خرجت ظهر اليوم الجمعة 29 كانون الثاني/ يناير تظاهرة شعبية حاشدة في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشيّة، وتنديداً بتقصير وكالة "اونروا" في دعم اللاجئين لمواجهة الأزمة المعيشيّة في ظل حالة الإغلاق العام التي يشهدها لبنان منذ نحو اسبوعين.
وجال المتظاهرون في شوارع المخيّم الرئيسيّة، وتوقفوا أمام مراكز وكالة " أونروا" في المخيّم، مطلقين شعارات تندد بما وصفوه " إهمال الوكالة والفصائل الفلسطينية للواقع المعيشي المتردي" مُطالبين بتقديم مساعدات فوريّة طارئة لمواجهة الأزمة المعيشيّة التي وصلت باللاجئين إلى قلب الجوع.
ورفع المشاركون شعار "لا أونروا ولا مرجعيّة تشعر باللاجئين" في إشارة إلى المرجعيات الفصائلية الفلسطينية، وسط تحذيرات من انتفاضة جوع عارمة كاللتي تشهدها شوارع مدينة طرابلس اللبنانية، حسبما نقل الناشط الفلسطيني "ابو رامز بشتاوي" لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأوضح بشتاوي وهو أحد المشاركين في التظاهرة، أنّ "ما حدث في نهر البارد اليوم يعبّر عن خطورة الأوضاع المعيشيّة التي وصل إليها الأهالي، حيث شريحة كبيرة من السكّان باتت تبحث عن جمعيّات توزّع الخبز، لأنّ ربطة الخبز أصبحت خارج القدرة الشرائية للكثيرين".
وحّذّر بشتاوي من غضب أهالي المخيّم، مشيراً إلى أنّ التظاهرات التي انطلقت، غاضبة على الجميع وضد جميع المقصّرين، ولا أحد يوجهها سوى جوع الناس وشعورهم بالتهميش من قبل الفصائل ووكالة "أونروا" على حدّ تعبيره.
وردد المتظاهرون الذين تنوعوا بين شبّان وشابات ونساء وأطفال وكبار في السنّ، هتافات من قبيل " يا فصائل وينك وينك، يا وكالة وينك وينك" وحملوا يافطات كُتب عليها " لا تتركونا للجوع يا تجّار الأزمات".
يذكر أنّ هذه التظاهرة، وهي الأولى من نوعها مخيّم للاجئين الفلسطينيين منذ تفاقم الأزمة المعيشيّة، ولا سيما خلال الإغلاق العام الذي تشهده البلاد وتأتي بالتوازي مع انفجارات اجتماعيّة تشهدها مدينة طرابلس، احتجاجاً على الانهيار المعيشي وتوقّف الأعمال، المترافق اصلاً مع انهيار اقتصادي وارتفاع الاسعار نتيجة انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار.
يأتي ذلك، بعد أن وصلت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى درجة غير مسبوقة من التردي منذ سنوات اللجوء الأولى، بحسب تقرير حديث، أظهر أن نسبب الفقر والبطالة بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قاربت عتبة 80% وفي زيادة مضطردة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019.