مخيم عقبة جبر – أريحا

 

 فيما تحل الذكرى 72 للنكبة الفلسطينيّة، يبنى لاجئون فلسطينيون في مُخيّم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا مخزنًا لتراثهم وذاكرتهم أسموه "بيت الذاكرة" ليحتفظوا فيه بما شهدوه منذ نكبتهم وحتى يومنا هذا، وفي ظل استمرار الجرائم الصهيونيّة بحق الشعب الفلسطيني التي لن يكون آخرها إعدام الطفل الفلسطيني زيد فضل القيسية (14 عامًا) في مُخيّم الفوّار للاجئين الفلسطينيين جنوب الخليل صباح الأربعاء 13 أيار/ مايو.

هذا البيت الذي هو بمثابة "مخزن" للمآسي والآلام التي تجرّعها الأجداد على يد مختلف العصابات الصهيونيّة إبان النكبة، هو محاولة –على الأقل- كي لا ننسى هذه الآلام والعذابات والطريق الطويل الذي ارتقى فيه آلاف الشهداء على هذه الأرض ورووها بدمائهم، ولنشكّل مفتاح العودة من خلال حفظ أدق تفاصيل ما فعله كيان الاحتلال منذ 72 عامًا.

بدوه، قال عضو اللجنة الشعبيّة في مُخيّم عقبة جبر كمال سعيد كمال: إنّ "هذا البيت يتحدّث عن البناء القديم الذي جاء عقب ظاهرة الخيم التي ظهرت بعد النكبة الفلسطينيّة عام 1948".

وأوضح كمال خلال تقريرٍ مُصوَّر أعدّه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ "الجميع يعلم كيف لجأ أبناء شعبنا نتيجة ممارسة العصابات الصهيونيّة في ذلك الوقت، وقامت هذه العصابات بطردتهم من أراضيهم وبلادهم"، مُشيرًا إلى أنّ "مُخيّم عقبة جبر يحتضن حوالي 10 آلاف نسمة جاءت من قرى ومدن فلسطينيّة في الداخل الفلسطيني إبان النكبة عام 48".
 

مخزنٌ لحكايتنا

وبشأن "بيت الذاكرة"، بيّن كمال خلال حديثه، أنّ "هذا البيت يحكي حكاية اللاجئين منذ بداية وجودهم في هذا المُخيّم، من التشريد إلى الخيمة، وسيحتوي على المقتنيات التي كانت بحوزتهم وكانوا يستخدمونها آنذاك خلال حياتهم اليوميّة وأثناء معاناتهم في هذا المُخيّم".
 

 

وفي ذات التقرير، تحدّث الناشط الشبابي محمد دويك، إذ لفت إلى أنّ "بيت الذاكرة يوضّح للجميع ما هي معاناة اللاجئ الفلسطيني، منذ التهجير عام 48 إلى اليوم، ويبيّن ما هي مراحل التشرّد والمعاناة التي واكبت آباؤنا وأجدادنا، وما هي شتى أنواع العنف الذين تعرّضوا له".

وشدّد دويك خلال حديثه على أنّ "بيت الذاكرة هو مشروع هام للغاية، وذلك من أجل تعريف أجيالنا المختلفة داخل المُخيّم بالجرائم التي جرت وخاصة السائحين الذين يجيئون من خارج المُخيّم، أو من المدينة، أو بلدان أخرى لتعريفهم بمعاناة الشعب الفلسطيني".

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المتحف هو جزء هام لحفظ ذاكرة الشعوب خاصةً المضطهدة والمظلومة منها، فيما يجب أن يكون أولويّة هامة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين لحفظ تفاصيل مظلوميتهم والانتهاكات والتي تعرضوا لها.

 

دوافعٌ مغلّفة بحلُم العودة

وبالعودة إلى عضو اللجنة الشعبيّة كمال سعيد كمال، فقد بيّن أنّ "الدافع وراء بناء هذا البيت هو تذكير الأجيال القادمة بقضيتهم العادلة، وللتأكيد أنّنا ما زلنا على قيد الحلُم بحق العودة كما أطفالنا الذين يحلمون برؤية ديارهم"، مُردفًا بالقول: "مات آباؤنا ونحن ما زلنا نحلُم بحق العودة، وسنعمل بكل قوتنا وعزيمتنا وإصرارنا على توريث هذا الحلّم لأبنائِنا حتى يظلوا متمسكين بحقهم طوال العمر".

أمَّا الناشط محمد دويك فعاود وأكَّد أنّه "وفي ظل تخاذل العديد من الدول العربيّة تجاه القضية الفلسطينيّة العادلة لا سيما في مرحلة ما تُسمى "صفقة القرن" الأمريكيّة، سنظل كلاجئين نُمارس دورنا الوطني من أجل تعزيز هويتنا الفلسطينيّة داخل مجتمعنا وداخل مخيماتنا".

وختم دويك حديثه: "العزيمة إذًا تبدأ من داخلنا أولاً، وإذا تسلّل لنا الإحباط فنكون نعمل على تصفية قضيتنا من حيثُ لا ندري، لكنّنا متمسكون بقضيتنا الوطنيّة برغم ما يفعله العالم كله.. أنا لاجئ وسأبقى أطالب بحقي في العودة إلى بلادي".
 

 

حين يُبصرُ هذا المتحف النور، سيكون خطوة "أهليّة" جيّدة، لكنّها غير كافيةٍ في ظل حرب التزييف وكي الوعي التي يخوضها الاحتلال الصهيوني يوميًا، إذ فلطالما أنشأ الاحتلال متاحفًا لفبركةِ وتزويرِ التاريخ من خلال سرقة الوثائق الفلسطينيّة القديمة وحرقها أو إخفائها، بينما الجهات الرسميّة الفلسطينيّة لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب من أجل حفظ ذاكرة الفلسطينيين أصحاب الحق في هذه الأرض، وذلك من خلال إنشاء متاحف تراثيّة وتوثيقيّة مُنافِسة ومُضادة للدعاية الصهيونيّة المُضلِّلة.

 

شاهد الفيديو
 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد