لوّح نشطاء وحراكات شعبية وأهلية في عدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بتصعيد احتجاجي تجاه إدارة وكالة "أونروا" وسفارات الدول المانحة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ "سياسة العقاب الجماعية التي تنتهجها الدول المانحة ضد اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم"، وذلك على خلفية تقليص قيمة المعونات المالية وتأخير صرفها.
ومنح النشطاء والحراكات، إدارة "أونروا" في لبنان، مهلة حتّى يوم الاثنين المقبل 25 آذار/ مارس، "للتراجع عن هذا التقليص المشبوه، وإلا سيكون لنا تحرك تصعيدي موجع داخل حرم المؤسسات جميعها"، بحسب بيان صدر عن النشطاء والحراكات وصل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين نسخة منه.
وجاء في البيان: "إن شعبنا يرفض ويدين الاستفزاز والعقاب الجماعي لأهلنا وشعبنا بكل أماكن تواجده"، وأردف:" إنّ هذا الاستفزاز المشبوه بمضمونه وتوقيته بحق شعبنا المنكوب، مرفوض جملة وتفصيلا".
وجاء موقف النشطاء والحراكات، على خلفية إصدار وكالة "أونروا" بياناً أمس الخميس، حول موعد صرف المعونة المالية للمستفيدين من برنامج العسر الشديد "الشؤون" وللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، بعد أشهر من التأخير، وإعلان الأخيرة أن قيمة المعونة ستكون جزئية.
وقالت "أونروا" إنّ: صرف المعونة لمستفيدي "الشؤون" في لبنان، سيكون جزئياً، نظراً لعدم تمكن الوكالة من تأمين مبلغ المساعدات النقدية كاملاً، وذلك على الرغم من تجديد بعض المانحين التزاماتهم، حسبما أشارت في بيانها.
بيان "أونروا" اعتبره نشطاء وحراكات المخيمات "استفزازياً" وطالبوا كافة أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان والشتات، التحرك الفوري والضاغط، وبأن يترقبوا الإعلان عن تحركات ميدانية قريبة.
مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد شمالي لبنان محمد أبو قاسم، أوضح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ تصاعد الاستياء والغضب بين اللاجئين والدعوات للتحركات، تأتي "نتيجة العقوبات الجماعية التي فرضتها الدول المانحة، وتمثل هذه الإجراءات استهدافًا سياسيًا لجميع مكونات الشعب في الأقاليم الخمسة".
وشدد أبو قاسم، على اعتبارية الوكالة بكونها المؤسسة المعنية الأولى بتقديم المساعدة والدعم للشعب الفلسطيني، وليس معاقبته، ولذا فإن المطالب تتجه نحو استمرارية تلك الواجبات والمسؤوليات التي تقع على عاتق الوكالة تجاه الشعب الفلسطيني" حسبما أضاف.
الاتجاه العام للشباب والنشطاء في المخيمات نحو تنفيذ تحركات تصعيدية..
وأكّد مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد، ان الاتجاه العام للشباب والنشطاء في المخيمات نحو تنفيذ تحركات تصعيدية، وقد تشمل احتجاجات داخل المؤسسات وإشعال الإطارات، مشيرا إلى أن التحركات يجب أن "تأخذ مجراها في إطار السلمية والتنظيم".
وقال لموقعنا، إنّ لقاءات وتواصلات جرت اليوم الجمعة، بين الحراكات والنشطاء في مخيم نهر البارد وبعض المخيمات الأخرى، لتنظيم تحركات موحدة، تكون بحجم الحدث الذي يستهدف اللاجئين وكرامتهم وأمانهم المعيشي.
وأكد أبو قاسم، حرص النشطاء والحراكات واللاجئين على وكالة "أونروا" ومؤسساتها، وشدد على توجه راسخ لدى اللاجئين لحمايتها وعدم التعرض لها، وإن التحركات القادمة تهدف إلى التأكيد على أهمية المؤسسات الدولية في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف: أنّ التحركات قد تتضمن مسيرات إلى مقرات "أونروا" وسفارات الدول المانحة، وسيشارك فيها النشطاء والحراكات على مستوى الساحة اللبنانية بهدف تحقيق المطالب وإيصال رسالة الغضب والاستنكار للمجتمع الدولي.
وأشار أبو قاسم، إلى أنّ النشطاء والحراكات يحملون الدول المانحة والدول المستضيفة مسؤولية كبيرة لتدارك الوضع الحالي وتفادي تصعيد الأوضاع، ويدعونهم إلى عدم التراجع عن دورهم في دعم اللاجئين الفلسطينيين وضمان حياتهم الكريمة وحقوقهم الأساسية بما في ذلك الرعاية الطبية والتعليم وفرص العمل.
وتشهد "أونروا" أزمة مالية غير مسبوقة، جراء تعليق عدّة دول تمويلها للوكالة الدولية بناء على مزاعم "إسرائيلية" بمشاركة موظفين فيها بعملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت، فيما تؤكد "أونروا" إنّها بذلت جهوداً كبيرة خلال الأسابيع الماضية لتأمين التمويل اللازم لدورة المساعدات الخاصة بالفصل الأول من السنة الجارية.