الأردن

عقدت اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اجتماعاً في البحر الميّت ترأسته مصر، لمناقشة الوضع المالي الذي تواجهه الوكالة للعام الحالي، في ظل العجز المالي في ميزانيتها خاصة بعد وقف واشنطن مساهماتها الماليّة عن الوكالة.

ويأتي الاجتماع المُنعقد في 18 و19 حزيران/يونيو، تمهيداً لاجتماع آخر يُعقد في 25 حزيران/يونيو الجاري في مركز الأمم المتحدة بنيويورك لتعهّدات الدول المانحة، حيث يُقدّم اجتماع اللجنة الاستشارية الذي شارك فيه مندوبون عن أكثر من (25) دولة، رؤية شاملة بشأن الأزمة التي تمر بها "الأونروا" للقاء المُقبل.

وحسب المفوّض العام لـ "الأونروا" بيير كرينبول، فإنّ الاجتماع المُقبل سيُعطيه المجال للالتقاء بعدد من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لتسليط الضوء على محوريّة خدمات الوكالة، وصعوبة الأوضاع المالية التي قد تؤثر على قدرتها في تقديم الخدمات خلال الصيف الحالي والسنة الدراسية للعام المقبل، والبرامج الطارئة في سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد كرينبول على أنّ هذا الاجتماع مهم وله طابع استثنائي بعد أن واجهت الوكالة مع بداية العام الحالي وضعاً مالياً صعباً على ضوء تخفيض الدعم الأمريكي للوكالة، التي وجدت نفسها تُعاني عجزاً مالياً قيمته (446) مليون دولار أمريكي.

وفي رده حول وجود مباحثات مع الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها، قال كرينبول أنّ هناك اتصالات وحوارات مع واشنطن، خاصة أنها تُعد من أكبر المتبرعين، لكن حتى الآن لا يوجد أي تغيير في قرارها القاضي بتقليص الدعم للوكالة.

حول كيفية تدبير العجز قال كرينبول أنّ الوكالة أطلقت بعد تقليص الدعم الأمريكي حملة نشطة بعنوان "الكرامة لا تُقدّر بثمن"، نتج عنها مساندة كبيرة من بعض الدول والمؤسسات، وأشار إلى أنّه كان لدى الوكالة أنشطة مميزة في الإمارات وتركيا وماليزيا واندونيسيا، حيث ساعدت هذه الدول على إطلاق حملة عالمية الطابع خلال شهر رمضان لحشد الموارد واستجلاب أموال الزكاة والتبرعات الخاصة، "لكن حتى اللحظة لا نعرف نتائج الحملة، ولكن لدينا شعور إيجابي بأنها ستؤسس لمرحلة كبيرة وواعدة" يقول المفوّض العام.

وأضاف "الرسالة التي قدمناها للجنة الاستشارية في الاجتماع هي أنّ على الجميع أن يُدرك المخاطر التي ستحدث في حال عدم تقديم الوكالة لخدماتها وأننا لا نريد أن نبعث رسالة سلبية لمجتمع اللاجئين والمرضى، والتركيز يجب أن يكون على أننا بدأنا في مسار ناجح ومُشجّع، ويجب على الدول أن تُقدّم الدعم للوكالة."

من جانبه، أكّد سفير مصر لدى الأدن طارق عادل في كلمة بلاده، على ضرورة الحفاظ على أنشطة الوكالة كونها أضحت إحدى ركائز الاستقرار في الدول المُضيفة في ظرف إقليمي شديد التعقيد، والعمل على استمرار ولاية وكالة الغوث وهياكلها القائمة، بالإضافة إلى إيجاد سُبل ناجحة لسد العجز السنوي المُستدام في ميزانيّة الوكالة، وقيام سكرتارية الوكالة بالمضي قُدماً في طريق الإصلاحات المطلوبة ترشيداً للنفقات.

وأشار إلى الطابع الإنساني لمهام الوكالة في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، وعدم جواز ربط استمرار التمويل من قِبل البعض بأي أغراض أو مصالح أو أهداف سياسية، محذراً في الوقت ذاته من مغبة توقف أنشطة الوكالة قبل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وذلك استناداً إلى الاتفاقات الموقّعة بين الفلسطينيين والاحتلال، وبالأخص "اتفاق أوسلو" لعام 1993 واتفاق القاهرة لعام 1994، والتي تؤكد على حل قضايا الوضع النهائي "القدس واللاجئين والمياه والحدود" بالتفاوض المباشر بين طرفي النزاع، حسب السفير.

كما تناول السفير المصري الدور المهم الذي تلعبه وكالة الغوث في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي لصالح (1.3) مليون نسمة من المستفيدين بخدماتها الصحية والتعليمية والمعيشية في المخيمات الفلسطينية بقطاع غزة، محذراً من الآثار الوخيمة المترتبة على المساس بالخدمات التي تقدم للاجئين، ومن بين ذلك تراجع الاستقرار في الإقليم وخارجه.
وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد