سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يخطف مخيّم اليرموك أنظار المتابعين للحدث الفلسطيني السوري، في الأسبوع الأول من شهر نيسان/إبريل، فحشود قوّات النظام والميليشيات الرديفة بدأت تتكدّس بالقرب من مداخله الشماليّة والشماليّة الشرقيّة، فيما يبدو أنّه استعداد واضح لشنّ عمليّة عسكريّة، يترقّب اليرموكيّون حدوثها بالتزامن مع تلقفهم لأخبار التسوية في جنوب دمشق، التي تنضج على نار مفاوضات معقدّة بين المعارضة والجانب الروسي، وفي حين يقلق أهالي المخيّم على مصيرهم المجهول، يستمر العبث بمعيشتهم في لعبة المعابر بين المخيّم وبلدات جنوب دمشق، ويتواصل سقوط الضحايا من اللاجئين على إمتداد سوريا.
مخيّم اليرموك وجنوب دمشق
وفي سياق ترقب أهالي اليرموك، ونقاشهم لمصيرهم على ضوء التسويات، جرى الإثنين 9 نيسان/ إبريل في قاعة الملتق الثقافي ببلدة يلدا جنوبي دمشق، إجتماعاً دعت اليه فعّاليات ومؤسسات وهيئات فلسطينية، تمثّل أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدات جنوب دمشق الثلاث، لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بمخيّم اليرموك وأهاليه المهجّرين، على ضوء التسويات التي يجري الحديث عنها في المنطقة.
وخلصت المناقشات إلى بيان صدر عن الفعاليات والهيئات، حصلت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على نسخة، تضمّن دعوة لجميع الهيئات والممثلين للإتفاق على تشكيل "لجنة فلسطينية موحّدة وضامنة، تضم في صفوفها ممثلين عن القوى الفلسطينية، بالإضافة لممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الناشطة والعاملة في مخيم اليرموك ومحيطه، وكذلك عدد من الشخصيات الوطنية والوجهاء".
أمّا الأبرز والمستمر، مواصلة قوّات النظام السوري وميليشياتها الرديفة، حشدها على أطراف مخيّم اليرموك حتى أمس الإثنين 9 نيسان، وذلك استمراراً لما بدأته في الثاني من ذات الشهر، حيث أفادت مصادر محليّة في المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ حشوداً عسكريّة للتبع لميليشيات موالية للنظام السوري، معززة بعناصر من الجيش، تتوافد عند المداخل الشماليّة والشمالية الشرقية لمخيّم اليرموك.
وأوضحت المصادر، أنّ معظم تلك الحشود تتبع لما يُسمّى "لواء القدس"، تتزامن مع حملة إعلامية تعبوية يقوم بها اللواء، حيث شوهدت عربات محمّلة بالعناصر والأسلحة، ورايات اللواء، بالإضافة الى عناصر من ميليشيات متعددة، مشيرةً الى أنّ هذه الحركة العسكريّة غير مسبوقة على مداخل المخيّم الشمالية منذ منتصف العام 2013.
إلى ذلك، وفي سياق مسألة التسوية الجاري حلّها تفاوضيّاً بين المعارضة السورية والجانب الروسي في بلدات جنوب دمشق الثلاث، بدأ ما يُعرف بـ"المكتب الأمني لمخيّم اليرموك" بتسجيل أسماء الراغبين من أبناء المخيّم، بالخروج إلى مناطق الشمال السوري، وفق التسوية المرتقب إعلانها في الفترة المقبلة.
ووفق ما أفادت مصادر مطلعة لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإنّ المكتب الأمني استقبل الراغبين بالخروج إلى الشمال السوري، خلال اليومين الأخيرين من آذار الفائت، ويستمر في فتح باب التسجيل ، وقُدّر عدد المُسجلين وفق المصادر، بين 400 إلى 500 شخص، معظمهم من العسكريين والنشطاء الأفراد، بالإضافة الى عدد قليل من العائلات.
ونوهت المصادر، إلى أنّ " المكتب الأمني" سيستقبل المزيد من الراغبين، في الأيام المقبلة، إلّا أنّ الأمر متوقف على ما سترشح عنه المفاوضات بين الأطراف المعنيّة، بخصوص بنود التسوية وشروط تنفيذها.
لعبة المعابر
عاودت قوات النظام السوري، عصر السبت 7 نيسان/ إبريل، فتح حاجز ببيلا- سيدي مقداد، الذي يصل بلدات جنوب دمشق بمناطق العاصمة دمشق، بعد إغلاقه منذ فجر اليوم، بهدف الضغط على فصائل المعارضة لاغلاق حاجز العروبة الذي يفصل مخيّم اليرموك عن تلك البلدات.
وكانت قوات النظام السوري، قد أغلقت حاجز ببيلا _ سيدي مقداد في فجر السبت، وتناقلت صفحات موالية للنظام السوري، أنّ الإغلاق جاء بسبب ما اعتبرته "تعامل إرهابيي البلدات الجنوبية الثلاث مع إرهابيي داعش في مخيّم اليرموك" بعد فتح معبر العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا بشكل جزئي لعبور المدنيين خلال الأيام الفائتة.
وأوردت صفحة بعنوان "أبناء الجيش العربي السوري في جنوب دمشق" أنّ الجيش يعتبر فتح حاجز العروبة مع مخيّم اليرموك، تعاملاً مباشراً مع "داعش" ومدّاً له بأسباب الحياة.
حاجز العروبة الذي يعتبر الشريان الوحدي لنحو 1500 مدني محاصر في مخيّم اليرموك، كانت فصائل المعارضة قد اتخذت قراراّ قبل نحو شهر ونصف الشهر بإغلاقه بشكل نهائي، الّا أنها قد فتحته يوم الإثنين 2 نيسان/ إبريل، بشكل جزئي و غير رسمي أمام حركة عبور المدنيين التي شهدت كثافة في العبور بغرض التسوق وشراء المستلزمات الغذائية غير المتوفرة في أسواق مخيّم اليرموك.
مخيّم درعا
القصف المتجدد والمتواصل، أبرزمعاناة أهالي مخيّم درعا للاجئين، حيث أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مدينة درعا جنوبي سوريا، بتعرض مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في المدينة يوم الاثنين 2 نيسان، إلى استهداف بقذائف الهاون ونيران الرشاشات الثقيلة، من قبل حاجز المحكمة الجديدة التابع للنظام السوري.
وأشار المراسل، إلى أنّ استهداف المخيّم لم يتوقف منذ الجمعة 30 آذار، حيث يشهد المخيّم منذ ذلك التاريخ استهدافاً يوميّاً، طال يوم الجمعة إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في المخيّم، بصاروخ موجّه من طراز فيل.
كما تعرضت أحياء المخيّم، لقصف بقذائف الهاون مساء الأربعاء 4 نيسان، مصدرها حاجز المحكمة الجديدة في منطقة درعا البلد المحاذية للمخيّم، أسفرت أضرار ماديّة.
يذكر، أنّ حالة استنفار قصوى تسود على خطوط التماس، بين المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا، وتلك الخاضعة لسيطرة النظام، وسط ترقّب الأهالي لتصعيد مرتقب، قد يطال مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين.
ضحايا ومعتقلين
اعتقل أمن النظام السوري، الأحد 1نيسان/ إبريل، الناشط الإغاثي محمد عامر عزام محمد حسن درويش، من أبناء مخيّم العائدين للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص وسط سوريا.
كما أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في درعا جنوبي سوريا، أنّ اللاجئ الفلسطيني خالد حاتم السعدي، قد قضى اليوم الخميس 5 نيسان / إبريل، إثر استهدافه برصاص قنّاص تابع لقوات النظام السوري، أثناء تواجده على أطراف المخيّم.
وقضى كذلك خلال هذا الاسبوع، العنصر في ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني مهند محمد الأحمد، جرّاء استهداف عربة عسكرية كان يستقلها مع عدد من مقاتلي اللواء، بعبوة ناسفة، أثناء توجههم من مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق إلى غوطة دمشق الشرقّيّة.