لازاريني: استراتيجية توزيع المساعدات الأميركية في غزة غير فعالة

وكالة "أونروا" لأهالي قطاع غزة: الاحتلال يرفض إدخال الطحين ولن نفقد الأمل

الأربعاء 28 مايو 2025

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في بيان موجه إلى أهالي قطاع غزة، إنها لم تفقد الأمل، ولن تتوقف عن العمل في خدمتهم، انطلاقاً من موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق واحتياجات المجتمع والاستجابة لها.

وجاء بيان الوكالة بعد رفض سلطات الاحتلال منح الأمم المتحدة الإذن بإيصال الدقيق وغيره من المواد الغذائية الأساسية مباشرة إلى العائلات في غزة. وأشارت "أونروا" إلى أنها تبذل قصارى جهدها لتحقيق هدف إيصال المساعدات.

وأضافت الوكالة أنها، إلى جانب المؤسسات الإنسانية الأخرى، على أتمّ الجهوزية والاستعداد لتوزيع كميات كبيرة من المساعدات فور السماح لها بالدخول، إلا أن ما تم السماح بإدخاله إلى القطاع لا يزال "ضئيلاً جداً"، بحسب ما أكدت الوكالة.

وبيّنت "أونروا" أن لديها آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة، وأنها تواصل الضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح بدخولها، لاستئناف الدعم الإغاثي العاجل الذي يحتاجه المجتمع.

وأوضحت أن الآلية الوحيدة المتاحة حالياً أمام الأمم المتحدة هي العمل مع عدد محدود من المخابز لتوزيع الخبز، وليس توزيع حصص غذائية متكاملة.

وتابعت: "نحن نعلم أن هذا لا يلبي احتياجاتكم، ولا يقترب حتى من ذلك. للأسف، هذا هو الخيار الوحيد الذي سمحت به السلطات الإسرائيلية، لكننا نواصل السعي دون توقف، عبر كل السبل الممكنة، لضمان استمرار تدفق المساعدات، وعلى نطاق أوسع بكثير."

وأعربت "أونروا" عن إدراكها لحجم العبء الواقع على كاهل الأسر في القطاع تحت هذه الظروف، ولا سيما الأمهات، ومن يعتنون بالأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والمصابين والمرضى.

وأكدت الوكالة أن المنظمات الأممية في قطاع غزة، بما في ذلك "أونروا"، تواصل المطالبة باستئناف توزيع المساعدات بشكل مباشر، من خلال الأنظمة الإنسانية الموثوقة التي خدمت المجتمع طويلاً بكرامة وإنسانية.

وناشدت "أونروا" السماح بدخول المزيد من المساعدات، وتوفير المساحة اللازمة لأداء عملها دون تدخل، مشيرةً إلى عدم وجود معلومات واضحة حول موعد سماح سلطات الاحتلال بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع.

وختمت الوكالة بيانها بالقول: "نحن نشعر بمعاناتكم، ونسمع آلامكم، وندرك تماماً أن ما يُقدَّم لكم ليس كافياً على الإطلاق. لكن التزامنا تجاهكم ثابت لا يتزعزع: سنواصل العمل من أجلكم، والدفاع عن حقوقكم، حتى في أصعب الظروف. إن هذه القيود الإسرائيلية المفروضة تحرم العائلات من أبسط حقوقها الأساسية. ومن غير المعقول أن تُجبَروا على تحمّل كل هذا العبء".

لازاريني من طوكيو: الدعم الياباني محوري واستراتيجية توزيع المساعدات الأميركية في غزة غير فعالة

وفي سياق متصل، أكد المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في العاصمة اليابانية طوكيو، أن وكالة الغوث تواجه وضعا إنسانيا كارثيا في قطاع غزة، يتطلب تحركا دوليا عاجلا. وأشاد خلال اللقاء بـ"الدعم الياباني الثابت والتاريخي" للاجئين الفلسطينيين، مؤكدا أن الشراكة مع اليابان تمتد لأكثر من 70 عاما.

وقال لازاريني إن اجتماعه مع وزير الخارجية الياباني، السيد تاكيشي إيوايا، كان "مثمرا"، وركز على تعزيز سبل التعاون الإنساني وتوفير الدعم المالي الضروري لاستمرار عمل أونروا بعد الشهر المقبل، في ظل أزمة تمويل غير مسبوقة.

وفي سياق حديثه عن الوضع في غزة، كشف لازاريني عن جملة من الحقائق والمخاوف، من بينها أن نظام توزيع المساعدات المدعوم من الولايات المتحدة في القطاع "يمثل هدرا كبيرا للموارد" و"يستخدم كأداة لإلهاء العالم عن الفظائع المرتكبة".

أوضح أن المساعدات التي كانت توزع سابقا من خلال 400 نقطة توزيع تقلصت إلى 3 أو 4 نقاط فقط، مما يجبر السكان على النزوح القسري.

أشار إلى أن هناك "نية لدفع سكان غزة نحو منطقة الجنوب"، التي لا تتجاوز 20 إلى 25% من مساحة القطاع، ما يشكل تهجيرا فعليا.

وبين أن عدد الضحايا في غزة يتراوح بين 52 و53 ألف شهيد، بحسب بيانات وزارة الصحة والمستشفيات في القطاع، مشيرا إلى أن "الكثير منهم قضوا بسبب الجوع والأمراض وغياب الرعاية الطبية".

وأعلن أن "أونروا" فقدت 310 من موظفيها خلال الحرب، من أصل 12 ألف موظف يعملون في القطاع، ما يمثل خسارة بشرية هائلة. كما شدد على أن الوضع المالي للوكالة مزر وخطير، وأنها "بحاجة إلى تمويل فوري لتتمكن من مواصلة عملياتها الإنسانية بعد الشهر المقبل".

واختتم لازاريني تصريحه بالقول: "نحن ملتزمون بشدة بالبقاء في غزة، لكننا لا نستطيع القيام بذلك وحدنا. يجب أن يسمح لـ'أونروا' وغيرها من المنظمات الإنسانية بالعمل دون عوائق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وأمل".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد