إيطاليا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلن الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، سامي مشعشع، الخميس 15 آذار، أنّه تم الإعلان عن تعهدات جديدة بعد انفضاض المؤتمر الاستثنائي للمانحين في العاصمة الإيطالية روما، بمبلغ (100) مليون دولار أمريكي من قيمة العجز المالي الذي تُعاني منه "الأونروا" بقيمة (446) مليون دولار.
وانعقد المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم "الأونروا"، الخميس، في مقر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بالعاصمة الإيطالية روما، والذي جاء بدعوة من السويد ومصر والأردن، تحت عنوان "الحفاظ على الكرامة وتقاسم المسؤولية وحشد العمل الجماعي من أجل دعم الأونروا."
هذا وشارك في أعمال المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومفوّضة الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، ورئيس وزراء حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمدلله وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى وزراء خارجية دول ومُمثلي أكثر من (90) دولة.
وأشار مشعشع إلى أنّ المفوّض العام لـ "الأونروا" بيير كرينبول أشاد بعد انتهاء أعمال المؤتمر بالدعم السياسي القوي لـ "الأونروا" ومهام ولايتها والخدمات الحساسة التي تُقدمها للاجئين الفلسطينيين.
وأوضح كرينبول أنّه "سيكون على الجميع العمل جاهداً حتى نهاية العام من أجل تحقيق النتيجة التي نسعى وراءها"، مؤكداً أنه سيرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في منتصف أيار المُقبل، تقريراً بشأن التقدم الذي تم إحرازه.
وأكّد مشعشع أنّ الاجتماع أظهر الالتزام العالمي تجاه "الأونروا" وتجاه لاجئي فلسطين، حيث حضره كبار الموظفين من أكثر من سبعين بلداً إلى جانب المنظمات الدولية التي تتشارك مع "الأونروا."
وقال كرينبول في المؤتمر الصحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش ووزراء خارجية مصر والسويد والأردن، أنّ هذه خطوة جيدة، وهناك تبرعات إضافية من قطر وكندا والمكسيك وسلوفاكيا وفرنسا وعدد من الدول، موضحاً أنّ بعض الدول قالت أنها لن تفصح عن تبرعاتها الآن، وأشار إلى أنّ التمويل الآن يكفي حتى الصيف، وسيجلس مع زملائه لدراسة الموضوع وتقسيماته المالية المختلفة.
وكان الأمين العام غوتيريش، قد ناشد المانحين من حكومات ومنظمات دولية تقديم الدعم للوكالة من أجل معالجة التراجع في تمويلها، مُشيراً إلى أنّ هذا الدعم يرسل رسالة قوية إلى اللاجئين الفلسطينيين، تؤكد التزام المجتمع الدولي تجاه حقوقهم ورفاهيتهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.
وقال "بالنسبة لمن قد يُشككون في النفقات، دعوني أكرر شعار حملة الأونروا لجمع التبرعات: الكرامة لا تُقدّر بثمن. باعتبار هذا الأمر مسألة تضامن إنساني، وخطوات ذكية من أجل السلام، دعونا نعطي الأونروا دعمنا الكامل والسخي"، واعتبر أنّ الأمر ليس مجرد تضامن إنساني مع اللاجئين الفلسطينيين، بل هو استثمار في السلام.
وأشار إلى الضغوط التي تواجه الفلسطينيين في غزة، من فقر ونقص الطاقة والإغلاق والقيود والعنف الدوري والخوف من اندلاع صراع آخر في أي لحظة، وقال "في هذا المكان الذي يتآكل فيه الأمل يومياً، يُحافظ هؤلاء الطلاب على تطلعاتهم للمستقبل، أعتقد أنّ العالم وحده قادر على فعل المزيد للاستجابة لمحنتهم، والمزيد لترجمة أحلامهم إلى تحسينات ملموسة في حياتهم. وهذا بالضبط ما تفعله الأونروا كل يوم بثبات وصمود، ليس فقط في غزة وإنماء في المخيّمات والمجتمعات والبلدان في المنطقة التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين."
وشدد الأمين العام على أنّ مهمة "الأونروا" لا تقل أهمية عما كانت عليه قبل 68 عاماً، عندما أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم البشرية، وقال "كي يتم التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يبقى عمل الأونروا حيويا، لتوفير الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة والرعاية الصحية، حيويا لبناء مستقبل المجتمع الفلسطيني من خلال التعليم، حيويا لضمان أمن وحقوق وكرامة أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني. لدى الأونروا سجل إنجازات قوي؛ فمدارسها من بين الأفضل أداء في المنطقة، وبرامجها الصحية والإغاثية والاجتماعية منخفضة التكلفة وذات تأثير كبير. وبإبقاء نصف مليون طفل في المدارس، وضمان تمتع الملايين من السكان بالصحة وتوفير التغذية لهم، تساهم الأونروا في استباب الاستقرار في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكذلك في الأردن ولبنان. وقد بذلت الأونروا جهودا استثنائية لدعم الفلسطينيين الذين عانوا من العنف نتيجة المأساة في سوريا."