سوريا - الكاتب علي بدوان

خريطة التوزع الفلسطيني في سوريا

يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضمن خمسة عشر مخيماً، وضمن تجمعاتٍ في المُدن السورية المختلفة. وخـاصة مدن : دمشق وحلب. حيث تُشير المعطيات إلى أن المخيمات تضم نحو 59% من لاجئي فلسطين في منطقة دمشق ، ونحو75.9% من إجمالي اللاجئين المُسجلين في كامل المخيمات الفلسطينية فوق الأراضي السورية.

وكالة الأونروا لاتعترف بجميع المخيمات الفلسطينية في سوريا، وتعتمد فقط عشرة منها، بينما تُقَدِم لجميعها، ولكل التجمعات الفلسطينية الواقعة خارج إطار مايسمى بالمخيمات،  كامل الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الإجتماعية،  حيث تنتشر مدارس الأونروا والمراكز الصحية ومراكز المرأة والشباب، والخدمات المُتعلقةِ بالإغاثةِ في كلِ مواقع التجمعات والمخيمات على حدٍ سواء، والفارق هنا أنَّ الوكالة لاتُقدّم خدمات تتعلق بالبنيةِ التحتية للمخيمات والتجمعات التي لا تعترف بها، حيث تقوم الدولةِ السوريةِ بهذه المهمةِ.

والمخيمات غير المعتمدة كمخيمات عند وكالة الأونروا هي : مخيم اليرموك بدمشق. ومخيم حندرات في ريف حلب الشمالي. ومخيم الرمل في مدينة اللاذقية. ومخيم الرمدان الواقع شرقي ريف دمشق دمشق على طريق بغداد، ومُعظم سكانه من النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا من هضبة الجولان بعد احتلالها عام 1967، وكانوا أساساً قد لجؤا إلى الجولان من فلسطين عام النكبة، وأقاموا في مناطق الجولان المختلفة، وخاصة منها : مدينة الحمة وقراها ومحيطها، فيق، خسفين، الجوخدار، الخشنية، النقيب، كفر حارب، عين زيوان، القنيطرة، عين مأمون، العال، والمناطق المطلة على بحيرة طبرية.

بينما المُخيمات المعتمدة لدى وكالة الأونروا، هي: (جرمانا + خان الشيح + سبينة + خان دنون + السيدة زينب) في ريف دمشق. النيرب في حلب. مخيم العائدين في مدينة حماة. ومخيم الوليد في مدينة حمص. ومخيم درعا، ومخيم الطوارىء في درعا.

نسب التوزع بين المخيمات وأحياء المدن

تُشير المعطيات المتوفرة لدى الهيئة العامة للاجئين العرب الفلسطينيين في سوريا، ووكالة الأونروا، أنَّ 29% فقط من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون داخل المدن عموماً في سوريا، والنسبة الأكبر، وتقدر بنحو 71% يقيمون داخل المخيمات بما في ذلك مخيم اليرموك الذي يُعتبر عملياً أكبر تجمعٍ فلسطيني في الشتات على الإطلاق من حيث عدد سكانه ومواطنيه من لاجئي فلسطين، علماً بأن مخيم اليرموك، ومنذ قيامه عام 1954، يُعتبر جزءاً إدارياً تابعاً بالكامل لمدينة دمشق (أي لمحافظة دمشق وليس لمحافظة ريف دمشق).

من جانبٍ أخر، يتركز التجمع الرئيسي للاجئي فلسطين في محافظتي : مدينة دمشق، وريف دمشق، بنسبة 67%، وفي درعا بنسبة 8%، وفي حلب بنسبة 8%، وفي حمص بنسبة 5%، وفي حماة بنسبة 2%،  وفي اللاذقية بنسبة 2%، وباقي النسبة 8%، تتركز في المناطق التابعة لسجلات محافظة القنيطرة. حيث يُعتبر الفلسطينيون المسجلين في سجلات محافظة القنيطرة لاجئين ونازحين في آن واحد. فقد لجؤوا بعد النكبة إلى محافظة الجولان التي نزحوا عنها من جديد بعد العام 1967 إلى منطقة دمشق ومحافظة درعا جنوب سوريا (مخيم قبر الست، مخيم الرمدان، تجمع المزيريب، مخيم درعا، مناطق من مدينتي دمشق ودرعا).

أما داخل الأحياء والمدن، فيتجمع الفلسطينيون في المناطق التالية :

أولاً، في مدينة دمشق، في أحياء : ركن الدين والشيخ محي الدين، دمر الغربية، حي الآمين (حي اليهود ـــ الاليانس)، كفرسوسة، جوبر، المزة القديمة (الحوش)، القابون، برزة (مخيم حطين)، مع وجود متناثر لعائلات فلسطينية في أحياء دمشق القديمة كالميدان، والعمارة، والشاغور، والقيمرية، والأحياء الحديثة كمشروع دمر ... ومعظمهم يعود بأصوله إلى مدن وقرى صفد/حيفا/يافا/عكا/الناصرة/اللد/طبريا..

ثانياً، في ريف دمشق، في كلاً من : دوما، تل منين، الجديدة، قدسيا وضاحية قدسيا، ضاحية يعفور، صحنايا، حرستا، دير عطية، قاره، الضمير، وبعض قرى غوطة دمشق الغربية والشرقية (داريا، كفر بطنا، زملكا، مسرابا، سقبا، عربين، حمورية، يلدا، ببيلا...).

ثالثاً، في جنوب سوريا، حيث يقيم لاجئو فلسطين في تجمع المزيريب، وقرى وبلدات : جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب، أم الميادن. هرير، نوى، سحم الجولان، الشيخ سعد، الحارة، بصرى الشام، النعيمة، صيدا، الغارية الشرقية، الغارية الغربية، طفس، حيث يعيش أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة لاجئ فلسطيني في تلك القرى والبلدات.

رابعاً، في منطقة الساحل، حيث تقيم عدة عشرات من العائلات الفلسطينية الحيفاوية واليافاوية في مدينة جبلة على الساحل السوري، كذلك في مدينة بانياس، وثلاث عائلات وأحفادها في جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس، وكلها تعمل في أعمال البحر قبل الخروج من فلسطين وإلى حينه (الصيد ، بناء السفن ..).

خامساً، الشمال وحلب، حيث تُقيم بعض العائلات اللاجئة الفلسطينية في بلدات : منبج، والباب، وتل رفعت، وجميعها تعود في أصولها إلى قرية عين غزال قضاء حيفا.

وبشكلٍ عام إنَّ كلِ أحياءِ مدينةِ دمشق، بلا إستثناء، تَضُمُ بين ثناياها عائلاتٍ فلسطينية، تبعاً لواقعها الإقتصادي. كما أنَّ  واقع العمل، والحياةِ المهنيةِ جَعَلَ من التوزع الفلسطيني يتناثر فوق عموم الأراضي السورية بقصد العمل وظروف التوظيف الحكومي من أقاصي الجزيرة في محافظة الحسكة وصولاً إلى محافظة السويداء جنوب سوريا. ويَغَلُبُ على هذا التناثر الطابع المؤقت بحكم ارتباطهِ بالعمل المهني والوظيفي في الدولةِ السورية وعموم مؤسساتها ووزاراتها، وخاصة قطاع التربية والتعليم، وفي حالاتٍ قليلة قد يتحوّل هذا الطابع المؤقت عند عددٍ من العائلات الفلسطينية إلى وجود شبه دائم.

التجمعات الفلسطينية والأزمة السورية

وعند الحديث عن واقع تلك التجمعات الفلسطينية، الواقعة خارج إطار مايعرف بالمخيمات، وذلك خلال مسارات الأزمة السورية، فقد تأثّرت تلك التجمعات مع واقع الحال العام في سوريا، وتعرض بعضها لأزماتٍ حادة، خاصة في أرياف دمشق كدوما، وحرستا، وجوبر ومناطق الغوطة المختلفة ومنها يلدا، وببيلا، وزملكا، وفي حي القابون، وحي برزة، حيث وقعت عملية التهجير الكاملة وخسارة المنازل والممتلكات. لكن الأهوال الكبرى وقعت في التجمعات الفلسطينية في درعا جنوب سوريا، في قرى حوران المُختلفةِ، وخاصة منها المزيريب وتل الشهاب، وفي ريف حلب الشمالي في منبج والباب وتل رفعت، وفي حي القابون بدمشق، وبعض أطراف حي برزة  ... حيث استشهدد عدد كبير من أبناء فلسطين، وأضطر المئات للهجرة الى خارج سوريا عبر تركيا الى مختلف أصقاع المعمورة في رحلة التيه الفلسطينية الجديدة، بينما بقيت باقي الأحياء والتجمعات الفلسطينية داخل مدينة دمشق الأقل تضرراً، من تداعيات الواقع اليومي على الأرض.  

وفي هذا السياق، تنشط جميع القوى والفصائل الفلسطينية في كل تلك التجمعات الفلسطينية، لكنها لم تقم بدورها المطلوب والمنشود، بينما أسهمت وكالة الأونروا بتوفير قسطٍ هام من الخدمات العامة لعموم الناس، بعد وقوع حالات التهجير، لجهة تقديم المعونات المالية المباشرة بواقع أربع مراتٍ في العام الواحد، فضلاً عن المعونات الغذائية، والاستمرار بتقديم خدمات الصحة والتعليم، حيث افتتحت الوكالة المدارس البديلة عن مدارسها في المناطق التي تضررت وتم تهجير الناس منها.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد