سوريا
ناشد لاجئون فلسطينيون مهجّرون في مخيّمات التهحير بالشمال السوري، تأمين وسائل تدفئة للخيام بشكل عاجل، محذّرين من حالات موت بسبب البرد الشديد في تلك المناطق، مع اشتداد قسوة فصل الشتاء، وتجاهل إمداد المخيّم بوسائل التدفئة.
أحد اللاجئين في مخيّم دير بلّوط بريف مدينة عفرين شمالي البلاد، أفاد لمراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الخيام في دير بلّوط مجهّزة بأماكن مخصصة لتركيب مدافئ تعمل بمادة المازوت، لكن لحد الآن لم يتم إرفاد المخيّم بها، مشيراً إلى أنّ درجات الحرارة باتت بمعدّلات لا يمكن تحمّلها دون مدافئ، خصوصاً من قبل الأطفال وكبار السنّ، حيث تنخفض الحرارة ليلاً إلى ما دون العشر درجات.
الحال ذاته، مخيّم أعزاز الواقع بالريف الشمالي لمدينة حلب، مع فارق تهجيز الخيام بوحدة تدفئة مركزيّة تعمل بمادة المازوت، الّا أنّ عدم تشغيلها لحد الآن يبدد هذا الفارق، وفق السكّان.
ويخشى اللاجئون المهجّرون في تلك المخيّمات وعموم مناطق الشمال السوري، من تركهم ومصيرهم، في تامين الوقود اللازم للتدفئة، خصوصاً مع الارتفاع الجنوني في أسعارها، وعجز اللاجئين المهجّرين عن تأمين ولو جزء يسير منها، بسبب انعدام الموارد الماليّة واعتمادهم على المساعدات.
ورصد مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تلك الأسعار التي بلغت في مدينة أعزاز 60 الف ليرة سوريّة للبرميل الواحد من مادة المازوت، أمّا طن حطب السرو من النوع الرديء بلغ 35 الفاً، في حين يبلغ سعر طن حطب الزيتون الجيّد 60 الفاً.
ويصف المهجّرون في تلك المخيّمات واقع حالهم، بأنّه تحت الصفر، في ظل واقع إيوائي بخيام واهنة، لا تصمد أمام السيول والرياح، ولا تقي البرد الشديد في مناطق الشمال السوري التي تسجّل سنويّاً أدنى درجات حرارة على مستوى البلاد.
وتعيش في مخيّمات التهجير قرابة 1535 عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّمات اليرموك وخان الشيح وحندرات ومناطق جنوب دمشق، يتركّز معظمها في دير بلّوط وأعزاز، بالإضافة لمئات العائلات السوريّة، ويشكل الأطفال دون سن 16 وكبار السن نسبة كبيرة، وهم الأكثر عرضة للمخاطر الناتجة عن قسوة المناخ.
وتسجّل مخيّمات المهجّرين في الدول المجاورة ( لبنان – الأردن – تركيّا) حالات وفيّات عدّة سنويّاً بسبب البرد والثلوج والسيول، ومن المرجّح أن ينضم هذا العام، سكّان مخيّمات الشمال السوري التي أُنشأت في أيّار/ مايو الفائت للكارثة الشتوية السنوية،في حال لم تتخذ الإجراءات السريعة اللازمة لحماية المهجّرين فيها.