقمشة تسمى "الكانفة" ، التي تجسد من خلالها الفن الفلسطيني، وتقوم ببيعها لمساندة عائلتها، كما أكدّت خربيطي "الأموال التي أجنيها من بيع الكانفة هي بسيطة ولكن كما يقول المثل بحصة تسند جرّة".
دموع لم تستطع خربيطي أن تحبسها، عند سؤالها عن مصدر قوتها وقدرتها على تحمل هذه المسؤولية، وبصوت يملؤه الحنان وتعزفه دموع الألفة، قالت "أخوتي يدعمونني دائماً وهم من أعطوني أموال المشروع لأباشر فيه، وهم أوّل من شجعوني على هذه الخطوة"، وأضافت "أنا سعيدة بعملي جداً، فعندما أتعب وانشغل من أجل تأمين مستقبل أطفالي، أشعر بدافع قوي وشعور من الفرحة يغمرني".
وفي نهاية اللقاء، وجهت خربيطي رسالة إلى كل النساء الفلسطينيات، دعتهم فيها إلى الدخول في مجال العمل لإبرز قدراتهم وطاقاتهم، مشيرةً إلى أنّ الجلوس في المنزل من دون عمل لا يفيد، وتابعت قائلة "للمرأة قدرات عظيمة في الإدارة والإنجاز فهي قادرة على تدبير أمور أسرتها وإنجاز عملها في وقت واحد".
شاهد التقرير ►
