تقرير: نشوى حمّاد
أقامت رابطة أهالي مخيّم تل الزعتر أمس السبت 9 حزيران ، إفطارها الرمضانيّ السنوي لأهالي المخيّم، وذلك في مدرسة الكابري بمخيّم مار الياس وسط العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور الناشط والمتضامن السويدي، بنيامين لادرا، الذي يخوض مسيراً من السويد باتجاه فلسطين المحتلّة سيراً على الأقدام.
عشرات من أهالي المخيّم الذي نُكب بالمجزرة والمحي عام 1976، جلسوا خلف طاولات الطعام، التي امتدت على طول ساحة المدرسة، بإنتظار موعد الإفطار، يتبادلون الأحاديث ويتعرفون، فمنهم من جاء من بلدان الإغتراب ومنهم من فرقتهم المسافات والأيام، لتعود وتجمعهم خلف سفرة واحدة، بأجواء من الود والترابط.
أحد أعضاء رابطة تل الزعتر، وليد الأحمد، قال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّ هذا النشاط "يهدف إلى تعزيز الروابط بين أهالي مخيم تل الزعتر وجمعهم للحفاظ على صلتهم ووحدتهم" مشيراً إلى سعيهم الدائم في الرابطة لتعزيز الوصل بين الأهالي داخل لبنان وخارجه.
الإفطار الذي أعدتّه نساء الرابطة بروح عطاء عاليّة، الذي طال جميع الحاضرين وفاض، تحدّثت إحدى المتطوعات عنه وهي السيّدة لاجئة أبو ضهر، "هذا العمل له رسالة عظيمة، وهي التذكير دائماً بتل الزعر ذلك المخيّم الذي تمت أبادته، وإزهاق أرواح أهله بدم بارد"
السيّدة لاجئة، وهي إحدى الناجيّات من مجزرة تل الزعتر، عنون أهلها حياتها بقضيّة اللجوء، لكن لازال قلبها يمتلئ أملاً بأن لا يبقى لها من اسمها نصيب، و تقول بمرارة:" مرّت سنين، وما زال مصير رجالنا ونسائنا وأطفالنا اللذين فقدوا مجهولاً، وما زالت أرض مخيمنا مهجورة".
وأكّدت أبو ضهر، على أهمية هذا النشاط، في دمج أهالي مخيّم تل الزعتر سوياً، وجعلهم كتلة واحدة قوية تثبت وجودها أمام أي محاولة لتغيب ذكرى مخيمهم، ونوّهت إلى أنّه في الثاني من شهر آب، بكل عام يجتمعون سوياً لإحياء ذكرى خروجهم من مخيّمهم واستذكار مآسيهم، لكي تظل حقوقهم حاضرة، ولكي لا ينسوا ظلماً حل على أبائهم وعليهم.
أعتز بأني كنت من سكان مخيّم تل الزعتر، هذا ما قاله الفلسطيني يوسف محمد الحج، مضيفاً "خلقت رابطة تل الزعتر لتحافظ على التماسك بين سكان المخيّم، الذي كان ومازال، فبعد 42 سنة من الهجرة قصراً من تل الزعتر، ما زلنا محافظين على محبتنا والأخوة والصداقة فيما بيننا".
ورابطة أهالي تل الزعتر، هي مبادرة أهلية عمد من خلالها الناجون من المجزرة التي ارتكبتها قوات اليمين اللبناني بدعم من قوى اقليمية، إلى الإبقاء على الرابطة المعنوية لأبناء المخيّم، وتواصل حضور اسم المخيّم في التاريخ، رغم العقود التي مرّت على محوه.