تواصل مجموعات اللصوص عملها في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد أن أغرتها عودة بعض السكان، وتجهيز منازلهم بمستلزمات العيش البسيطة، كأسرة اللاجئ "أبو محمد" الذي طلب وضع اسماً مستعاراً بدل أسمه الحقيقي، " خوفاً من الملاحقة" وفق تعبيره. فمنزله الذي أعاد تجهيزة ببعض عدد المطبخ والأبواب الخشبية المستعملة، إلى جانب جرّة غاز وبعض الفرشات وسجادة بالية، عاد خاوياً بعد تركه لأسابيع.

يقول "أبو محمد" لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ موجة البرد التي ضربت سوريا خلال الشهرين الفائتين، وانعدام التدفئة في منزله في المخيّم، دفعه لمغادرته قاصداً منزل شقيقه خارج المخيّم، ليعود قبل نحو أسبوع، ليجد منزله وقد سرقت كافة موجوداته، بما فيها "غيارات الملابس" والشراشف والبطانيات، وكل ما احتواه المنزل من معدات.

موجات السرقة، لم تتوقف منذ استعادة النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية له، سيطرتها على المخيّم عام 2018، حيث شهد حملات منظمة من قبل جيش النظام ومواليه، طالت كافة المقتنيات وتجهيزات البنى التحتيّة. بينما تولّت مجاميع "اللصوص الصغار" التنقيب عن كل ما يمكن حمله وبيعه من تحت الأنقاض، وما نجا من عمليات النهب المنظمة، لتعود السرقات بشكل يوحي بالتنظيم والتحديد المسبق للأهداف، حسبما أشار "أبو محمد" لموقعنا.

اللصوص يعرفون مواعيد خروج وعودة أصحاب المنازل إلى بيوتهم  وأي منزل مجهز بمستلزمات، ويسرقون ويخرجون أمام أعين الفصائل والأمن

ويتهم اللاجئ "أبو محمد" الجهات التي تسيطر على المخيّم، وأولها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، والتي تنشر حواجزها عند المداخل، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية التي تنشر عناصرها على الشوارع الرئيسية، كتنظيمات " القيادة العامة، فتح الانتفاضة، ميليشيا فلسطين حرّة" وسواها، بالتواطؤ مع اللصوص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال عدم التصدي لهم وعدم تسيير دوريات توقف اللصوص الذين يدخلون ويخرجون أمام أعين الجميع.

وأضاف اللاجئ، "أنّ اللصوص يعرفون أي منزل قد فرغ من سكانه، وأي منزل جرى تجهيزه بلوازم مغرية للسرقة، ومواعيد دخول وخروج أصحابه اليه، ومتى يفرغ ومتى يعود سكانه، ليحددو أنسب موعد للسطو."

ويعيش في مخيّم اليرموك، بين 500 إلى 700 عائلة بحسب أرقام متضاربة، تخرج عن جهات محليّة ورسميّة، لأعداد الذين تمكّنوا من الحصول على موافقة عودة، الّا أنّ السكن في المخيّم تعوقّه موانع كثيرة، تجعل أحياء المخيم غير صالحة للسكن، ويحول دون عودة واسعة لسكانه. وأبرزها الدمار الواسع وانعدام البنى التحتية والخدميّة، إضافة إلى غياب الأمن وانتشار اللصوص والسرقات.

وفي حالات مشابهة، نشرت إحدى أبناء المخيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شكوى مشابهة، قالت فيها إنّ منزلها تعرّض لسرقة بعض محتوايته، أمام أعين الجيران، حيث شوهد مجموعة مما يعرفون بـ " النور" بحمل المسروقات والخروج دون ان يعترضهم أحد.

وتوجهت صاحبة الشكوى، للمسؤولين عن أمن المخيّم، من أجل ايجاد حلّ لعمليات السرقة و "التعفيش" مشيرةً إلى أنها ذهبت إلى المخيّم وجلبت بعض الأغراض لزوم إعادة تأهيل منزلها، ليقوم اللصوص بسرقتها.

8-1.jpg

ويعاني مخيّم اليرموك من دمار واسع لبناه التحتيّة جرّاء عمليات جيش النظام السوري التي انتهت في حزيران 2018، ولا سيما شبكتي المياه والكهرباء، حيث تعرّضت كافة التجهيزات اللوجستية في المخيّم لعمليات نهب وسلب واسعة، أدّى إلى تجريد الأحياء والأبنية السكنيّة من الأساسات اللازمة لإعادة التأهيل، الأمر الذي يجعل أحياء المخيم غير صالحة للسكن.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد