مخيم بلاطة – خاص
 

لطالما كانت المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية مراكز للعمل النضالي وحاضنة المناضلين، لا سيما في انتفاضتي الحجارة والأقصى، إلا أنها اليوم، تعاني تهميشاً وحرماناً شديدين.

مخيم بلاطة في نابلس أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي يحفل تاريخه بآلاف الشهداء والجرحى والأسرى، لكنه اليوم تحول إلى مخيم فيه نسبة كبيرة من الفقر والبطالة، وإهمال شديد لمراكز الشباب والمرأة، والمؤسسات الثقافية.

 

مخيم بلاطة.. نسبة البطالة والفقر الأعلى بالضفة

يشير رئيس اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة، أحمد ذوقان، إلى أن خُمُس شهداء محافظة نابلس هم من مخيم بلاطة، هذا إضافة إلى الأعداد الكبيرة من المعتقلين والجرحى، ما جعله، بحسب ذوقان، هدفاً لما سماها جهات معادية.

كما أوضح ذوقان أن "الوضع المالي والاقتصادي يؤثر بشكل أو بآخر على المخيم، خاصة وأنه حسب الإحصاء الفلسطيني، هو أكثر منطقة فيها بطالة وفقر في الضفة الغربية".

يذكر أن 23 ألف لاجئ فلسطيني في المخيم يعيشون على مساحة ربع كيلو متر مربع فقط.

 

المخصصات المالية لا تسد احتياجات المخيم

وفيما يتعلق بالمخصصات المالية التي تحولها الحكومة الفلسطينية إلى المخيمات، أشار ذوقان إلى أن هذه المخصصات أقرت من أيام رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات (أبو عمار) وأكد عليها الرئيس الحالي محمود عباس.

وأكد أنه من الضروري جداً بقاء هذه المخصصات دون أي انقطاع، بل وزيادتها، موضحاً أنه، وعلى الرغم من زيادة حكومة رامي الحمدلله للمخصصات بنسبة 100%، لكنها لا تزال غير كافية.

وقال ذوقان إن اللجنة الشعبية تعمل بالحد الأدنى من أجل أن تأمين المستلزمات المعيشية اليومية في المخيم.

 

بلاطة.. موضع اتهام دائم من قبل السلطة الفلسطينية

ومن أبرز مظاهر الظلم الواقع على أهالي مخيم بلاطة هو نظر السلطة الفلسطينية بعين الاتهام طيلة سنوات ما بعد انتفاضة الأقصى، ما جعله ساحة مواجهة قوات أمنها ومن تسميهم "مطلوبين".

وأشار الصحفي الفلسطيني، أمين أبو وردة، إلى أن ما أطلق عليه "الفلتان الأمني"، كان متركزاً في الضفة الغربية بالمخيمات، وفي نابلس، كانت ظاهرة في مخيم بلاطة بالعلاقة والشحناء بين الأجهزة الأمنية وبين أبناء المخيم.

وأكد أبو وردة أن اللاجئين الفلسطينين في المخيم يطالبون على الأقل بالحد الأدنى من المستوى المعيشي، والتقليل من نسب البطالة، وقبولهم في وظائف القطاع الخاص، إلى جانب تحسين الأوضاع الصحية والاجتماعية.

وشدد أن هذا ما يحتاجه أبناء المخيم، وفي ظل عدم توفير ذلك، تتعزز مقولة: "المخيم على فوهة بركان قريب".

 

تهميش مراكز الشباب والمرأة المعوقين

إلى ذلك، تكابد المراكز الشبابية وتلك المعنية بالمرأة والمعوقين من التهميش الشديد.

وأوضح مدير مركز "يافا الثقافي"، فايز عرفات، أن "مراكز الشباب في الثمانينيات كانت هي الشعلة ومفرخة العمل الوطني، لكنها، تحولت اليوم إلى فريق لكرة القدم،  90% منه من خارج شباب المخيم".

وأشار عرفات إلى أن مراكز النشاط النسوي، التي لطالما كانت الشعلة، هي بحكم الميتة اليوم، وهذا ينطبق كذلك على مراكز تأهيل المعاقين.

وذكر أن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم وجود برامج واضحة لتلك المراكز، بل فقط برامج موسمية، تنقضي بانتهاء فترتها.

ويختم رئيس اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة، أحمد ذوقان: "هذا المخيم هو محطة انتظار لحين العودة، يجب أن يعيش فيها الإنسان بكرامة".

 

شاهد الفيديو

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد