قمعت أجهزة أمن السلطة، مساء أمس الأحد، الشبّان المشاركين في حفل استقبال الأسير عبادة قنيص من سكّان مُخيّم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم الذي أمضى 13 شهراً في سجون الاحتلال الصهيوني.
واعترضت قوة أمنيّة تابعة للسلطة مسيرة الاستقبال بالسيارات حين وصلت مفرق باب الزقاق، وأنزلت الرايات التابعة لحركة حماس، واعتدت على عدد من الشبان الذين نقلوا إلى المستشفى واعتقلت خمسة آخرين.
وفي مُخيّم نور شمس، اعتدت أجهزة أمن السلطة على حفل استقبال الأسير المحرر محمد عارف في المُخيّم بمدينة طولكرم، حيث تم الاعتداء بقنابل الغاز وأسفر عن إصابة الأسير بالاختناق وحالة إغماء.
بدورها، قالت مجموعة محامون من أجل العدالة إنّها تتابع بقلق هذه الحادثة في مُخيّم نور شمس، مُشيرةً إلى أنّ الاعتداء على الأسرى يعني الاعتداء على أحد أعمدة النضال الفلسطيني، وذلك انطلاقاً لما جاء في قانون الأسرى والمحررين الصادر عام 2003، إذ عرّف القانون الأسير في المادة رقم (1) على "أنه كل من يقبع في سجون الاحتلال، على خلفية مشاركته في النضال ضد الاحتلال".
وأكَّدت المجموعة في بيانٍ لها، أنّ الاعتداء يخالف المادة (٢) من قانون الأسرى والمحررين، والذي ينص على أن "الأسرى والأسرى المحررون شريحة مناضلة وجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي الفلسطيني، وتكفل أحكام القانون حياة كريمة لهم ولأسرهم".
ولفتت إلى أنّ هذا الاعتداء يأتي ضمن تصاعد الاعتداءات وقمع الحريات الموثقة مؤخراً في الضفة الغربية، والتي تلاحق الفلسطينيين والنشطاء على خلفية نشاطهم السياسي، بما يخالف القانون الأساسي الفلسطيني الذي يكفل حرية الانتماء والعمل والنشاط السياسي، والمرسوم الرئاسي رقم (5) حول الحريات العامة لعام 2021.
وفي ختام بيانها، دعت المجموعة والمؤسّسات الأهليّة والمدنيّة والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلى الوقوف وقفة جادة على تصاعد القمع والتضييق على الحريات العامة المتصاعدة بشكلٍ لافت منذ مايو/ أيّار 2021.
وفي وقتٍ سابق، اندلعت مواجهات بين شبان والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في عدّة مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها جنازة الشهيد الفتى أمجد أبو سلطان في بيت لحم.