لبنان
زينب زيّون
دعا فريق "صفد" المؤلّف من 30 فتاة، لحضور مباراة كرة القدم الودّية التي خاضتها، ظهر الأحد 24 حزيران/ يونيو، فتيات الفريق الفلسطيني المنحدر من مخيّم المية ومية، مع نظيراتها من فريق "حماس" اللبناني، على أرض ملعب الفوكس سبورت بمدينة صيدا جنوبي لبنان، فتجهّزت الفتيات ونزلن الملعب وهنّ مرتديات اللباس الرياضي، دون تقييد أو خوف.
نحن لا نسعى لتغيير الثقافة.. بل السلوك
"لا يقتصر دور الفتاة على القيام بالأعمال المنزلية أو بالمهن الحرفية واليدوية"، جملة بدأت بها مُؤسِّسَة نادي صفد للفتيات، عبير حسن، حديثها لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، مشيرة إلى أنّ "كرة القدم نوع من الرياضة يمكن للفتيات مزاولتها إسوة بالفتية، فهي لا تؤثّر على أنوثتها ولا تُقلّل من حشمتها، ولا تنال من العادات والتقاليد التي ورثتها عن أجدادها، فنحن لا نسعى لتغيير الثقافة.. بل السلوك".
ففي العام 2007، قررت ابنة مخيّم المية ومية، تشكيل فريق كرة قدم يضم فتيات من المخيّم، وعملت على تحقيق مبتغاها، ألا وهو تطوير مهارات الإناث وحثّهم على اللعب، وصولاً إلى الاحتراف والمنافسة.
زارت عبير مدارس المخيّم قاصدةً الطالبات فيها، لتخبرهن عن تنظيم دورة تدريب كرة قدم داخل المخيّم، فأعجبت الطالبات بالفكرة، وبعد طرح الموضوع على ذويهنّ، تشكّل الفريق وبدأت عبير تخصص حصصاً تدريبة يومياً لهنّ.
فكرة إنشاء فريق كرة قدم للفتيات داخل مخيّم المية ومية، كانت فكرة مهمة جداً بنظر عبير، ولكن تطبيقها في البداية كان صعباً، "كوننا نعيش داخل مجتمع شرقي محافظ".
رياضة توفر برنامجاً يحد من الآثار النفسية السلبية
يعيش أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان ظروفاً معيشية واجتماعية صعبة، لذا اتجهت عبير نحو تحفيز الفتيات على ممارسة رياضة كرة القدم بانتظام، لجعله برنامج دعمٍ نفسي، للتفريغ عنهن من الآثار النفسية التي تخلّفها تلك الظروف الصعبة.
تهدف عبير من خلال تشكيل الفريق إلى تنمية قدرات الفتيات، وتغيير نمط حياتهن، وملء أوقات فراغهن باللّعب والفرح بعيداً عن المشاكل التي يمكن أن تسرق منهنّ ضحكاتهن، كما تشجّعهن دائماً على استخدام الرياضة لتطوير مهاراتهن، وتنمية الروح الرياضية بداخلهن.
مخيّمنا يفتقد لأندية رياضية أو حتى ملاعب واسعة
تروي إحدى عضوات الفريق لينا أحمد كعوش (19 سنة)، كيفية انضمامها للفريق.
لينا التي أكملت دراستها في مدرسة عسقلان بالمخيّم، تعرفت على عبير، وبسبب حبّها لهذا النوع من الرياضة، انضمّت إلى فريق صفد.
تقول لينا "استهوتني فكرة تشكيل فريق رياضي يُعنى بكرة القدم، خصوصاً أنّ مخيم المية ومية يفتقد لأندية تساهم في تعليم هذه الرياضة"، وتضيف "يتوجب على كل فلسطينية أن تُمثّل بلدها، إما عن طريق التفوق بالمدرسة، أو خوض مباراة وإحراز الفوز فيها، أو عن طريق الغناء، فكلّ منّا يستطيع عبر موهبته أو هوايته أن يرفع اسم فلسطين عالياً".
أما سارة عبد السلام كعوش، التي انتسبت للفريق منذ بداية تأسيسه، تقول إنّ ثقتها بنفسها، وحبها لرياضة كرة القدم، دفعاها لخوض هذا التجربة،مضيفةً أن أهلها وقفوا إلى جانبها وقدّموا لها الدعم في وقت اعترض فيه عدد من الأهالي على اختيارها كرة القدم كرياضة تمارسها.
تطمح سارة لمواصلة تدريبها وخوضها المبارايات ومنافسة الفرق الأخرى، لأن هذه الرياضة تساعدها على تطوير قدراتها البدنية، مؤكّدةً أنها تشعر بدعم نفسي كبير وهي تركض بسرعة ورشاقة في أرجاء الملعب لتركل الكرة.
من المية ومية نحو الاحتراف..
عبير التي صارت الآن تشغل منصب رئيسة الكرة النسائية بالاتحاد الفلسطيني في لبنان، باتت تُعنى بنشر ثقافة الرياضة في صفوف شباب وشابات المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتطوير تلك الفرق الرياضية، خصوصاً بعدما سلّمت إدارة فريق صفد لأشخاص كفوئين بمتابعة المسيرة والمضيّ بالفريق نحو النجاح والتفوّق، على حدّ وصفها.
وتتابع عبير: "علماً أن مشاكل عديدة واجهتنا عند تأسيس الفريق، وكان هناك صعوبات على مستوى تأمين مكان آمن للتدريب داخل المخيّم، ناهيك عن صعوبة تأمين المستلزمات المادية والمعدات للمشاركة بالمباراة مع الفرق الأخرى، إلا أننا استطعنا التواصل مع مؤسسة "خطوات"، التي رافقتنا لمدة أربع سنوات ونصف السنة، ودعمتنا مادياً لتجهيز المعدات اللازمة ولتوحيد الزي الرياضي.
ولفتت عبير إلى أن كل فريق يريد الوصول إلى الاحتراف، يتطلّب من أعضائه مواصلة التمارين، وحضور دورات. فالفتيات في فريق صفد شاركن في دورات كرة قدم، أقيمت بالتنسيق مع الاتحاد النرويجي، وأخرى مع الاتحاد الهولندي، والاتحاد اللبناني، بالإضافة إلى أربع دورات أكاديمية لتدريب الفتيات الصغار، بحسب ما روت عبير، لافتاً إلى أنّ الفتيات، وبعد مشوار طويل، يلعبن بمهاراة ويشعرن بالفخر والاعتزاز والفرح.
المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب الكامنة
وعن مستقبل الفريق، قالت عبير إن الفتاة الفلسطينية استطاعت النجاح بكل مجال دخلته، أما اليوم تطمح عبير بأن ترى الفتاة حكماً داخل أرض الملعب، لذا تخبرنا عن "دورة حكم" قريبة ستُنظّم للفتيات، بغية تعليمهنّ الأسس والقواعد الصحيحة، مبدية فرحها واعتزازها بأن أندية كرة القدم الموجودة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً تلك الموجودة ضمن الاتحاد الفلسطيني، صارت تضمّ فرق البنات إليها، وصار هناك تقبّل لفكرة ممارسة الفتاة لرياضة كانت حِكر على الذكور.
وتشير عبير أنّ "المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب الكامنة، التي تنتظر فرصة للظهور"، مضيفةً أنّ "الفلسطيني نجح في كافة المجالات التي دخلها، حيث استطاع الوصول ورفع اسم فلسطين عالياً، عبر نيله أعلى الدرجات ووصوله لأعلى المراتب، ففلسطين بحاجة إلى موهبة كل فلسطيني، أكان في الداخل أو في الشتات، أهلنا بالداخل يتصدون لغطرسة الاحتلال الذي يواصل استهداف وطمس الهوية الفلسطينية عبر محاربة الثقافة بشكل عام، والمواهب الفلسطينية الشابة على حد التخصيص، أمّا نحن في الشتات، فنحارب بالثقافة، بالعلم، وبالكلمة".
زينب زيّون
دعا فريق "صفد" المؤلّف من 30 فتاة، لحضور مباراة كرة القدم الودّية التي خاضتها، ظهر الأحد 24 حزيران/ يونيو، فتيات الفريق الفلسطيني المنحدر من مخيّم المية ومية، مع نظيراتها من فريق "حماس" اللبناني، على أرض ملعب الفوكس سبورت بمدينة صيدا جنوبي لبنان، فتجهّزت الفتيات ونزلن الملعب وهنّ مرتديات اللباس الرياضي، دون تقييد أو خوف.
نحن لا نسعى لتغيير الثقافة.. بل السلوك
"لا يقتصر دور الفتاة على القيام بالأعمال المنزلية أو بالمهن الحرفية واليدوية"، جملة بدأت بها مُؤسِّسَة نادي صفد للفتيات، عبير حسن، حديثها لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، مشيرة إلى أنّ "كرة القدم نوع من الرياضة يمكن للفتيات مزاولتها إسوة بالفتية، فهي لا تؤثّر على أنوثتها ولا تُقلّل من حشمتها، ولا تنال من العادات والتقاليد التي ورثتها عن أجدادها، فنحن لا نسعى لتغيير الثقافة.. بل السلوك".
ففي العام 2007، قررت ابنة مخيّم المية ومية، تشكيل فريق كرة قدم يضم فتيات من المخيّم، وعملت على تحقيق مبتغاها، ألا وهو تطوير مهارات الإناث وحثّهم على اللعب، وصولاً إلى الاحتراف والمنافسة.
زارت عبير مدارس المخيّم قاصدةً الطالبات فيها، لتخبرهن عن تنظيم دورة تدريب كرة قدم داخل المخيّم، فأعجبت الطالبات بالفكرة، وبعد طرح الموضوع على ذويهنّ، تشكّل الفريق وبدأت عبير تخصص حصصاً تدريبة يومياً لهنّ.
فكرة إنشاء فريق كرة قدم للفتيات داخل مخيّم المية ومية، كانت فكرة مهمة جداً بنظر عبير، ولكن تطبيقها في البداية كان صعباً، "كوننا نعيش داخل مجتمع شرقي محافظ".
رياضة توفر برنامجاً يحد من الآثار النفسية السلبية
يعيش أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان ظروفاً معيشية واجتماعية صعبة، لذا اتجهت عبير نحو تحفيز الفتيات على ممارسة رياضة كرة القدم بانتظام، لجعله برنامج دعمٍ نفسي، للتفريغ عنهن من الآثار النفسية التي تخلّفها تلك الظروف الصعبة.
تهدف عبير من خلال تشكيل الفريق إلى تنمية قدرات الفتيات، وتغيير نمط حياتهن، وملء أوقات فراغهن باللّعب والفرح بعيداً عن المشاكل التي يمكن أن تسرق منهنّ ضحكاتهن، كما تشجّعهن دائماً على استخدام الرياضة لتطوير مهاراتهن، وتنمية الروح الرياضية بداخلهن.
مخيّمنا يفتقد لأندية رياضية أو حتى ملاعب واسعة
تروي إحدى عضوات الفريق لينا أحمد كعوش (19 سنة)، كيفية انضمامها للفريق.
لينا التي أكملت دراستها في مدرسة عسقلان بالمخيّم، تعرفت على عبير، وبسبب حبّها لهذا النوع من الرياضة، انضمّت إلى فريق صفد.
تقول لينا "استهوتني فكرة تشكيل فريق رياضي يُعنى بكرة القدم، خصوصاً أنّ مخيم المية ومية يفتقد لأندية تساهم في تعليم هذه الرياضة"، وتضيف "يتوجب على كل فلسطينية أن تُمثّل بلدها، إما عن طريق التفوق بالمدرسة، أو خوض مباراة وإحراز الفوز فيها، أو عن طريق الغناء، فكلّ منّا يستطيع عبر موهبته أو هوايته أن يرفع اسم فلسطين عالياً".
أما سارة عبد السلام كعوش، التي انتسبت للفريق منذ بداية تأسيسه، تقول إنّ ثقتها بنفسها، وحبها لرياضة كرة القدم، دفعاها لخوض هذا التجربة،مضيفةً أن أهلها وقفوا إلى جانبها وقدّموا لها الدعم في وقت اعترض فيه عدد من الأهالي على اختيارها كرة القدم كرياضة تمارسها.
تطمح سارة لمواصلة تدريبها وخوضها المبارايات ومنافسة الفرق الأخرى، لأن هذه الرياضة تساعدها على تطوير قدراتها البدنية، مؤكّدةً أنها تشعر بدعم نفسي كبير وهي تركض بسرعة ورشاقة في أرجاء الملعب لتركل الكرة.
من المية ومية نحو الاحتراف..
عبير التي صارت الآن تشغل منصب رئيسة الكرة النسائية بالاتحاد الفلسطيني في لبنان، باتت تُعنى بنشر ثقافة الرياضة في صفوف شباب وشابات المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتطوير تلك الفرق الرياضية، خصوصاً بعدما سلّمت إدارة فريق صفد لأشخاص كفوئين بمتابعة المسيرة والمضيّ بالفريق نحو النجاح والتفوّق، على حدّ وصفها.
وتتابع عبير: "علماً أن مشاكل عديدة واجهتنا عند تأسيس الفريق، وكان هناك صعوبات على مستوى تأمين مكان آمن للتدريب داخل المخيّم، ناهيك عن صعوبة تأمين المستلزمات المادية والمعدات للمشاركة بالمباراة مع الفرق الأخرى، إلا أننا استطعنا التواصل مع مؤسسة "خطوات"، التي رافقتنا لمدة أربع سنوات ونصف السنة، ودعمتنا مادياً لتجهيز المعدات اللازمة ولتوحيد الزي الرياضي.
ولفتت عبير إلى أن كل فريق يريد الوصول إلى الاحتراف، يتطلّب من أعضائه مواصلة التمارين، وحضور دورات. فالفتيات في فريق صفد شاركن في دورات كرة قدم، أقيمت بالتنسيق مع الاتحاد النرويجي، وأخرى مع الاتحاد الهولندي، والاتحاد اللبناني، بالإضافة إلى أربع دورات أكاديمية لتدريب الفتيات الصغار، بحسب ما روت عبير، لافتاً إلى أنّ الفتيات، وبعد مشوار طويل، يلعبن بمهاراة ويشعرن بالفخر والاعتزاز والفرح.
المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب الكامنة
وعن مستقبل الفريق، قالت عبير إن الفتاة الفلسطينية استطاعت النجاح بكل مجال دخلته، أما اليوم تطمح عبير بأن ترى الفتاة حكماً داخل أرض الملعب، لذا تخبرنا عن "دورة حكم" قريبة ستُنظّم للفتيات، بغية تعليمهنّ الأسس والقواعد الصحيحة، مبدية فرحها واعتزازها بأن أندية كرة القدم الموجودة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً تلك الموجودة ضمن الاتحاد الفلسطيني، صارت تضمّ فرق البنات إليها، وصار هناك تقبّل لفكرة ممارسة الفتاة لرياضة كانت حِكر على الذكور.
وتشير عبير أنّ "المخيمات الفلسطينية مليئة بالمواهب الكامنة، التي تنتظر فرصة للظهور"، مضيفةً أنّ "الفلسطيني نجح في كافة المجالات التي دخلها، حيث استطاع الوصول ورفع اسم فلسطين عالياً، عبر نيله أعلى الدرجات ووصوله لأعلى المراتب، ففلسطين بحاجة إلى موهبة كل فلسطيني، أكان في الداخل أو في الشتات، أهلنا بالداخل يتصدون لغطرسة الاحتلال الذي يواصل استهداف وطمس الهوية الفلسطينية عبر محاربة الثقافة بشكل عام، والمواهب الفلسطينية الشابة على حد التخصيص، أمّا نحن في الشتات، فنحارب بالثقافة، بالعلم، وبالكلمة".
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين