أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع ضحايا الأطفال الذين ارتقوا بسبب سوء التغذية إلى 66 طفلًا فلسطينيًا في ظل استمرار الاحتلال "الإسرائيلي" بإغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية والمواد الأساسية للفئات الهشة، وعلى رأسها الأطفال والمرضى.
وأشار الإعلام الحكومي في بيان اليوم السبت 28 حزيران/ يونيو إلى أن الاحتلال يتعمّد استخدام التجويع سلاحًا لإبادة المدنيين، في جريمة حرب واضحة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ما يشكّل جريمة ضد الإنسانية.
وأكّد المكتب الإعلامي أن هذا الانهيار الإنساني المتسارع يأتي وسط صمت دولي مخزٍ، محمّلًا الاحتلال "الإسرائيلي" والدول الداعمة له، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، مسؤولية هذه الجرائم، داعيًا إلى تدخل دولي فوري لوقف الكارثة وفتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء.
من جانبه، صرّح منير البرش المدير العام لوزارة الصحة في غزة، لقناة الجزيرة، أن آلاف الأطفال في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويُستشهدون جوعًا بسبب منع دخول المساعدات"، واصفاً الاحتلال بأنه "يتسلى ويستمتع بقتل الأطفال في غزة". فيما شدد على أن إنقاذ الأطفال لن يكون إلا بإعادة فتح المعابر.
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو 112 طفلًا فلسطينيًا يدخلون المستشفيات يوميًا في قطاع غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية، منذ بداية عام 2025.
ووصف المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع في غزة بأنه "تجاوز مرحلة الكارثة"، مشيرًا إلى أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 لا تزال تعمل جزئيًا، مع انعدام المستشفيات تمامًا في شمال القطاع ومدينة رفح جنوبًا.
كما أفاد "غيبريسوس" بأن نحو 500 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع مساعدات تُديرها "إسرائيل" والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه المواقع ليست تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن الوصول الإنساني لغزة لا يزال محدودًا بشكل خطير.
وفي بيان منفصل، شددت وكالة "أونروا" على أن نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"، حيث تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 400 شخص، بينهم أطفال، خلال محاولتهم الحصول على الطعام.
وأكّدت الوكالة الأممية أن هذا النظام "لا يعالج الجوع بل يُكرّس الفوضى والتجريد من الإنسانية"، مطالبة بإعادة العمل بنظام المساعدات الأممي تحت إشراف "الأونروا"، ورفع الحصار فورًا.
وأضافت "أونروا" أن الاستجابة الصحية في غزة تواجه تحديات جسيمة، نتيجة تدمير واسع للمرافق الصحية، والقيود المشددة على دخول الإمدادات الطبية والوقود، مما يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية.
وتتزامن هذه التحذيرات مع دخول العدوان "الإسرائيلي" على غزة شهره التاسع عشر، وسط تفاقم في الأوضاع الإنسانية وتزايد أعداد الشهداء والجرحى، لا سيما بين الأطفال، في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات أو توزيعها من قبل منظمات الإغاثة الدولية.