الضفة الغربية المحتلة - بوابة اللاجئين
في ساعات فجر يوم الثلاثاء 16 آب الجاري، اقتحمت قوات جيش الاحتلال مخيم الفوار جنوبي الخليل المحتلة، واستمر الاقتحام حتى ليلة الأربعاء في 17 آب مخلّفاً شهيداً و60 إصابة، وآثار تخريب وتدمير في منازل المواطنين بعد المداهمات والتفتيش، واعتقال عدد من المواطنين، وكان يتم التحقيق مع المواطنين ميدانياً، وأُحضرت تعزيزات عسكرية إضافية خلال ساعات الاقتحام، واتهم عدد كبير من سكان المخيم جنود الاحتلال بسرقة أموالهم ومصاغهم الذهبي.
وذكر الإعلام العبري أن جيش الاحتلال لن ينسحب من المخيم، إلا بعد دخول كل منازله للبحث عن أسلحة تستخدم في العمليات ضد المستوطنين، وذكرت فيما بعد أن الاقتحام جاء بحجة ملاحقة واعتقال مطلوبين.
كانت اقتحمت قوات الاحتلال بآليات عسكرية رافقتها جرافة، ورفعت منطاد مراقبة في سماء المخيم، رافقه تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع، وبعد ساعات، استعانت بطائرة أباتشي عامودية، وبدأت قوات الاحتلال بإغلاق الطرق والمداخل بسواتر ترابية، وانتشرت تعزيزات على المداخل، حتى قامت بإغلاق المخيم بالكامل، وتخلّل عملية الاقتحام مواجهات عنيفة بين شبان المخيم وقوات الاحتلال، واعتلى القناصة أسطح المنازل، وخلال المواجهات أعاقت قوات الاحتلال دخول سيارات الإسعاف والمساعدة الطبية للمخيم لنقل المصابين، وكانت ذكرت مصادر طبية في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في مخيم الفوار، أنه تم فتح عيادة الوكالة جراء نقص المواد الطبية في عيادة اللجنة بالمخيم، واقتحمت العيادة الطبية التابعة لوكالة الغوث في المخيم، بحثاً عن مصابين، وتوجّهت مساجد المخيم بالنداء عبر مكبرات الصوت للأطباء من الأهالي للمساهمة في إسعاف المصابين.
وحسب ضابط في الهلال الأحمر، الإصابات بمعظمها في الأطراف السفلية، بالإضافة لإصابات في الرقبة والكتف واليد والصدر، وفي نهاية الاقتحام وصل عدد الإصابات لما يقارب (60) إصابة، من بينها (5) حالات وصفت بالحرجة، وتم تحويل بعضهم إلى مستشفيات لدى الكيان الصهيوني، وآخرين لمستشفى رام الله الحكومي.
وخلال المواجهات في اليوم الأول من الاقتحام، استشهد الفتى "محمد يوسف أبو هشهش" (17 عامًا) برصاص قوات الاحتلال الذي اخترق صدره، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلنت الوزارة عن استشهاده على الفور.
واستخدم جيش الاحتلال خلال المواجهات الرصاص الحي من نوع "روجر" ورصاص "التوتو" والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وكان من بين الشبان الذين تم اعتقالهم، الأسير المحرر راجح أبو عجمية الذي خرج من سجون الاحتلال قبل عشرة أيام من اعتقاله، والشاب محمد عصفور والشاب معتصم المصري، واقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر "أشرف عصفور" وقامت بتفتيشه وتخريب محتوياته، وقامت قوات الاحتلال بهدم جدران منزل لعائلة أبو وردة عقب اقتحام المنزل وتفتيشه بشكل دقيق.
وخلال المداهمات، اقتحمت قوات الاحتلال جميع المنازل في محيط منزل الشهيد "محمد الشوبكي" في المخيم، وحاصرت المنزل ومنعت المواطنين الاقتراب منه، فيما يبدو أنه تمهيد لعملية هدم المنزل، يذكر أن الشهيد الشوبكي (19 عامًا) كان قد نفّذ عملية طعن فدائية أصيب خلالها جندي صهيوني في رأسه، على مدخل مخيم الفوار بتاريخ 25 تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي، واستشهد الشوبكي متأثراً بجراحه بعد ساعات من إطلاق النار عليه من جنود الاحتلال.
ليلة الأربعاء 17 آب، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم الفوار، بعد اقتحام استمر ليومين، بدأ بثلاث كتائب عسكرية من جنود مشاة وجيبات عسكرية وجرافات وطائرات استطلاع ومنطاد للتصوير، وقناصة فوق أسطح المنازل بالإضافة إلى مستعربين بسيارات فلسطينية، وكانت أشارت مصادر عسكرية للجيش الصهيوني إلى أنه تم العثور على مسدسين وسكين "كوماندو" وقنابل صوت ورصاص مختلف الأنواع أثناء الحملة العسكرية على المخيم.
وخلال يوم الثلاثاء، استشهد الأسير المحرر نعيم يونس الشوامرة (46 عامًا)، من مدينة دورا قضاء الخليل بعد صراع طويل مع المرض، حيث كان يعاني من ضمور في العضلات، أصيب به خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال، والتي استمرت (19) عاماً.
فأعلنت الخليل حداداً عاماً يوم الأربعاء على أرواح الشهداء "الشوامرة" و"أبو هشهش" الذين استشهدا يوم الثلاثاء، على أن يشمل الإضراب كافة مناحي الحياة والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والمحال التجارية.
وشيّعت الخليل ظهر الأربعاء، في جنازتين منفصلتين الشهيدين شوامرة وأبو هشهش، وخلال تشييع الشهيد أبو هشهش حضرت تجمّعات من قوات جيش الاحتلال أمام مدخل مخيم الفوار.