في المغيب كنت هناك

هناك بين أزقة القدس العتيقة

أراقب المارة

أتأمل وجوههم البشوشة

محاولةً اجتياز عقولهم

لأعرف سبب بهجتهم

وأُحلل سر سعادتهم

أطفال تلعب هنا بأمان

شبانٌ يجلسون في زوايا هادئة هناك

أحدهم يتصفح الجريدة

وآخر يدرس

وآخرون يتبادلون الأحاديث

تمنيت أن أكون بينهم لأُشاركهم

كانوا يصفون شوارع القدس ومعالمها

تناولت من حقيبتي ورقةً بيضاء وقلم

هممت للجلوس بينهم

وما إن بدأت الكتابة

دقت الساعة

أيقظتني عقاربها

لتعيدني الى الواقع

وتخبرني بأنني ذهبت بحلمي إلى البعيد

حلمي الكاذب

الوجوه لم تكن بشوشة

والسعادة مغشوشة

الأطفال هنا تعيش في هلاك

الشبان في القدس

يحرسون شوارعها من المغتصبين

عذراً حلمي

سأغادرك

لأن واقعي أقوى مني ومنك

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد