مخيم برج البراجنة – خاص
 

قال اللاجئ علاء العلي من سكان تجمع صبرا للاجئين الفلسطينيين ببيروت، إنّ حياة والدته البالغة من العمر 76 عاماً تهددها الخطر الحقيقي، "بسبب إهمال طبيب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"" في النظر بملف والدته التي تستدعي حالتها تحويلاً فورياً إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة لما تعانيه من مرض مزمن في الكلى.

وأوضح العلي، "أنّ طبيب الوكالة (ر.ط)، رفض توقيع طلب التحويل إلى مستشفى حيفا في مخيّم برج البراجنة، بدعوى أنّ حالة والدتي لا تستدعي ذلك، ليتبّين اليوم أنّ الطبيب المذكور لم ينظر إلى نتائج  تحاليل البول المرفقة في ملف المريضة."

وتعاني اللاجئة، سميّة العلي، والدة علاء، من بكتيريا مزمنة في الكلى منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى أمراض الضغط والسكري، وتحتاج إلى دخول عاجل إلى المستشفى بين الحين والآخر، وخضوعها لعلاجات تسكينية ومراقبة حثيثة، وفق ما أوضح علاء لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مضيفاً، أنّ هذه المشكلة الملازمة لها لسنوات، معروفة لدى عيادة "أونروا" في شاتيلا، حيث تسارع الدكتورة المسؤولة لإجراء التحويل الفوري إلى المستشفى.

ويتابع علاء: "أصيبت والدتي باضطراب في الضغط والسكري، إضافة إلى أوجاع في الكلى في الأيام القليلة الفائتة، فاتصلت يوم الاثنين بالطبيب (م.ب) في مستشفى حيفا، لأسأله ما اذا كان بإمكانه الحضور إلى منزلنا، إلّا أنّه قد اعتذر لعدم قدرته الصعود إلى الطابق التاسع لأنّه يعاني من الديسك".

ويضيف، أنّه تمكّن من إسعافها الثلاثاء، إلى مستشفى حيفا بمخيّم برج البراجنة، بصعوبة شديدة بسبب إغلاق الطرقات والإجراءات الأمنية بذكرى عاشوراء، وكانت المفاجئة، رفض الطبيب استقبالها من دون أن يستمع الى أية ملاحظة، كما أنّه رفض مراجعة صورة "سي تي سكانر"أجريت لها الشهر الماضي، وتُظهر وجود مشكلة ما في الكلية.

وواجهني الطبيب العام المناوب في المستشفى، بأنّي إذا أردت إدخال والدتي سيكون ذلك على مسؤوليتي وعلي دفع مبلغ تأمين للمستشفى والذي يصل أحياناً إلى 500 دولار أمريكي، يقول العلي، ويضيف: أنّ هذا المبلغ يتم استرداده عادةً، حين يوقّع الطبيب على ورقة تحويل "أونروا" إلّا أنّ استعادته لا تتم بشكل سلس، ويؤكد العلي، أنّ حالتين مشابهتين حصلت معه خلال عام واحد، ولم يتم فيهما استرجاع مبلغ التأمين.

يوم الأربعاء، فاجأنا الطبيب والممرضون، بأنّه علينا إخراج الوالدة من المستشفى، بدعوى أنّ حالتها لا تستدعي المكوث فيه، وفق قرار طبيب "أونروا" (ر.ط)، وهو أمر غير صحيح، يؤكد العلي، ويضيف: "تحليل البول المسائي الذي أطلعت عليه الدكتورة (ن.م) يؤكد حاجة والدتي للدخول وتلقي العلاجات وخضوعها للمراقبة نظراً لوجود التهابات حادة."

"بعد ذلك، اضطررت لمراجعة الدكتورة في عيادة "أونروا""، يقول العلي، "التي اتصلت بدورها بالطبيب (ر.ط)، وبعد نقاش طويل بينهما اعترف الطبيب، أنّه لم ير نتيجة التحليل المرفقة في ملف المريضة".

ويلفت العلي، إلى أنّ مدير المستشفى التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، قد طلب منه دفع مبلغ إضافي قبل إخراج والدته، وحين رفض إخراجها ودفع مبلغ التأمين، تساءل المدير: "كيف سمحوا لك بالدخول دون مبلغ تأمين؟"، حسبما نقل العلي مستغرباً، "كيف للاجئ فلسطيني أن يُواجه بهذا الكلام في مؤسسة تتبع للهلال الأحمر الفلسطيني؟".

ويقول علاء إنّ ما حصل، اضطرّه لمراجعة مكتب "أونروا" الرئيسي، اليوم الخميس، علّه يتحصّل على ورقة التحويل التي تعفيه من دفع المبالغ، والتقى بمساعدة طبيب التحويلات في مكتب الوكالة، التي حاولت التبرير للدكتور (ر.ط)، بتحميل المسؤولية للكادر المسؤول في مستشفى حيفا، والذي بحسب قولها، لم يرفق نتيجة تحليل البول في الملف، وهو ما ينفيه العلي، الذي يؤكد أنّ نتيجة التحاليل كانت موجودة برفقة صورة "سي تي سكان"، واطلع عليها الطبيب العام في غرفة المريضة.

ويتابع، أنّه بعد زيارته لمكتب "اونروا" قامت مساعدة طبيب التحويلات بالاتصال بطبيبة عيادة شاتيلا، وأخبرتها أنّه بإمكاني الذهاب إلى المستشفى للحصول على التحويل، وفي المستشفى رفض الدكتور (ر.م) التوقيع على التحويل، اليوم الخميس، تحت إصراره بأنّها ليست بحاجة إلى دخول، لأنّ معدل البكتيريا انخفض اليوم.

ويشير العلي، بأنّ البكتيريا وباعتراف الطبيب قد انخفض معدّلها اليوم، بعد اطلاعه على فحص أجري، صباح الأربعاء، وبأنّه لم يطلع على فحوصات الدخول، ومن ثم يسأل: "ما فائدة فحوصات الدخول ولماذا لم يسأل الطبيب (ر.ط) عنها في اليوم الأوّل؟".

 ويتابع: "هذا يعني أنّ حالة والدتي كانت تستدعي إجراء تحويل، منذ اليوم الأوّل، أي لحظة إسعافها الثلاثاء، وهو ما لم يجر بسبب إهمال الطبيب النظر إلى فحوصات الدخول"، "فلماذا يريدون تحميلي خطأ الطبيب الذي لم يوقع التحويل حينها، ويريدون مني أن أدفع تكاليف الطوارئ؟".

ويضيف العلي: "أثناء خروجي من المستشفى لمراجعة "أونروا"، قالت لي إدارة المستشفى، أنّه بإمكاني إخراجها دون دفع المبلغ، وذلك بعد جدال بيني وبينهم، تدخّل فيه أحد عناصر الأمن الوطني، لطردي من المشفى أنا ووالدتي، ويقول بغضب: "إنّ الأمر يفترض أن لا يجري بهذه الطريقة، لأنّ والدتي كان من المفترض أن تتلقى علاجها بتحويل من الوكالة، الذي لم يقم طبيبها المسؤول بعمله بشكل صحيح، ولم يعطها تحويلاً، علماً أنّها تحتاج للبقاء وتلقي العلاج وليس للخروج، وهذا حق كل لاجئ فلسطيني يجب أن يتلقى حقّه دون واسطات ومشاكل وبشكل لائق ومسؤولية شديدة من قبل الأطباء".

ويختم علاء بالقول، أنّ ما حصل معه يوضّح اهمال "أونروا" وتواطؤ مؤسسة الهلال الأحمر معها، بما يخص التقصير تجاه اللاجئين الفلسطينيين، ويضيف مستغرباً :" كيف لمؤسسة الهلال الأحمر أن تطلب مني دفع مبلغ مالي، في حين أنّها يجب أن تكون في صفّي لتحصيل حقّي من وكالة أونروا، ومحاسبة الطبيب المهمل"، مشيراً إلى أنّه لن يدفع تكاليف العلاج ولن يخرج والدته من المستشفى إلى أن تتحمل "أونروا" مسؤوليتها، ليتفاجأ بإخراجها بعد عصر الخميس من المستشفى، في وقت لم تنهِ فيه الإجراءات.

 ووضع العلي ما حصل معه برسم الإدارات العليا في الوكالة وعلى رأسها المفوّض العام بيير كرينبول، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وسفير السلطة في لبنان أشرف دبّور وكافة المسؤولين في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد