تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها المكثف على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية، وسط تصعيد ميداني واسع ودمار غير مسبوق، أسفر عن تهجير عشرات الآلاف من المدنيين، وتدمير مئات المنازل والبنى التحتية، بالتوازي مع حملات تنكيل واعتقالات متواصلة بحق الفلسطينيين.
وفي مدينة جنين، حيث يتواصل العدوان منذ 159 يوماً، اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي للمدينة، ونفذت حملات دهم وتفتيش لمنازل الأهالي، مع إجبار عائلات على إخلائها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وذكرت اللجنة الإعلامية في بيان لها اليوم السبت 28 حزيران/ يونيو، من مخيم جنين، أن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من الشبان، بينهم الأسير المحرر ربيع الشهاب وعبود الزيدان، إلى جانب شقيقين من عائلة العارضة، فيما تعرض أحد الفلسطينيين للضرب المبرح خلال اقتحام منزله في الحي الشرقي.
وخلال الاقتحام، أكدت اللجنة الإعلامية أن الاحتلال تعمّد تدمير ممتلكات المدنيين وبسطات الخضار قرب المقبرة الشرقية، في استمرار لنهج التخريب الذي طال أكثر من 600 منزل مهدّم كليًا، فيما أصيبت بقية منازل المخيم بأضرار بالغة، إلى جانب تدمير واسع للمنشآت والبنية التحتية، مما أدى إلى نزوح قسري لما يقارب 22 ألف فلسطيني، لا يزال الاحتلال يمنع عودتهم حتى الآن.
وبحسب اللجنة الإعلامية، بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان 42 شهيدًا، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، إلى جانب عشرات المصابين والمعتقلين.
توسّع في العدوان "الإسرائيلي" على طولكرم ومخيّمَيها
في الوقت نفسه، يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ153، وسط تعزيزات عسكرية ثقيلة، وانتشار فرق مشاة، وتحركات استفزازية داخل الأسواق والشوارع الرئيسية، وتقييد لحركة الفلسطينيين والمركبات.
ويفرض الاحتلال حصارًا مشددًا على المخيمين، يمنع خلاله الأهالي من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، وسط إطلاق نار مباشر على كل من يقترب من المنطقة، وعمليات هدم متواصلة استهدفت أحياء كاملة.
وفي مخيم نور شمس، يدخل العدوان يومه الـ140 على التوالي، وقد هدمت قوات الاحتلال عشرات المباني خلال الأسبوع الماضي، لا سيما في حارات المنشية والمسلخ والعيادة والجامع، مما تسبب بفصل الأحياء عن بعضها البعض.
كما شهد مخيم طولكرم على مدار أسبوعين هدم أكثر من 50 مبنى، طالت حارات البلاونة، والعكاشة، والسوالمة، والحمّام، والمدارس.
ويأتي هذا التصعيد في إطار خطة "إسرائيلية" أعلن عنها في أيار/ مايو الماضي، وتقضي بهدم 106 مبانٍ في المخيمين، تشمل أكثر من 250 وحدة سكنية، إلى جانب منشآت تجارية، بذريعة "فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية".
وأسفر هذا العدوان المتصاعد عن تهجير أكثر من 25 ألف فلسطيني قسرًا من المخيمين، وتدمير أكثر من 500 منزل بشكل كامل، إلى جانب تضرر 2573 منزلًا جزئيًا.
كما أدى العدوان إلى استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما في شهرها الثامن من الحمل، بالإضافة إلى عشرات الإصابات والمعتقلين، وسط أوضاع إنسانية صعبة، وإغلاق مستمر لمداخل المخيمات.