أثارت كمية المعونات الإغاثية العينية التي بدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا "أونروا" توزيعها، للدورة الأولى للعام 2023 الجاري، انتقادات الكثير من اللاجئين، نظراً لتقليص كمياتها، واستثناء عدد من المواد منها.

وكانت الوكالة قد بدأت توزيع المعونات الإغاثية العينية، بدءاً من 17 آب/ أغسطس الجاري، بالتعاون والتنسيق مع "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" وتضمنت 6 مواد غذائية، مع استثناء الأرز والطحين، في حين بررت "أونروا" غياب الأرز بـ "تأخر شرائه من السوق الدولية."

دعوات إلى عدم استلام المعونة الغذائية مع ارتفاع متصاعد في أسعار السلع الغذائية

ويحصل كل فرد من افراد الأسرة اللاجئة التي تحصل على معونة على 3 ليترات من الزيت النباتي، و3 كلغ من مادة الحمص، وكيلو غرام واحد فقط من السكر، و3 كيلوغرام من البرغل ومثلها من مادة العدل، ونصف كيلو حليب مجفف.

مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في درعا، أفاد بأنّ عدداً من أهالي مخيم درعا دعوا إلى عدم استلام المعونات، نظراً لتقليصها وغياب مادة الطحين والأرز، في وقت تشهد البلاد فيه ارتفاعاً متصاعداً في أسعار السلع الغذائية التي طالت الطحين مؤخراً.

وأضاف مراسلنا، أنّ سعر الطحين ارتفع إلى أكثر من 50% في الأسواق، جراء رفع أسعار المحروقات المدعومة، كما جرى رفع سعر المحروقات المخصصة للأفران ما يعني رفع سعر الخبز وبالتالي ازدياد الحاجة لمادة الطحين ضمن المعونات.

تدبر أمر الطعام صار صعباً وحتى المواد الرخيصة لم تعد رخيصة

في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، عبّر اللاجئ "أبو إيهاب سويد" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن غضبه من سياسة "أونروا" الإغاثية، واعتبر أنّ تقليص الحصص الغذائية بالتوازي مع ارتفاع الأسعار الأخير أمر غير مقبول، ولا يراعي الواقع.

وقال سويد الذي لديه 4 أبناء: إن تدبّر الطعام بات مسألة صعبة جداً، حتّى المواد الرخيصة لم تعد رخيصة في الأسواق، وفق قوله بعد أن وصل سعر الكيلو غرام الواحد من السكر 18500 في المخيم.

أعاد سويد تأكيد مطالب اللاجئين الفلسطينيين التي طالما رفعوها للوكالة بجعل معونة "أونروا" سواء المالية أو الإغاثية أو واحدة منهما على الأقل شهرية، وتستوفي كافة الاحتياجات الأساسية من المواد التي تحتاجها الأسرة.

وقال اللاجئ في تعليق لموقعنا: إنّه يجب على وكالة "أونروا" زيادة معونتها المالية بعد موجة ارتفاع الأسعار التي أعقبت رفع الرواتب الحكومية، مشيراً إلى أنّ الحكومة السورية رفعت رواتب القطاع العام بنسبة 100%، وهو ما يؤدي الى ارتفاع أسعار السلع وبعضها أكثر من الضعف، ما يعني وجوب زيادة المعونة لا تقليصها كما فعلت الوكالة مؤخراً.

ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، أوضاعا معيشيّة مترديّة، ما يجعل الطلب على المعونة الغذائيّة التي تقدمها الوكالة أعلى وأكثر أهمية وحيوية من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي للاجئين الفلسطينيين.

وكانت “أونروا" قد كشفت بتقرير النداء الطارئ للعام 2022 الجاري، أنّ 82 % من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يعيشون تحت مستوى خط الفقر، بدخل لا يتجاوز 1.9 دولار باليوم الواحد، فيما ارتفعت نسبة الفقر المطلق الى أكثر من 90% بحسب مصادر متعددة.

يذكر أنه في الأشهر التي تلت تقرير وكالة "أونروا" ازداد تدهور الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وأغلبية السوريين مع تواصل تدني قيمة العملة السورية المحلية مقابل العملات الأجنبية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدني الرواتب التي لا تتجاوز معدلاتها الوسطية في الشهر الواحد عشرين دولاراً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد