فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قبل ستين عاماً، وقف العاملون الفلسطينيون على الجدار، أيديهم إلى الأعلى، ولم يعرفوا كيف انتهى نهار عملهم الاعتيادي إلى مجزرة. تلك كانت مجزرة كفر قاسم التي قامت بها العصابات الصهيونية عشية 29 تشرين الأول عام 1956، في بلدة كفر قاسم، وراح ضحيتها 49 مدنياً بريئاً. لم تنسَ المدينة ما حصل، وهاهي تتذكر، تعيد تجسيد المجزرة، لكي لا ينسى العالم.
تعم مدينة كفر قاسم هذه الأيام حالة من التأهب والعمل على استعداد إحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، حيث يعمل سكان المدينة في كافة المجالات والميادين لتهيئة مواقع إحياء الذكرى، إذ قالت اللجنة الإعلامية لإحياء الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم، في بيان عممته بهذا الخصوص، إنه تم العمل على تجهيز بانوراما المجزرة التي تحاكي تفاصيل الحدث بتأثيرات صوتية ورسومات فنية ومجسمات تجسد واقع الحدث وتضع الزائر في صورة ما جرى في مساء الـ29 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1956 كما لو أن هذا الزائر كان متواجداَ ساعة وقوع المجزرة، ومن المتوقع أن ينتهي العمل في موقع بانوراما المجزرة في الأسبوع القادم.
كما أضافت اللجنة في بيانها السالف: "إنه بالإضافة إلى بانوراما المجزرة فقد تم الانتهاء من إعداد نشرات عن المجزرة باللغات الثلاث، العربية، العبرية والإنجليزية، وسيتم توزيعها لجمهور القراء قريباً، وقد أشرف على إعدادها كادر من الأكاديميين والمثقفين وبإشراف اللجنة الإعلامية المنبثقة عن اللجنة الشعبية التي يرأسها الشيخ إبراهيم صرصور. بالإضافة إلى ذلك فقد تم تجهيز كراسة فعاليات لطلاب المدارس بإشراف اللجنة الثقافية المنبثقة عن اللجنة الشعبية حيث تم ملاءمة مضامين ومواد الكراسات لأجيال الطلاب المختلفة ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالمدارس الثانوية."
كما أكدت اللجنة أن 'الأعمال لاستقبال ذكرى المجزرة بما يليق بعظمة وقدسية الحدث تواصلت لتشمل تجهيز مقبرة الشهداء حيث باشر طلاب المدارس الثانوية وشباب الحراسة ومتطوعون آخرون على تجهيز المقبرة وتنظيفها ودهان قبور الشهداء حيث ستكون مقبرة الشهداء جاهزة لاستقبال آلاف الزائرين صباح يوم السبت الـ29 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. بالإضافة إلى كل ذلك، يتواصل العمل من قِبل البلدية والشباب المتطوع في أرض المهرجان المسائي حيث يتم تجهيز منطقة المهرجان المحاذية لمدرسة زين الابتدائية لبناء المنصة المركزية بما يتناسب مع عظمة الحدث وبصورة فنية توصل الرسالة المرجوّة وتفي الشهداء حقهم في تخليد ذكراهم".
يُذكر أن المنظومة التعليمية في كفر قاسم تأهبت لإحياء الذكرى، وذلك عبر فعاليات انطلقت في المدارس ورياض الأطفال، فقد تم العمل على إقامة فعاليات عن ذكرى المجزرة تمتد حتى يوم الخميس 27 تشرين الأول الجاري، يضاف إلى ذلك نشر يافطات كبيرة تحمل شعار الذكرى الـ60 للمجزرة تم توزيعها على مناطق متعددة من المدينة وفي مدن وقرى عربية أخرى.