يتواصل الحراك الطلابي في عدّة جامعات مركزية في الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجاً على استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزّة، وللمطالبة بسحب الاستثمارات الأكاديمية من كيان الاحتلال، فيما شهدت عدّة جامعات عريقة في فرنسا وأستراليا، تفجر حراكاً طلابياً غاضباً ضد موقف حكومات بلادهم من استمرار الحرب على غزّة.
وأدّت الاحتجاجات العارمة المؤيدة للفلسطينيين والرافضة لحرب الإبادة، إلى توقف الدراسة في معهد الدراسات السياسية في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة 26 نيسان/ أبريل، حسبما نقلت وسائل إعلام فرنسية.
وكان معهد الدراسات السياسية بباريس (Sciences-Po) قد شهد احتجاج عدد كبير من الطلاب يومي الأربعاء والخميس الفائتين، ما دفع الشرطة الفرنسية للتدخل لإخلاء الحرم الجامعي من الطلاب الذين نصبوا خياماً تعبيراً عن رفضهم للعدوان على غزة.
وندد اتحاد الطلاب في الجامعة، ببيان له بالقمع البوليسي غير المسبوق، بينما اعتبرت فئة عريضة من الطلاب أن إرسال الشرطة إلى الحرم الجامعي تجاوز الخطوط الحمراء.
وتدخلت الشرطة في باريس خلال اليومين الفائتين، لإخلاء موقع اعتصام عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، وأعلنت إدارة الجامعة أن حوالي 60 طالباً احتلوا المدرج الموجود خارج الحرم الجامعي، مما أدى إلى توتر بين الطلاب والمدرسين والموظفين.
وبعد مناقشات مع الإدارة، وافق معظم الطلاب على مغادرة المبنى، لكن مجموعة صغيرة رفضت ذلك، مما دفع الشرطة لإخلاء الموقع، حسبما قالت إدارة الجامعة في رسالة نشرتها صحف فرنسية.
وفي ساحة "البانتيون" في محيط جامعة "السوربون" إحدى أهم جامعات فرنسا، اعتصم مئات الطلبة، بعد منع الشرطة الفرنسية الطلاب من التظاهر في الساحة الداخلية للجامعة.
وجرى تعليق الدوام الرئاسي في الجامعة، فيما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ونددوا بتواطؤ الرئيس الفرنسي ماكرون في الإبادة الجماعية في غزة، ورددوا شعارات داعمة للشعب الفلسطيني ولقضيته.
وفي جامعة سيدني الأسترالية، نظم مئات الطلاب تظاهرة احتجاجية، ونصبوا خياماً في الحرم الجامعي احتجاجاً على الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
وحذرت إدارة الجامعة من اتخاذ "إجراءات تأديبية" ضد أي انتهاك لسياساتها، مؤكدة أنها لن تتسامح مع "أشكال العنصرية وخطاب الكراهية والتنمر والمضايقات".
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تواصل الحراك الداعم لفلسطين، وشهدت الجامعات الأميركية الرئيسية موجة جديدة من الاحتجاجات بالمطالبة بوقف حرب الإبادة على غزة، حيث أعلنت جامعة إيموري في أتلانتا عن اعتقال 28 شخصاً داخل حرمها الجامعي بعد بدء المتظاهرين بنصب خيمة اعتصام أسوة بجامعة كولومبيا وجامعات أخرى.
وأفادت إحصاءات صحافية أن السلطات اعتقلت ما يقرب من 550 شخصًا في الأيام الأخيرة من الجامعات الأميركية الرئيسية، بسبب الاحتجاجات على الحرب في غزة.
وادعت إدارات الجامعات، ومنها إدارة جامعة "كولومبيا" أن المظاهرات غالباً ما تكون غير مرخصة، مما يستدعي تدخل الشرطة لفضها.
وأنشأ طلاب جامعة "جورج واشنطن" في العاصمة الأمريكية مخيم للاعتصام في حرم الجامعة، فيما شددت السلطات إجراءاتها القمعية في جامعة "إيموري" واستعملت الغازات الكيماوية لتفريق وإخراج المئات من المحتجين.
وألغت جامعة جنوب كاليفورنيا أمس الخميس، حفل التخرج الرئيسي لهذا العام، بعد أسبوع واحد من إلغاء خطاب التخرج الذي كانت ستلقيه طالبة مسلمة، وذلك بسبب تهديدات مناهضة للفلسطينيين.
وأشار الإعلان على الموقع الإلكتروني للجامعة إلى أن الإجراءات الجديدة للسلامة والفحص التي فرضتها الاحتجاجات، ستؤدي إلى تأخير دخول الضيوف بشكل كبير، مما يجعل من الصعب استضافة الحفل الذي يجذب عادة 65 ألف طالب وأسرهم وأصدقائهم.
ومن جهة أخرى، أعلنت جامعة "يو سي إس" في "لوس أنجلس" إلغاء حفل التخرج الرئيسي هذا العام؛ بسبب "إجراءات أمنية جديدة" فرضتها الاحتجاجات، حيث أوقف 93 شخصاً يوم أوّل أمس الأربعاء.