فلسطين المحتلة
أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر تقريره الأسبوعي، أنّ "سياسة الإدارة الأميركية وانحيازها للسياسة الاستيطانية لحكومة الاحتلال، تواصل النشاطات الاستيطانية والعمليات الإرهابية في كافة محافظات الضفة".
وبيّن التقرير أنّ العمليات الإرهابية التي يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل تتصاعد، وكان آخرها هجوم ما تسمى بـ "عصابات تدفيع الثمن" على بلدات رامون، وبورين، وبرقة، وبيت اكسا، وصور باهر، ومادما، وظهر المالح وغيرها، وقيامها بإعطاب إطارات المركبات، وتقطيع المئات من أشجار الزيتون المُثمرة، وكتابة شعارات عنصرية مُعادية للفلسطينيين، من بينها "إما القتل أو التهجير".
وأشار التقرير إلى أنّ "الأسبوع الفائت شهد استمراراً لاقتحامات باحات المسجد الأقصى، وتحضير "منظمات المعبد" لموجة اقتحامات مكثفة بالتزامن مع ما يسمى ذكرى "استقلال الدولة العبرية"، ونشرت "منظمات المعبد" دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة الواسعة في اقتحامات الأقصى".
وتابع التقرير أنّه "وفي إطار احتفالات ما يسمى "عيد الاستقلال"، نظّمت شرطة الاحتلال يوماً مفتوحاً للزوار والقادمين من المستوطنات، عرضت خلالها بعض قطع السلاح التي تستخدمها. وكانت ساحة كلية الشرطة قرب "بيت شيمش" تعج بالأهالي وأولادهم وقد تدرب الكثير من أطفال الاحتلال على سحب الزناد".
وعلى صعيد النشاطات الاستيطانية، قال التقرير: "صادقت حكومة الاحتلال على قرار إقامة وحدات استيطانية على أراضي بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم". متابعاً: "بدأت سلطات الاحتلال بالتحضير لإنشاء حي استيطاني جديد على أراضي صور باهر شرقي القدس، وقد بدأت التحضيرات على الأرض، حيث سيقام حي مخصص للمسرحين من الخدمة في جيش الاحتلال".
وفي الوقت نفسه قررت حكومة الاحتلال تقديم مساعدات مالية لتشجيع المستوطنين على تنفيذ نشاطات تجارية في القدس الشرقية المحتلة، خاصة في البلدة القديمة، بحسب ما أشار التقرير، من خلال ما يسمى "سلطة تطوير القدس".مضيفاً: "واصلت سلطات الاحتلال أعمال إنشاء حاجز عسكري جديد، تمّ تسميته "معبر عناتا"، ليتم افتتاحه الشهر القادم، ويهدف إلى عزل المزيد من الأحياء والبلدات المقدسية عن المدينة المقدسة، وسيربط المعبر الجديد بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، بطريق بلدة الزعيّم، وبلدة العيزرية جنوب شرق القدس دون المرور بالشارع الحالي الذي سيتم فيه فصل سيارات الفلسطينيين عن المستوطنين". متابعاً "رصدت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة نحو ستة ملايين شيقل لصالح ربط مبنى السفارة الأمريكية بشارع فرعي للطوارئ مع اقتراب موعد نقلها منتصف الشهر المقبل".
كما نشرت الخارجية الأميركية، تقريرها السنويّ بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، وأسقطت مصطلح "الأراضي المحتلة" عن الضفة الغربية، وألغت الفرق بين شرقي القدس وغربها، بعد أن كان التقرير يتضمّن قسماً حول "إسرائيل والأراضي المحتلة"، واستُبدل هذه المرّة بعنوان "إسرائيل ومرتفعات الجولان والضفة الغربية وغزة".
وبغية تجميل صورة الاحتلال، زعم سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال، ديفيد فريدمان، أنه "يوجد في القدس نموذج مثير للتعايش" تحت سلطة الاحتلال.
وعلى صعيد مواقف الأحزاب الصهيونية من الاستيطان، صادق مؤتمر حزب العمل "الإسرائيلي"، على بيان رئيس الحزب ورئيس "المعسكر الصهيوني"، آفي غباي، الذي تضمن ما يسمى التزام الحزب بالانفصال عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، والذي يوضح أن رئيس الحزب يدعو إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأرض، بحيث تشمل القدس المحتلة والمستوطنات، وأقل عدد ممكن من العرب، إضافة إلى السيطرة العسكرية الكاملة، في إطار دعوته التوصل إلى تسوية سياسية تحت شعار حل الدولتين.
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب، فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
ففي القدس، اقتلعت جرافات الاحتلال أشجار زيتون معمرة من أراضي حي غزيل في قرية صور باهر جنوب القدس، تمهيداً لإقامة بنايات لصالح أفراد جيش الاحتلال. كما أجبرت بلدية الاحتلال في القدس اللاجئ إياد رمضان على هدم "موقف سيارات" يملكه في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء دون ترخيص.
وهدمت قوات الاحتلال جزءاً من مطبعة في قرية بيت عنان شمال غرب القدس، واستولت على أجهزة طباعة، وحواسيب، كما هدمت جرافات تابعة لسلطات الاحتلال مقهى قرب الحاجز العسكري، القريب من مدخل مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة.
وفي الخليل، هاجم مستوطنون مسلحون، منزلين في حي السهلة قرب الحرم الإبراهيمي، تعود ملكيتهما لعائلتي جابر وقفيشة واقتحموهما عدة مرات، تحت حماية جنود الاحتلال ووجهوا الشتائم العنصرية والمسيئة للسكان، وهددوهم بالاستيلاء على المنزلين وبمزيد من العنف والاعتداءات اليومية.
وفي نابلس، أعطب مستوطنون متطرفون عدداً من إطارات المركبات وخطوا شعارات عنصرية في قرية جالود جنوب نابلس، حيث تمّ الاعتداء على أربعة سيارات تعود ملكيتها لفلسطينيين إضافة إلى كتابة شعارات عنصرية في المنطقة الشرقية من القرية والقريبة من البؤرة الاستطانية "يايش كودش".
واعتدى مستوطنو "يتسهار" على مدرسة بورين الثانوية جنوب نابلس وسط إطلاقهم للرصاص الحي، وأعلنت بلدية عقربا جنوب شرق نابلس، أنها تتكبد خسائر فادحة، بسبب إغلاق الاحتلال للطريق المؤدي إلى مكب النفايات وملاحقة السيارات التي تنقل النفايات ومصادرتها.
وفي الوقت نفسه، جرفت قوات الاحتلال أراضٍ زراعية في قرية بردلة بالأغوار الشمالية، واقتلعت حوالي 280 شجرة زيتون مثمرة.